18 ديسمبر، 2024 9:16 م

محدودية الفكر الشيعي

محدودية الفكر الشيعي

على الرغم من ان الفكر الشيعي من اهم مرتكزاته التي يعتمد عليها هي مدرسة اهل البيت عليهم السلام واعتماده على الاحاديث والروايات المنقولة عنهم الا اننا وبقراءة بسيطة نجد ان هذا الفكر فيه الكثير من الثغرات ولعل اوضحها واكثرها معايشة هو عدم قدرة ذلك الفكر على التعاطي مع الفكر السياسي او فكرة ادارة الدولة على الرغم من ان الشعار المرفوع هو اقامة دولة العدل الالهية بقيادة الامام الثاني عشر (ع) حيث نجد ان علماء الشيعة ينقسمون الى قسمين في هذا المجال حيث يرى القسم الاول- وهو الاكثر – ضرورة عدم القيام بأي نشاط سياسي او التفكير ببناء دولة في زمن الغيبة الكبرى بينما يرى القسم الثاني خلاف ذلك وان على علماء الشيعة الجد والاجتهاد لبناء فكر سياسي وادارة عقلائية لبناء وادارة دولة تكون نواة لدولة العدل الالهية فأما بخصوص القسم الاول فالمسألة كما يقال سالبة بانتفاء الموضوع واما القسم الثاني فلا نجد دلائل واقعية وملموسة عندنا في العراق على قدرته في التعاطي مع الملف السياسي حيث نجد ان الفكر الشيعي المتمثل بالحوزة يتعامل مع الامور على استحياء فهو من جهة لا يريد ان يقحم نفسه في الموضوع ومن جهة اخرى نجد بين الحين والاخر تدخل واضح في وضع الخطوط العريضة لكثير من الاحداث السياسية التي حصلت في العراق وكل ذلك يعطي وبما لا يقبل الشك ان هناك عدم قدرة على ادارة هذا الملف او ان هناك قصورا واضحا لا يمكن التغاضي عنه لتكون النتيجة كما نراها الان فوضى في كل مجالات الحياة وتراجع في كل الملفات وتأخر واضح وجلي عن دول العالم وانا وبحسب فهمي انه لن يكون هناك حلا لهذه المشكلة في المستقبل القريب وستستمر هذه الحالة بالاتساع لتشمل جوانب الحياة الاخرى الاجتماعية والاقتصادية لتصل في النهاية الى الجانب العقائدي او الفقهي وسنصل الى مرحلة يكون فيها رجل الدين محل استهزاء وازدراء من عامة الناس لعدم قدرته على مواكبة الاحداث وسنصل الى مجتمع كما يقال (متيه المشيتين) فلا هو مجتمع اسلامي وعقائدي ولا مجتمع مدني علماني وسيكون ارضية خصبة لكثير من الانحرافات والامراض الاجتماعية التي اتت على المجتمعات الغربية ومع الاسف .