خاص – كتابات :
لا سبيل إذاً غير التحايل على الموقف والضغوطات الدولية التي تمارس على “دمشق” و”طهران”؛ حتى من أقرب الحلفاء.. “روسيا”، بضرورة الخروج العسكري الإيراني بجميع أشكاله وفصائله من سوريا أو التعرض لعقوبات وضربات عسكرية لن يستطيع الكبار منعها..
دمج رسمي للقوات الإيرانية وفصائلها المسلحة..
فكان أن تفتأ ذهن قيادات “الحرس الثوري” الإيراني إلى دعم دمج القوات الإيرانية والعراقية واللبنانية والأفغانية والباكستانية، التي تقاتل المعارضة المسلحة، إلى جوار قوات الرئيس السوري، “بشار الأسد”، في الجيش العربي السوري وبذات الملابس؛ وإن تغيرت اللهجات، فالأهم ألا يتحدث أحد عن وجود غير سوري في سوريا !
فتقول رواية إيران والنظام السوري، عن العناصر المسلحة غير العربية التي يتم ضبطها بأيدي المعارضة المسلحة في سوريا، إنها تتبع “الجيش العربي السوري”.
الأعلام والشعارات تبدلت ولا مانع من تعدد الجنسيات !
وبالبحث نجد مقاطع مصورة لفصائل مسلحة إيرانية وأخرى أفغانية منضوية تحت قياد “الحرس الثوري” الإيراني داخل سوريا وضمن مسمى “الجيش العربي السوري” أيضًا وحتى الأعلام والشعارات فقد تبدلت.
نعم شئت أم أبيت حتى لو كان “شيعيًا”، إيرانيًا أو أفغانيًا أو باكستانيًا، على الجميع أن يتقبله الآن كأحد تشكيلات الجيش السوري، وعلى هذا المبدأ وغيره.. يبدأ “الحرس الثوري” الإيراني والميليشيات التابعة لقوات “الأسد” بتغيير زيها العسكري وتطبيق الفكرة ذاتها.
رسميًا منذ مطلع حزيران تغيرت الملابس..
لتكشف تقارير إعلامية، نقلاً عن عدة مصادر ميدانية جنوب سوريا، أن عناصر الميليشيات الإيرانية متعددة الجنسيات بدأت مع الأسبوع الأول من حزيران/يونيو 2018؛ بتغيير زيها العسكري والتنكر بالزي الخاص لميليشيا “الأسد”، التي تعمل جنبًا إلى جنب مع القوات النظامية.
وهي خطوة كل دورها إمتصاص التصريحات المتصاعدة الرافضة لأي وجود إيراني جنوب سوريا.. !
أبرز المواقع..
ما يخرج من تسريبات من سوريا يؤكد أن تغيير الزي الخاص بالميليشيات الإيرانية شمل معظم القطاعات العسكرية الخاضعة لسيطرة “إيران” في “الكسوة” بمحيط دمشق وقطعات إيرانية في مدينة “الصنمين” ومنطقة “مثلث الموت” في مدينة “إذرع” ومناطق أخرى في “درعا”.
كما شملت عمليات تغيير الزي العسكري فصائل مسلحة أخرى تابعة لـ”حزب الله” اللبناني في عدة تلال شمال “القنيطرة”، لاسيما “تلال مصبح” و”عربد” و”مارز” و”غثم” و”غاشم”، إذ باتت تلك التشكيلات بمظهر عسكري يشابه الفرقة الرابعة واللواء 12 التابعين للفصائل التابعة لـ”الأسد”.
تشكيلات محلية تابعة للحرس الثوري..
في حين تقول مصادر ميدانية بمدينة “إذرع” شمال “درعا”؛ إن إيران تحاول الإلتفاف على حضورها المباشر جنوب سورية بتشكيلات محلية تتبع مباشرة لـ”الحرس الثوري” وأهمها “اللواء 313” المشكل بمعظمه من ميليشيات شيعية من “بصرى الشام”، وأضيف له مؤخرًا ميليشيات شيعية كذلك من إيران والعراق وأفغانستان !
ذعر من إسرائيل !
المفارقة الأكبر أن كل هذه المحاولات الإيرانية تأتي خوفًا من تصريحات “إسرائيل” الأخيرة بإبعاد إيران عن جنوب سوريا، والأغرب هنا؛ وفق مراقبين، أن المتنكر هنا يسمي نفسه “ممانعة ومقاومة”، ويرفع شعارات إعلامية “الموت لأميركا.. الموت لإسرئيل”، ضد إسرائيل منذ نحو 50 عامًا، وأظهر إعلاميًا أنه يقتحم أغلب المدن السورية في إطار بحثه عن الطريق إلى “القدس”، الذي مازال مفقودًا حتى لحظة كتابة هذه السطور، بالنسبة لرجال “خامنئي” و”حرسه الثوري”.. يقول قائل !
لا تصدقوا الطريق من سوريا إلى القدس !
فيكفي أن نذكر ما قاله الأمين العام لحزب الله اللبناني، “حسن نصرالله”، في خطابه بشهر تموز/يوليو 2015، عندما قال نصًا تحت شعار: “إنا على العهد”: “نعم طريق القدس يمر بالقلمون وبالزبداني وبحمص وبحلب ودرعا…..”، وهي التصريحات التي تنفيها تمامًا تحركات القوات الإيرانية وفصائلها الداعمة من لبنان والعراق اليوم في سوريا !
لا صوت يعلو على صوت موسكو..
في المقابل ورغم مناورات إيران؛ فإنه إلى لحظة كتابة هذه السطور، فإن لا صوت يعلو فوق صوت “موسكو” فيما يخص الملف السوري سواء على الصعيد العسكري أو السياسي، وكأن المجتمع الدولي سلم مقاليد الأمور في سوريا لروسيا.
وهنا نتحدث هذه المرة عن “اللجنة الدستورية”، التي خططت لها موسكو ومن ثم مررتها عبر مؤتمر “سوتشي” لإحلال السلام في سوريا، وعرضتها بشكل إلزامي على الأمم المتحدة التي سارع مبعوثها إلى سوريا، “دي ميستورا”، لتبنيها، وأعلن مستشاره أن اللجنة الدستورية ستبدأ عملها قبل نهاية العام الجاري.
قائمة المرشحين للجنة الدستورية عن نظام الرئيس “بشار الأسد” وصلت إلى الأمم المتحدة، لكن وفق المعلومات المتاحة فقد سبق ذلك مرورها عبر سفارتي طهران وموسكو في دمشق، وهؤلاء حسب محللين جسران استخباراتيان لابد أن يستشيرهما “الأسد” ومعاونيه في كل صغيرة وكبيرة.
أوروبا اتفقت على إزاحة إيران..
وهو الأمر الذي لم يلق قبولاً من الغرب، فوجود إيران بشكل معلن في سوريا أصبح غير مرغوب فيه أوروبيًا، بحسب ما ذكرت صحيفة (تايمز أوف إسرائيل)؛ التي قالت مؤخرًا إن زعماء كل من بريطانيا وألمانيا وفرنسا اتفقوا أخيرًا على أهمية إخراج إيران بشكل كامل من سوريا، بعد أن أقنعهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، بخطورة ما تخطط له إيران في سوريا وأنها تسعى لتغير التركيبة السكانية هناك من أغلبية سُنية إلى أغلبية شيعية من الطراز “المقاتل” المتدرب بشكل جيد تحت سمع وبصر “الحرس الثوري” الإيراني، وأنه إذا استمر الأمر على هذا النحو فإن إسرائيل ستستهدف العمق الإيراني .