23 ديسمبر، 2024 10:25 م

دخلت الثورة السورية منعطفا جديدا ،بعد الانتصارات الكبيرة التي حققها الثوار على الأرض ،والمتمثل في سقوط العديد من المحافظات والاقضية وأحياء من دمشق بيد الثوار ،مع تنامي قوتها العسكرية والشعبية ،وتصاعدت الدعم الدولي الأمريكي والعربي والغربي لها إعلاميا وعسكريا،مما أثار حفيظة نظام الأسد وحلفاؤه حكام طهران وحزب الله وحكومة المالكي،لإدراكهم بان نظام الأسد ساقط لا محالة ،لذلك نرى نزول هؤلاء إلى ساحة المعركة بكل قوة لحماية النظام من السقوط المدوي ، فواجد فيلق القدس والحرس الثوري الإيراني وحزب الله في مدن سورية ومشاركته القتال مع الجيش السوري أصبح علنيا وعلى لسان قادة طهران ،أما حزب حسن نصر الله فهو يحشد الآن قواته على أبواب حمص لاقتحامها كما أعلنت المعارضة السورية ذلك ،في وقت تدك قوات الجيش العراقي بالطائرات والصواريخ والقناصة المتمركزين فوق سايلو ربيعة منفذ ربيعة واليعربية المتواجدة فيه عناصر الجيش الحر  ،وقد جرت معركة حقيقية بين الجيش العراقي والجيش الحر ودخول الجيش العراق إلى داخل الحدود السورية لملاحقة الثوار وإعادة منفذ ربيعة إلى الجيش السوري (شاهدنا القوات العراقية محملة بالجنود وهي تعبر منفذ ربيعة وموجود في اليوتيوب)،وقد قتل وجرح الكثير من الجنود العراقيين،وتم إخلاء الجرحى السوريين إلى مستشفيات ربيعة والموصل وهم الآن في مستشفى السلام بالموصل ،إذا نظام بشار الأسد يعمل على تدويل الحرب في سوريا، عبر إشراك قوى عسكرية خارجية لإنقاذ نظامه أولا ،وتوريط المجتمع الدولي في هذه الحرب ، للقضاء على ثورة الشعب السوري ،والإبقاء على نظامه الدموي الدكتاتوري الطائفي ،(هناك من ينكر طائفيته انظروا من متحالف معه وستعرفون الحقيقة)،في وقت أعلنت الخارجية الأمريكية والبريطانية عزمها تسليح المعارضة بأسلحة وصواريخ ،ودعم لوجستي إعلامي وسياسي أوسع بعد تحقيق انتصارات واضحة على قوات الأسد المنهارة في اغلب المناطق الساخنة ،خصوصا وان الموقف العربي والخليجي متطابق مع المواقف الأمريكية والغربية (فرنسا وألمانيا وبريطانيا تحديدا)،يقابله تعنت روسي واضح وإصرار انتهازي منفعي لصالح نظام الأسد ،وهو الحليف الوحيد الذي يزوده بأحدث الأسلحة لقتل الشعب السوري ،المشهد الدموي السوري يزداد شراسة وعنجهية فارغة من قبل النظام الذي لم يبق له قبل السقوط ،إلا تدويل الحرب ،وإدخال المنطقة بحرب أهلية وعالمية سيذهب جراءها ملايين الأبرياء ،وستتحول المنطقة إلى مزرعة للموت والتقسيم والتفتيت الطائفي والعرقي والاثني ،وهذا ما يريده نظام بشار الأسد في هذه اللحظة التاريخية الحرجة التي تشهد سقوطه المريع والمخزي وسقوط حلفاؤه في المنطقة ،بعد أن يحولوها دويلات طوائف وكانتونات حقيرة ،خططت لها الدوائر الصهيوامريكية منذ سنين ،إذن المستفيد الأول من تدويل الحرب هي إسرائيل وأمريكا لضمان الأمن والنفط ،ولكن لماذا هذا التدويل ،والأسد يعلن موافقته على الحوار ويرفض التنحي عن الحكم ،ويطالب المعارضة بتسليم السلاح ،أليس هذا استهانة بدماء الشعب السوري المراقة منذ سنة وأكثر ،مع مئات الألوف من المهاجرين إلى دول الجوار ،وماذا عن تواجد الحرس الثوري وفيلق القدس وحزب الله بشكل علني لقتل الشعب السوري ،وهو الذي يتباكى على الضحايا والخراب الذي حل بالمدن السورية جراء القصف العشوائي بالصواريخ والطائرات والمدافع من قبل النظام ،أن تصدير الأزمات من قبل الحكومة العراقية وفتح جبهة مع الثوار السوريين(حسب قول المالكي إذا سقط النظام السوري ستنشب حربا أهلية طائفية في العراق)، هو هروب من الأزمات الخانقة التي تعيشها العملية السياسية، واتساع التظاهرات الجماهيرية في محافظات العراق ،وكذلك الحال لحكام طهران الذين يعانون من مأزق داخلي وخارجي  ،بسبب برنامجها النووي العسكري المثير للجدل ،هذه هي أسباب تدويل الحرب وتشتيتها في سورية والعراق وإيران،فهل نشهد حربا عالمية ثالثة بشر بها هنري كيسنجر في وقت سابق من العام الماضي؟؟؟؟الجواب ما ستكشفه الأيام القليلة القادمة ………..