24 نوفمبر، 2024 2:01 م
Search
Close this search box.

وكالة “مهر” تحاول الإجابة .. هل يكره الإيرانيون القراءة فعلاً ؟

وكالة “مهر” تحاول الإجابة .. هل يكره الإيرانيون القراءة فعلاً ؟

خاص : ترجمة – محمد بناية :

“لو أننا قرأنا الكتب لما كان هذا حالنا”، “الإيرانيون لا يحبون القرءاة بالأساس”، “نحن لا نقرأ حتى ولو دقيقة باليوم؛ بينما الأجانب يحملون الكتاب معهم إلى أي مكان”.. سمعت هذه الجمل النمطية وغيرها الكثير عن قراءة الكٌتب في “إيران”.

ولا أحد يعرف من أول شخص إدعى تدني مستويات القراءة في بلادنا بشكل كبير؛ وأننا إذا نريد النظر بشكل أكثر تفاؤلاً فإننا نقرأ مدة دقيقة في اليوم !.. في المقابل هناك جٌمل أخرى تمتدح حرص أبناء الثقافات الأخرى أو الأجانب على القراءة.

نقول الأجانب، (صاحب المقولة غير معروف إطلاقاً، وكذلك مقصده من الأجانب)، يقرأون الكُتب في كل وقت. لكن الإحصائيات، بحسب “نعيمة موحد”؛ مراسل وكالة أنباء (مهر) الإيرانية شبه الرسمية، تؤكد تفاوت الواقع جداً مع الجُمل النمطية المكررة، وثمة الكثير من الأسباب التي تدفعنا للتفكير في أننا أمة لا تحب القراءة.

ماذا يعني نصيب الفرد من القراءة ؟

نستخدم بكثرة، فيما يخص مسألة قراءة الكُتب، جملة: “نصيب الفرد من القراءة”، لكن قلما يعرف أحد المعنى الدقيق المقصود من هذه الجٌملة. وربما تستدعي الجملة في أذهان الكثيرين معنى القراءة الورقية فقط، لكن الحقيقة أبعد من ذلك، إذ لا تراعي جميع التعريفات كل أبعاد القراءة.

على سبيل المثال المكتبات العامة في “إيران” جميعها تدرج كل الكُتب والصحف والدوريات الورقية أو الإلكترونية ضمن المحتوى المقروء. وهذا بالطبع يشمل “القرآن والأدعية”.

في المقابل يُدرج “مركز الإستقراء والرصد الثقافي” بـ”مركز بحوث الثقافة والفن والعلاقات الإسلامية” المحتويات غير الرسمية؛ مثل المدونات والرسائل الإلكترونية، (بخلاف المحتويات الرسمية الورقية والإلكترونية)، ضمن مفهوم القراءة. و”المجلس الأعلى للثورة الثقافية” أدرج في “لائحة القراءة المفيدة”؛ قراءة كل النصوص المكتوبة بما فيها شريط الأخبار التليفزيوني وبنرات الدعاية وحتى الرسائل القصيرة ضمن مفهوم القراءة.

الآن؛ ومع كل هذه التعاريف المختلفة للهيئات الرسمية، فهل يمكن الحكم بسهولة على نصيب الفرد من القراءة في “إيران” ؟

إحصائيات متناقضة بشكل غير طبيعي..

تسبب عدم إمتلاك الهيئات المعنية، وغير المعنية، لتعريف دقيق بشأن نصيب الفرد من القراءة؛ في تباين الإحصائيات المقدمة بهذا الصدد بشكل كبير.

على سبيل المثال أعلنت بعض المواقع الإلكترونية، قبل سنوات، أن الإيرانيون يقرأون مدة دقيقتين بالعام، وهو ما بدا غير واقعياً، في المقابل أكد أمين عام “هيئة المكتبات العامة” أن معدل قراءة الإيرانيين يتجاوز الـ 79 دقيقة باليوم، وهي أيضاً إحصائيات غير واقعية.

والحقيقة أنه لا توجد بـ”إيران” أي إستقراءات دقيقة بخصوص معدلات القراءة، ولم تتوجه أي هيئة بسؤال الناس في مساعيها لاستقرار أو إحصاء معدلات القراءة.

من جهة أخرى فإن أحد وسائل تحديد نصيب الفرد من القراءة في أي دولة؛ إنما يرتبط بتداول الكتاب ومبيعاته، وللأسف في بلادنا كثيراً ما تكون المبيعات غير حقيقية.

إن إنعدام التعريف الدقيق بشأن نصيب الفرد من القراءة وعدم وجود مرجعية رسمية تقدم بشكل علمي إحصاءً دقيقاً لمعدل قراءة الإيرانيين؛ تسبب في الكثير من التصريحات حول معدلات القراءة وإصدار إحصائيات غير واقعية سواءً بالزيادة أو النقص.

من الأكثر قراءة ؟

نُشر في العام 2015؛ تصنيف القراءة في بعض دول العالم، ولم تحل الدول الأوروبية، (بعكس تصور الكثيرين)، في المرتبة الأولى؛ بل كان “الهنود” بمعدل 112 دقيقة قراءة باليوم. يليها “اليابان” ثم “الصين” ثم في المرتبة الرابعة دولة “بريطانيا” كأول دولة أوروبية بالقائمة بمعدل 68 دقيقة قراءة في اليوم.

وفي هذا الإحصاء بلغ معدل القراءة بـ”إيران” 13 دقيقة باليوم. في السياق ذاته نشرت مؤسسة (يورو نيوز) خبراً عن إحدى مؤسسات الإحصاء الأوروبية يؤكد أن الأسر الأوروبية تخصص في المتوسط 1,1% من إنفاقها لشراء الكتب والجرائد وأدوات الكتابة، وهو أقل من نصف الميزانية المخصصة الترفيه في أوروبا.

وتضيف (يورو نيوز): “يخصص كل أوروبي، في المتوسط، 10 دقائق فقط للقراءة في اليوم. وعليه حلت دول فرنسا وإستونيا في المرتبة الأخيرة بين الدول الأوروبية من حيث معدلات القراءة”.

تختم “نعيمة موحد”، بقولها: “القراءة من ضروريات الحياة، ولذا تدخل معدلات القراءة ومبيعات الكُتب ضمن مؤشرات التنمية لأي بلد. وإذا كانت الشائعات القديمة تصف الإيرانيون بكراهية القراءة؛ إلا أن الإحصائيات أثبتت عكس ذلك، مع هذا لا تزال هذه الإحصائيات متدنية مقارنة مع الدول الأخرى. وتربية وتنشأة أي جيل وبناء المستقبل الأفضل تُنقل عبر محتوى الكتب الجيدة والقراءة المفيدة”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة