3 نوفمبر، 2024 3:10 م
Search
Close this search box.

سوريا والتخوف من المتأسلمين وغياب الحل

سوريا والتخوف من المتأسلمين وغياب الحل

قد حدثت تغيرات جسيمة بعد الربيع العربي , فبدلت انظمة ولازالت انظمة اخرى شارفت على النهاية , ولكن في تخوف كبير من وصول الاسلام السياسي او بالاحرى المتأسلمين الى الحكم في سوريا …يبدو من خلال ماشهدناه في مصر أن الهدف الاساسي للمتأسلمين هو السلطة وتحقيق احلامهم الطائفية القائمة على التكفير والقتل , والغريب اننا رأينا في خظم ايام الثورة المصرية وجوه شابة مطالبة بتغيير النظام .. وبعد نهاية الثورة بسقوط حسني مبارك رأينا وجوه اخرى لا التي صنعت الثورة , رأينا تسيد الاخوان الذين جلُ همهم هو الحكم…وكذلك الوضع في سوريا في بداية القيام بالثورة شاهدنا مظاهرات صغيرة في المدن والارياف ولما نظرت الاحزاب السياسية المتأسلمة ان الحكومة ستحقق مطالب المتظاهرين وستنتهي المظاهرات , استغلوا الوضع فجندوا وسلحوا وكفروا , ولعبوا مالعبوا في الوضع , والغاية من كل ذلك هو السلطة كما اسلفنا , وتحقيق مايريدونه ولاشك ان مايريدونه هو اولاً تحقيق مصالح اسيادهم امريكا واسرائيل وكما يقول الجنرال الاسرائيلي المتقاعد شلومو بروم  (ان صعود الإخوان المسلمين إلى السلطة في سورية يصب في مصلحة إسرائيل وذلك لاختلاف هذه الحركة مع إيران وحزب الله أيديولوجيا مما سيخرج سورية من تحت الوصاية الإيرانية، حسب قوله). وثانياً تكفير الناس وتمزيق الامة ارباً اربا .. والعالم العربي خائف من وصول هذه الاحزاب المتأسلمة وعلى رأسهم الاخوان , الذي كان شعارهم , الاسلام هو الحل , ليداعبوا الناس بهذا الشعار الكاذب .. بالتأكيد ان الاسلام هو الحل لكن ليس اسلامهم الذي هو اساس الارهاب و التكفير وتضيق حريات الاخرين , اتوا بهذا الشعار ليخدعوا الناس المساكين .. المساكين الذين كانوا يبحثون عن حرية وكرامة وعدالة اجتماعية . فقدموا دماءهم رخيصة ولكن بعد كل هذا التضحيات يفاجؤوَن ممن كانوا يخافون وصولهم السلطة .. وخلال عامين ظل دخان المأساة في سوريا يتكاثف ويكبر وتنمو تحته طحالب الظغائن والاحقاد فتطورت وتكاثرت واصبحت طائفية مقيتة , وفي خظم هذه الاحداث حدثت مآس انسانية يندى لها الجبين وتدمي لها العقول قبل القلوب , فليس هناك مشروع انساني تجاه هذا الشعب المظلوم الا تراكم الخلافات وزيادة القتلى ولايوجد أي حل لهذا الشعب.. فهذا الخوف الذي تكلمنا عنه نابع من عدة تراكمات حدثت في مسار الوضع السوري , فمنها الدماء التي تكثر يوماً بعد يوم فأكثر المتأسلمين او اصحاب اللحى الذين نراهم في الفضائيات يطبلون ويزمرون لمناوئين الحكم السوري ويتكلمون بنفس طائفي واضح جداً , فلا شك أن من يخلق الطائفية هم الاسلامويون الذين يرون انفسهم هم على حق وحدهم والباقي في ظلال .. وبدأ هذا الخوف يتعمق يوما بيوم حتى تمنى الناس ان لايسقط بشار الاسد ليصلوا هؤلاء .. نعم ايها السادة انا خائف على هذا الشعب المظلوم , خائف ان تحدث في هذا البلد انهار الدماء التي حدثت في وطني الحبيب وسببها الاساسي النعرات الطائفية التي راح بسببها الالاف.. أن مايحصل في سوريا امر محزن واعتقد ان الحل الناجع هو ان يتكاتف الجميع لأجراء الحوار السياسي للخروج برؤية صالحة للشعب السوري , وايضاً تشكيل حكومة توافقية في سوريا هدفها الاساسي ارضاء جميع الشعب لا طائفة دون اخرى وبألتأكيد اذا شكُلت حكومة توافيقة ستجد سوريا طريقها للخلاص من هذه الازمة المتفاقمة .

أحدث المقالات