18 ديسمبر، 2024 7:45 م

بالروح بالدم نفديك ياطغيان!

بالروح بالدم نفديك ياطغيان!

مبروك للشعب العراقي:

_النائب (مشعان الجبوري) ..ينشر على صفحته صور لقصره الفخم في سوريا..وهو يتمشى في حدائق القصر!
_لقد سمع العراقيون جميعا..إن النائب السابق(بهاء الاعرجي).. يمتلك عقارات قبل الاحتلال..منها قصر على ضفاف نهر دجلة وعمارة في الكاظمية ومحل لبيع الذهب!
_الحمد لله..النائب(صالح المطلك)..في تصريح له قال..انا اتبرع بكل راتبي للنازحين؟! طبعا تتبرع للنازحين بعد أن سرقة مليار دولار كانت مخصصة للنازحين!
_الأمثلة كثيرة..أحد أبطال العملية السياسية والذي تنقل من وزارة إلى أخرى بكل خفية وسهولة يشبه(الريشة)..في كل لقاء يؤكد للشعب بأنه من عائلة غنية منذ أيام السبعينات ووالده يمتلك مصنع في سويسرا..حتى اطلق عليه مؤخرا(ست البيت)!
_ثمة ملاحظة جديرة بالاعتبار..كل الطبقة السياسية اليوم..هم..اصلا كانوا أغنياء ومن أولاد الذوات وأبناء الطبقة الأرستقراطية..وباقي الشعب من أبناء الفقراء والمساكين؟!
_في بيت شعر باللهجة البدوية:
من كثر ماشفت بحياتي من انذال
ضنيت أن النذالة فضيلة…
بصراحة..يدهشك أولئك الذين يتصدرون المشهد السياسي والرغبة الكاسحة في التعايش مع القبح؟! حيث من غير المعقول أن يبين لنا أي مسؤول مستوى الترف الذي يعيشه..ونفر من الشعب العراقي يعيش في أحياء كاملة من الطين والتنك..ناهيك عن مأساة النازحين الذين يفترشون الخيم وهياكل المباني والعمارات..بالإضافة إلى أن إحصائيات وزارة التخطيط في عام 2013..أكدت على أن خمس العراقيين يعيشون تحت خط الفقر؟!
إذن ماذا نسمي هذه الأفعال والتصرفات التي يتبناها مشعان وغيره..في كل لقاء ومقابلة يتباهون بأموالهم وقصورهم؟
أيها الشرفاء..من غير المعقول كل هذه الإهانات للمواطن العراقي، والتي اصابت كبريائه وكرامته الإنسانية. بدون أدنى شك أن هذا القبح والاستهزاء الذي يصدر من أي مسؤول او سياسي..هو عبارة عن اقتلاع واجتثاث..بل.. احتقار لشخص الفرد العراقي.
في الحقيقة..كل مرة أحاول جاهدا أن ابتعد عن بعض الكلمات مثل.. الفساد..لصوص..وغيرها من المصطلحات التي باتت مستهلكة جدا..ولكن.. بالنتيجة أقع في فخ التكرار، وهذا ليس ذنبي..بل..مايفرضه واقعنا المتردي الذي نعيشه.
أن الطغيان والدعارة والفساد…وجوه لعملة واحدة!
السؤال..لماذا هذا الصمت والسبات..هل أصبحت الحرية تخنقنا؟
إلى متى الركوع والسكوت عن الفاسد؟
إلى متى تعظيم جهالة المعممين؟
وفي قلب دائرة الدمار والانهيار التي يشهدها البلد..لاتبدوا الكفة راجحة ابدا لصالح المواطن العراقي. حيث مهمتنا كشعب لانمثل سوى شهود على رداءة الأداء..سيما..يجب أن نؤكد على أن الإعلام وتحديدا الفضائيات هي من تروج للطغاة.
يقول الدكتور(ياسر ثابت)..في مقدمة كتابه بعنوان (صناعة الطاغية..سقوط النخب وبذور الاستبداد):
كيف تتورط النخب الكسيحة في صناعة الطغاة.في مختلف مواقع المسؤولية وصنع القرار..هناك مكان لتلك النخب الزائفة التي تتضافر وتتضامن لحماية مصالحها وضمان استمرار نفوذها وسطوتها وتساوم على القيم والإجراءات الديمقراطية..وتزين للطاغية سوء عملهم.. وتدفع الوطن باتجاه تكرار إخفاقات الماضي..حيث ستجد هؤلاء خلف الميكروفونات وأمام عدسات المصورين..ويمكن..إن ترى اشباههم واشباحهم في ساحة السياسة وقاعة الاجتماعات الحكومية واستوديوهات التلفزيون ومراكز الأخبار وجلسات الجماعات التي ترتدي مسوح الدين كي تكبل الحاضر وتلغي المستقبل. وهنا تغيب الرقابة والمسألة والمحاسبة..وتعطل مكافحة الفساد المحصن والمحمي بشبكات المصالح العامة والخاصة. هذا هو يمثل الاستئثار بالسلطة والاحتكار السياسي والاقتصادي والرياضي والديني..لأن..ذلك يضمن بقاء الحال على ماهو عليه..وتبقى قضية اتخاذ القرارات المصيرية في حضرة الأحبة والخلان والاتباع والموالين. والنتيجة هو الواقع المزري والمؤسف الذي نعيشه..تحت..شعارات متلونة لاتخلوا من تحايل..لقد مارست هذه النخب بذور الاستبداد وحرصت على الفرقة والانقسام والاستقطاب وأي أمر من شأنه أن يشكل خطورة كبيرة على بنية المجتمع. لقد تمكن هؤلاء الطغاة من اختراع نظريات المؤامرة وتفننوا في تسميم الأجواء وصناعة أعداء وهميين..سواء كان هذا نوعا من الالهاء والتخدير للمجتمع..وحين.. يتوطن الخوف والظلم والنفاق في أرض..فقل على نخبتها السلام.
أخيرا…من الناس من تطغيهم أموالهم وسلفهم قارون..وكما جاء في سورة القصص..بسم الله الرحمن الرحيم(فخرج على قومه في زينته)..
فلما كان الطغيان علوا في الأرض بغير الحق..كانت عاقبته الذل والهوان…
بقلم: الكاتب والباحث السياسي 
أنمار نزار الدروبي...