18 ديسمبر، 2024 10:57 م

العراق … بین ثقل التناقضات و الفايروسات المدمرة

العراق … بین ثقل التناقضات و الفايروسات المدمرة

لقد ظهرت من خلال ما شاب الانتخابات من نکسة التزویر والاشکالات الفنیة ان النخب في المنظومة ­السياسية العراقیة تخدع المجتمع ، أم تحاول أن تطمس الحقائق بلسانها، وتمحوها بكلامها، أو توهم نفسها بما تخرف، عندما تتبجح بهذه التصرفات وتطلب بالتحقیق ، والتشدق بأوصاف تخالف الحقيقة والغير منسجمة والُمعقدة وغير العادلة وقد اخلت بالمیثاق والعهد الذی تبنته خلال فترة الترشیح للانتخابات وسببت ضرراً فادحاً بالامة مادیا ومعنویا ومشروعها الحضاري التاریخی العریق واخرت البلاد عن الحضارة بقرون بسبب المناكفات والازمات المفتعلة ولازالة تصر الیوم علی تلک المسیرة الغیر سویة والمتعثرة الجوانح وتعمل بانفعال من اجل تحقيق مصالح انية ليست من اسس الاهداف الوطنية و تزيد من الحراجة والتبعثر وفقدان الثقة بالمنظومة الحاکمة التی سوف تنبثق منها، وتتفاقم ازماته ، تبعا لتنوع الاتجاهات الفكرية . وسياسية ألاحزاب والجماعات التي تولت إدارة البلد بعد تغییر النظام فی عام 2003 فقط لم تکن بمستوی المسؤولیة الملقاة علی عاتقها، ولكونها حديثة التجربة في العمل السياسي، ومقتضياته. وقد تبنت في شعاراتها الديمقراطية لتعزيز حقوق الانسان غطاء، وحرياته األسیاسية اسما والسماح بالتعددية التي كانت مثار جدل حاد في مفهوم ادارتهم للعملیة السیاسیة بعیدة عن الصواب ، لما يكتنفه من تناقضات في ظل مجتمع متعدد الاعراق، والديانات والمذاهب، وصعوبة التعامل مع هذا الوضع القائم على الاعتقاد بأن كل طرف يستطيع أن يتحمل مسؤولية المجتمع كله ، وأنه ألحق بشؤون الحكم، ويرى كل طرف ضرورة انحياز الاطراف الاخرى له وهذا هو الخطاء الکبیر.ولايمكن قبوله لدى الشارع ان البلد يحتاج الى همة ابناءه الخيرین للبناء بعيداً عن المحسوبية والمنسوبية ولايمكن لها ان تجني ثمارالخیر في ظل تمزق النسيج الوطني والسعي لاستغلال جراحه واللعب عليها وفق ما تتطلبه ارادات الكتل الضيقة والمجموعات الغير سليمة الاهداف وعليها التفكير بالعراق لان الوطن واحد. يجب علينا ان نعرف بأن البلد مهدد بمنعطف خطير وتجربته لا زالت تراوح مکانها وعجلة النشوء تدورببطئ شدید وغض الطرف مهدد باقل الریاح سرعة وهزيل القوام ایل للسقوط فی ای لحظة ويعاني معظم سياسيه من مرض قصر النظر ويتطلب من كل العراقيين الشرفاء ومحبي ارضهم وشعبهم الحذر عما يجري وخطورة المرحلة التي قد تؤدي بالبلد الى الهاوية والانتخابات الحالیة اثبتت اننا لازلنا فی اول الطریق الوعر والمتشابک … ومع الاسف ان هناك اطراف فی العملیة السیاسیة لايهمها ولاتعرف من شئ اسمه وطن لا من قريب ولا من بعيد وعليها علامات استفهام وتعجب واصبحت العملية السياسية سلعة او وسيلة للضغط على الاخر لجني المكاسب وتبادل الصفقات وتطبیق شعارات مزاجية او مساومة لمصالحهم الذاتیة لا صلة لها بالمواطنة وعلى اساس الربح والخسارة والتصيد بالماء العكر لان هدفها ان یبقی العراق بعلته وجراحه للرقص علیها والدوام فی خلق الازمات التی تعطل عجلته وانهاء المشروع السياسي والبحث عن المنزلقات والفتن والتأزم والكرسي والسلطة من اجل نحر الشعب والامة حسب ما ترغب اليه الدول الداعمه لبعض المجموعات او الکتل … حب الوطن ليست مجرد نصوص دستورية وقانونية یا سادة ، وتحويل اختصاصات وموارد مادية وبشرية ، انما ضمیر للادارة من هنا الى هناك فقط ، و یراد منها أن تقوم على الاحساس بالغيرة الوطنية الصادقة و على الوحدة الترابية لبلادنا كما ان المرحلة تستوجب من الكتل العمل بمصداقية للشعارات التي رفعتها خلال المرحلة الماضية والابتعاد عن الازدواجية والمواقف المتزلزلة بموقف اكثر حكمة والرجوع الى المشروع الوطني المبني على المشتركات والثوابت لا لثقافة التقاتل الطائفي والنعرات المتطرفة والتخندق خلف متاريس الفئوية وغيرها لانها ثقافة مبتذلة ولايمكن قبولها.علينا ان نفتخر بإصلتنا ، ونزهوا بانتمائنا، ونشدو بوطنيتنا، ونفتخر بشعبنا ، تشدنا الاصول وتحركنا العواطف الانسانیة، ويدفعه الحنين إلى الارض كله، وتسكنه هموم الشعب بأسره، وتربطنا مع افراد الوطن وشائجٌ متينة وأواصر من المحبة الرشيدة المبنية على الحكمة ، فقط لاننا ابناء وطن واحد، علينا التجرد من كل صفةٍ اولاً، والتخلية عن كل لقب، والنأي بالنفس عن كل قبيلةٍ وعشيرة ثانياً ، والاستعلاء عن كل عصبيةٍ وفئويةٍ وحزبيةٍ”، ونتحد على ألوانه علمه ونقبل به رمزاً لنا وعنواناً يدل علينا، ننسى أمامه خلافاتنا، ونتجاوز به تناقضاتنا، ونكون أمامه صفاً واحداً وجبهةً مشتركة،ایها الاحبة ان ما يشهده العراق ما هو إِلا نموذج من الفساد المستفحل لا يختلف عن ما تشهده مختلف دول المنطقة وقد طفح ذلک فی خلال الانتخابات الاخیرة وما شابها من مغالطات والنخب غير مبالية بالنتائج ، منشغلة بهمومها فقط مع وجود الانقسامات و التوقعات والطموحات تلاشى الرؤى والافكار تضمحل وتنصهر في بودق الصراعات الذاتية ، اکثر الساسة منشغلون بما تهيؤه الأطراف الدولية المتصارعة على الأرض العراقية من فتن ورؤى تقسيم وارهاب ، و الغير قادرون على معالجة الأمور بمفردهم بسبب ثقل الترکات وبسبب الفايروسات المدمرة التي انتشرت في الأرض العراقية وغياب المعالجات الکاملة التي تحافظ علی تراثه وحضارته ، وحتى القیادات التي تنتخب فمن المؤکد أنها لا تعمل لأجل العراق بقدر ما تنفذ اوامر الأتجاهات المؤسسة التي انطلق منها .