بعد عام من تفجير مرقد الإمام “الخميني” .. وحدة القومية الإيرانية اليوم رادع لأي داعشي !

بعد عام من تفجير مرقد الإمام “الخميني” .. وحدة القومية الإيرانية اليوم رادع لأي داعشي !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

بعد عام على عمليات (داعش) الإرهابية في مرقد، آية الله “الخميني”، وداخل البرلمان الإيراني؛ والذي أسفر عن استشهاد عدد من المدنيين الأبرياء وتوتير الأجواء العامة بالمجتمع، لكن لا تكاد تلمس حالياً أي أثر للإرهابيين أو عملياتهم.

ولعل أخبار محاكمة الإرهابيين والمتواطئين معهم لم تعيد إلى أذهان الإيرانيين أن مثل هذا الحادث قد وقع. وعزا البعض، بحسب وكالة أنباء (أسبوتنيك) الروسية؛ الناطقة بالفارسية، السبب إلى الذاكرة الإيرانية التي تنسى المصائب سريعاً والاستمرار في الحياة.

إختراق الداخل الإيراني أصبح مستحيلاً..

لا يخفى على أحد، منذ البداية، أن الهدف الرئيس للجماعات الإرهابية كـ (القاعدة) و(داعش)، (والتي إضطعلت الولايات المتحدة الأميركية وحلفاءها الإقليميين بتأسيسها)، كان وسيظل إختراق إيران.

لقد تسببت القدرة الإيرانية على نقل حدودها الإفتراضية في تمكين عناصر الأمن الإيرانية من رصد أي تحرك للعناصر الإرهابية على مسافة مئات الكيلومترات من الحدود الإيرانية وإحباط العملية. ورغم استثمار بعض الدول العربية الخليجية للأموال الباهظة في إختراق “إيران”، لكن عشق الإيرانيين للوطن جعل، (على عكس دول الجوار)، إمكانية إختراق الإرهابيين للداخل الإيراني أمراً بالغ الصعوبة، في حين لا نريد أن نقول مستحيلاً.

ويعتقد البعض في عجز الإيديولوجية الوهابية عن التأثير على الإيرانيين، نظراً لإعتناق الغالبية للمذهب الشيعي، لكن هذا لا يمنع إقبال عدد ضئيل، من شباب أهل السُنة، في إيران على هذا الفكر الوهابي، واقبال عدد أقل لا يتجاوز أصابع اليدين على الفكر التكفيري.

ولا يسعى مستثمري الجماعات الإرهابية إلى التأثير على أهل السُنة فقط، والنفوذ إلى إيران من خلالهم، وإنما يلعبون أيضاً على وتر الأقليات ويسعون في المناطق الغربية والجنوبية من إيران إلى إثارة القوميات العربية والكردية، لكن ما نراه حتى الآن أنه لا “العرب” ولا “الأكراد” على إستعداد للتعاون مع الأعداء.

الوحدة القومية الإيرانية هي الرادع..

وعليه يمكن القول إن “الوحدة القومية الإيرانية” في ذاتها أكبر من الانشقاقات العرقية أو الطائفية أو الدينية، وأثبت الإيرانيون، كما كانوا على مر التاريخ، أنهم ربما يختلفون في كثير من الحالات لكنهم لا يبيعون وطنهم للأعداء تحت أي ظرف.

وكما تابعنا في الحرب “العراقية-الإيرانية” اتحاد كل الطوائف والمذاهب في إيران للقتال صفاً واحداً ضد العدو والحيلولة دون سقوط ولو شبر واحد من الأرض الإيرانية في يد العدو رغم الضغوط، فلطالما كان الشعب الإيراني أكثر وعياً من جيرانه.

ومن ثم كان من العجيب إختراق مثل هذه الجماعة الإرهابية لإيران، لكن لو التقارير الأمنية كانت قد كشفت عن إحباط عشرات المساعي الإرهابية بشكل غير ملموس لأمكننا القبول بمرور عملية إرهابية رغم كل هذه الجهود.

صحيح أن هذه العملية لم تكن مقبولة من أجهزة الأمن الإيرانية؛ بدليل إلقاء القبض على كل العناصر المتورطة في هذه العملية بغضون أيام، وعدم تكرار مثل هذه العملية الإرهابية في إيران. وحين نتحدث عن الخلايا النائمة، فهذا لأن الأعداء كثيراً ما ينجحون في إستئجار العملاء واستخدامهم في تنفيذ العمليات، وتختبيء هذه العناصر في المكان المناسب تنتظر صدور القرار، ورغم علم الأجهزة الأمنية والمخابراتية بهذه العناصر لا تعتقلهم ولا يشعرونهم بأنهم تحت المراقبة حتى تتمكن الأجهزة المخابراتية من كشف عناصر الشبكة بالكامل وبعدها يلقون القبض عليهم.

إن سرعة أداء القوات الأمنية الإيرانية في القبض على العدد الكبير من العناصر الإرهابية يثبت حقيقة أن قوات الأمن كانت ترصد هذه العناصر وتراقبهم، لكن الوقت لم يحين بعد للقبض عليهم. مر عام على العملية وفشل الإرهابيون في القيام بأى عملية أخرى داخل إيران حتى أن معظم الإيرانيين نسى هذه العملية ولم يعد من أثر للعملية لا على الأرض ولا في أذهان الإيرانيين.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة