18 ديسمبر، 2024 10:12 م

بعض (المثقفين) للاسف الشديد يتصورون ان مجرد اتقانهم للّغة ومقدرتهم على التلاعب بالمفردات وصياغتها بطريقة احترافية قد يمنحهم حصانة من الخطأ او يرتقي بهم الى درجات العلا ويوصلهم الى مقام انساني لايناله إلا ذو قلم رشيق فيدخل الغرور لنفوسهم ويجعلهم ينظرون بطريقة استعلائية لبسطاء الناس الذين يخطأون في الكتابة املائيا ..
فترى هؤلاء (المثقفين) يتندرون في كتاباتهم على بسطاء الناس وينتقصون منهم ويجعلونهم مادة دسمة لاقلامهم التي لم تقدم شيئا للانسانية او الوطن بحجم ماقدمه هؤلاء البسطاء.
سادتي الكرام مقدرتكم على الكتابة لايعني انكم افضل من غيركم – وطنيا على الاقل – فكم من شخص لايجيد الكتابة قد اعطى درسا في حب الوطن وصل الى حد التضحية بالنفس!!
وكم من صاحب قلم معروف كان ذيلا وتابعا لهذه الدولة او تلك ومعتاشا على فتات الموائد السياسية للدول المختلفة.
الخطأ الاملائي لايعني خطأ في السلوك وانما ضعفا في التعلم لاينبغي ان يكون صاحبه ضحية يجلدها كل لحظة قلم متسكع هنا واخر متسول هناك لايجيد في الحياة سوى استعراض المفردات الجوفاء على هؤلاء البسطاء فيما تصاب اقلامهم بالجفاف وتصبح خرساء امام افة الفساد وجيوش الفاسدين بل ان من بينهم من كان بوقا مدافعا عنهم وعن الذين تسببوا بخراب الوطن.
الف تحية حب واحترام لكل قلم وطني يتواضع امام المجتمع وينتصر لحقوق الشعب ويكون سيفا قاطعا بوجه المفسدين.