18 نوفمبر، 2024 3:30 ص
Search
Close this search box.

كيسنجر…وإحراق سوريا

تعثرت خطى ثورة الشعب العربي السوري العظيم، في القضاء على نظام بشار الاسد الدموي ،بسبب تخلي القوى العربية والدولية عن دعم الثورة إعلاميا وعسكريا ،وتخاذل الدور الأمريكي،بعد النجاحات الكبيرة التي حققتها الثورة على الأرض،وبات انهيار النظام قاب قوسين أو أدنى من الهزيمة الأكيدة ،إلا أن السيناريو الأمريكي بدا يتقاطع مع الثوار ،بحجة إن جبهة النصرة الإسلامية هي التي ستتولى قيادة سوريا في مرحلة ما بعد الاسد ،وان هذه الجبهة ما هي إلا (تنظيمات القاعدة)،مما سيعرض مصالحها ومخططاتها ومشروعها العسكري في المنطقة الى الخطر والفشل ،وهذا كذب فاضح وكلمة حق يراد بها باطل،لان المعارضة السورية بكل فصائلها أثبتت للأطراف الدولية ،أن جبهة النصرة ليست تنظيمات القاعدة وقدمت تطمينات وتعهدات لها ،وان جبهة النصرة ما هي إلا جبهة عربية سورية خالصة من أبناء سوريا ولا علاقة لها بأية تنظيمات أخرى ،هذه الفرية انطلت على حلفاء أمريكا ،فانحسر الدعم الأوربي للثورة ،وشاهدنا تصريحات أمريكية وأوروبية تطالب وتعلن مساندة الثورة إعلاميا فقط دون الدعم العسكري ،وحتى تركيا تغير موقفها المتحمس للتغير السريع في سوريا (تصريحات اردوغان واوغلو مثالا)،وبالرغم من كل هذا التهميش والتنكر لانجازات الثورة السورية ،لم يؤثر على مجريات الأحداث على الأرض،وانعكاسه على الوضع العراقي الذي يشهد ثورة مماثلة ضد الاستبداد والطائفية التي تمارسها حكومة المالكي وميليشياته الإيرانية بحق ثورة العراقيين ،والتي يهدد أعضاء دولة القانون والحكومة بحرب أهلية طائفية في العراق ،في وقت تشهد انتفاضة العراقيين السلمية الى القمع والاعتقالات والقتل والتفجيرات اليومية واستهداف رموز التظاهرات بالقتل والاعتقال ،يقول هنري كيسنجر في لقائه مع الصحفية البولندية ناتاليا السكونوفيا ردا على سؤالها(لماذا لم تحتلوا سوريا من قبل)،فيجيب كيسنجرعليها بالقول (هناك حلان لاحتلال سوريا الأول هو ضربها بالأسلحة الذرية وهذا مستحيل لوجود إسرائيل بالقرب منها ،ولكن الحل الوحيد الآخر هو إحراق سوريا من الداخل )،هنا يفصح كيسنجر عن السيناريو الجديد في سوريا ويثبت كذب وفرية عدم دعم الثورة السورية بحجة قاعدية جبهة النصرة ،فإدارة اوباما تريد إحراق سوريا من الداخل لكي تؤمن حضورها الدائم في المنطقة وتطبيق مشروعها العسكري ومشروع برنارد لويس بسهولة في المنطقة ،بتولي حكومة سورية تأتمر بأوامرها كما يحصل في العراق الآن ،ولا تريد حكومة تخرج من بين أبناء سورية ليقودوها نحو الاستقلال والحرية، والخروج من الخيمة الأمريكية والنفوذ الأمريكي في المنطقة ،فهم لا يريدون حكومات وطنية تخرج عن طاعتها أبدا ،والدليل ما حصل في العراق وليبيا ،إذن هدف أمريكا الآن هو إحراق سوريا من الداخل ،ولذا وبعد فشل ها الهدف عادت أمريكا لتغازل الثورة السورية بتصريح رئيس الأركان الأمريكية الاخيرالذي دعا فيه الى تسليح الثورة السورية من جديد ودعمها  عسكريا وإعلاميا،هنا تبرز ضرورة تنبيه قيادة الثورة بالتعامل بحذر مع هكذا ألاعيب أمريكية ورطت فيها ما كان يسمى فيه المعارضة العراقية التي تقود العراق الى الخراب والتدمير  وترسيخ البعد الطائفي القذر في نسيج الشعب العراقي المتماسك والمتوحد منذ آلاف السنين والذي أثبتت الأحداث الدموية فشلها أمريكيا ،واثبت شعب العراق العظيم توحده التام مع المشروع الوطني ،وتحطمت على صخرة صموده وتوحده كل الأهداف الطائفية الشريرة لإيران وأمريكا وأقزامها على ارض العراق، وستتحطم الآن كل المخططات الطائفية التي تقودها ايران حصريا ،من خلال قمع ثورة العراقيين بوجه المد ألصفوي في العراق ،ثورة العراقيين مستمرة ،وثورة أحرار سوريا في أوج نجاحاتها وانتصاراتها ،ويشهد نظام بشار الاسد نهايته الأخيرة ،دون أن تحترق سوريا من الداخل كما يريد المتصهين هنري كيسنجر ويتمنى هو وإيران وحزب الله  ،خاب فأله وفأل كل من يريد الخراب للعراق وسورية …..

أحدث المقالات