19 ديسمبر، 2024 12:10 ص

صمتُ الصناديق المحترقة

صمتُ الصناديق المحترقة

لا ابالية السلطة الغاشمة وتجاهلها يجعل منها تتخلق باخلاق الجبابرة وتحذو حذوهم عندما يشعرها ابشع التصرف وارذله انها فوقية الهوى ولا رادع يتصدى لتصرفها الاهوج ولا اخلاق تشعرها بعذاب الضمير ، فما فعلته رعونة صدام واندفاعه التسلطي بات لا يساوي بعض البعض مما تفعله تلك السلطة وعلى جميع الاصعدة ، ولا نغالي ان قلنا انها تعدت طموح هتلر الدموي وقسوة ستالين وجبروت صدام رغم ان الثلاث كانت لديهم روح الانتماء للارض التي انجبتهم وتسامو بشعور الوطنية والكرامة وهذه الاخيرة لم نجد ولا حتى جزء منها في جعبة هؤلاء المرموزات القرقوزية الكالحة ، الكل ليس له انتماء لشيء وقد استثني عوائلهم اما بقية الاشياء فلا تمثل لهم اي معنى ولا تربطهم بها اي صلة ، فلا نعلم الى اللحظة من إي درك نبشتهم امريكا واركبتهم رؤوس بغالها ليركبونا بعد ما تمت لهم البيعة بل ويتفننو باذلالنا وكسر عشقنا للحياة ، فهم خريجو مدرسة الموت لاشيء يشدهم للحياة الا جمع المال واكتنازه والتلَذذ بتفاقم طبقاته ، مولعون بالكسل ووعمى المخّ فهم لا يفكرون بل يُفَكَر لهم وشعورهم بالحياة لا يتعدى ركودهم فوق موائد الطعام وهي حالة متكررة لليوم الواحد ، أمريكا التقطتهم من مزابل الدنيا واعانها على ذلك تركيا وايران والسعودية وبعض دول الخليج فمدوهم بالمال واجازو لهم الحكم بسوط الميليشيات وعرفتهم مسيرة صمتنا وعبوديتنا المستديمة كشعب ، فالكل خبراء بنا ( يستثنى دول الخليج ) فهم استعبدونا لقرون لازالت لغتنا الدارجة شاهدة على ذلك وخبرو مسابر اغوارنا وتلذذنا بالصبر بل وجعله عنوان دائم لشخصياتنا ، صنعو لنا ديمقراطية على مقاسهم وطعموها بسلاسل متينة وممهدات لبقاء ازلي ينتهي بظهور الامام الحجة المنتظر وما علينا الا السمع والطاعة ، وبعد كل منازلة انتخابية نلهث وراءها علها تزيل عنا غشاوة الصبر تأتي الينا بكمين غادر يعيدنا الى مربع الانطلاق ، ويبدأ العدُّ التنازلي لارواحنا وعدمية اصرارنا على الاستمرار ، فبعد التزوير الماحق والتلاعب باصوات الناخبين لم يكتفو بذلك بل قامو بحرق الصناديق واتلافها والتي لم تحرق سيتم استبدالها بوضح النهار شئنا أم أبينا ، فليس من حل .. الا ان نخطأ ولو لمرة واحدة بتاريخنا المعاصر ونبيض وجهه بانتفاظة تغيير ، طالما ان لا حفتر لدينا يصنع لنا غد لم نعد نقوى على انتظاره ..