لاشك إن استلام شؤون ألدوله بيد الإمام علي (عليه السلام ) بعد مقتل عثمان بسبعة أيام ذلك في ( 25) ذي الحجة عام (25 هـ ) فوجد الأوضاع متردية بشكل عام وعلى اثر ذلك وضع خطه إصلاحية شامله ركز فيها على عدة محاور مهمة :
أولا . تطهير جهاز ألدوله فور تولية منصب رئاسة ألدوله هو عزل الذي سخروا جهاز الحكم لمصالحهم الخاصة واثروا ثراء فاحشا واختلسوا من بيوت المال.
ثانيا. تأميم الأموال المختلسة اصدر الإمام علي عليه السلام قرار حاسم بتأميم الأموال المختلسة التي نهبها الحكام السابقون .
ثالثا . السياسة المالية التي انتهجها الإمام ( عليه السلام ) امتداد لسياسة رسول الله صل الله عليه واله وسلم الذي عنى بتطوير الحياة الاقتصادية وإنعاش الحياة ألعامه في جميع أنحاء البلاد وركز الإمام ( عليه السلام ) على عدة نقاط المساواة في التوزيع والعطاء فليس لأحد على احد فضل او امتياز وإنما الجميع على حد سواء الإنفاق على تطوير الحياة الاقتصادية، إنشاء المشاريع الزراعية ، العمل على زيادة الإنتاج الزراعي الذي كان من أصول الاقتصاد العام في تلك العصور ، عدم الاستئثار بأي شي من أموال الدولة .
رابعا .السياسة الداخلية أمر( عليه السلام) بإزالة جميع أسباب التخلف والانحطاط وتحقيق حياة حرة وكريمه يجد فيها الإنسان جميع متطلبات الحياة من الأمن والرخاء والاستقرار .
خامسا . تربية ألامه لم يعهد عن احد من الخلفاء انه عني بالناحية التربوية او بشؤون التعليم كالإمام علي( عليه السلام) وقد أولى المزيد من اهتمامه بهذا الأمر فاتخذ جامع الكوفة معهد يلقي فيه محاضراته الدينية والتوجيهية وبث الأدب والأخلاق الاسلاميه ونشر الوعي وخلق جيل يؤمن إيمانا عقاديا لاتقليديا ،.
نأتي إلى سياسة معاوية
بعد إن انتهت مهزلة الحكم الذي تنصب فيها معاوية :
عمل معاوية على إن يحارب مبادئ ونهج علي (عليه السلام) وان يطبع أفكار الناس بالطابع الذي يؤمن له سيطرته وأمة خاليه من أي رقابه أو احتجاج ولذلك مارس سياسة استهدف منها محوا نزعة الحرية لدى الإنسان المسلم وتحويله عن أهدافه العظيمة ونضاله من اجلها
ركز معاوية في حكمه على المبادئ التالية :
أولا . إحياء ألنزعه القبلية والطائفية ولإرهابية واستغلالها لسياسته الشخصية .
ثانيا . مارس أبشع الجرائم الإرهابية وعمل على تجويع الشعوب حتى تظل تلك الشعوب تحت سلطته .
ثالثا . التحذير باسم الدين وشل الروح الثورية والروح الوطنية عند المسلمين واستدعا معاوية( بسر ابن ارطاة ) وجهه إلى الحجاز واليمن وقال له حتى تمر بالمدينة فاطرد واخف من مررت به وانهب أموال كل من أصبت له مالا ممن لم يدخل في طاعتنا وأرعب الناس عنك فيما بين المدينة ومكة .
إما ما نرى اليوم من سياسات على الصعيد الإقليمي والدولي والعراق هو سياسة ذو وجهين ، الوجه المعلن سياسة علي( عليه السلام) والوجه الثاني هو سياسة معاوية حينما نرى مسؤول عربي أو عراقي يظهر على شاشات التلفاز أو نقراء له في الصحف نجده يتكلم عن الحقوق الشرعية والواجبات وحقوق الإنسان ومحاربة الفساد وإنصاف المظلومين وحقوق الأيتام والأرامل واقتصاد البلد والبنية التحتية والحفاظ على المال العام و و و و و والى أخره عند إذن وبلا شك نقول هذا سياسة علي (عليه السلام) .
وحينما نطبق الواقع نراه يختلف تماما عما يتحدث به ، نجد تجويع وتهميش وفساد إداري ومالي وإرهاب يمارس ضد شعب وسلب حقوق وتصدير أرادة الآخرين وأيتام وأرامل بلا مأوى وتدمير ثروات البلاد وتهميش دور العلماء والمفكرين والوطنين وصعود البلطجية ( لوكيه ) إلى هرم السلطة والتحكم بإرادة الناس وهذا كله يطبق ألان على الشعوب الإقليمية والعربية ومنها العراق بالدرجة الأولى عندما تأتي الانتخابات نقراء على أللافتات سوف أوفر الكهرباء وحقوق الأيتام والأرامل وإنعاش الاقتصاد وأزيد في مفردات البطاقة التموينية وحين وصولهم إلى هرم السلطة قطعوا لقمة العيش من الشعب المظلوم الذي أعطا كل شيء للوطن ولم يأخذ أي شيء منه وعند إذن وبلا شك نقول هذا سياسة معاوية . إما اليوم على الشعوب العربية ومنها العراق إن يدققوا جيدا باختيار الأصلح والأفضل وان يتركوا الشعارات الرنانة والبراقة لا سيما والشعب العراقي مر بعدة مراحل انتخابيه من مجلس الحكم إلى يومنا هذا، وما افرزته تلك المراحل هو التمييز بين أصحاب سياسة علي (عليه السلام) وأصحاب سياسة معاوية ونحن في هذا الصدد لا نريد ان نحصر سياسة علي عليه السلام في طائفة معينه وسياسة معاوية في طائفة أخرى ولكن عندما نرى أي سياسي في العالم يعمل وفق الحق والعدل والمساواة وإنصاف المظلومين وحقوق الأيتام والأرامل والحفاظ على أموال الشعب بلا شك يتبادر إلى أذهاننا حكم علي عليه السلام وحينما نرى حاكم ظالم يحكم بالحديد والنار وظلم واضطهاد وتجويع وتشريد وتدمير البلاد والعباد بلا شك يتبادر إلى أذهاننا حكم معاويه .