جَمَعَتْنا كلُ المحن والحروب والأوجاع دون تمييز
شَرِبْنا من كؤوسها حد الثمالة والإدمان دون تمييز
حَربُنا مع ايران استُشهد فيها شبابُنا دون تمييز
حربنا في الخليج استشهد فيه شبابنا بعد حشرهم في الكويت وخروجهم مهزومين دون تمييز
حصارُنا الجائر قتل اطفالنَا دون تمييز … جِعْنا دون تمييز
حُرِمْنا من كل متع الحياة 12 سنة دون تمييز
احتلتنا اميركا بعد قصفنا بأبشع ِ الطرق وتدميرنا دون تمييز
ذَكّرَتْنا بأننا سنة وشيعة واكراد وعلينا ان نتفرق ونتقاتل ونكره بعضنا … ونحن اطعنا دون نقاش كتلاميذ المدارس، والآن علينا ان نتفرق ونتميز ؟
كتبْتُ عشراتِ المقالات التي ان تفحصها المتفحص لن يجد فيها ريحَ الطائفية ومع هذا اتُهِمْتُ بأبشع الاتهامات ..ليس غريبا …!! لكن الغريبَ ان تصل انفلونزا الطائفية وتسري بين العراقيين الى هذا الحد المرعب الذي وصل الى اللاوطنية واللاتعقل واللامنطق في كل شيء … وتحول اتهام الاخر إلى متعةٍ وتفريغٍ سريعٍ وسهلٍ لشحنات الغضب المتراكمة وكأن الآخرَ هو من تسبب بكل هذا الألم والحرمان الذي يعاني منه كل عراقي .
صارتِ الغالبية ُ من العراقيين تتكلم بالطائفية وتلوكها كالعلكة من الصباح حتى المساء، وأحيانا دون أن تعي .
صارعلينا أن نرمي بتعبنا وغضبنا على الأقرب منا لأن المجرمَ الحقيقي والذي يستحق المشنقة على جرائمه بعيدٌ عنا يتنعم بخيرات العراق وحق العراقيين ويعيش معزولا ومحصنا يصعب الوصول إليه، والمؤلمُ أنه مازال يؤثر فينا ويغوينا ويمرر مخططاتِه علينا ويبيعنا الأوهامَ لننتخبَه من جديد .
ما أحوجنا إلى الوعي والخروج من الغفلة والغفوة التي نحن فيها، فإذا كان الغالبيةُ من البسطاء ينقادون خلف كل ماهو مغلفٌ بالدين فماذا يفعل ُالمثقفون والمتعلمون والشباب الواعي ؟ اين دورهم ؟
أعترف ُ أني طائفية ومتعصبة لكن لحب العراق ولوحدة شعبه وأرضه، وأنا ادعوكم جميعا للعمل من أجل الوطن وشعبه ولا نكتفي بالتفرج .