18 ديسمبر، 2024 10:16 م

أدونيس يخصّ مجلّتنا ((شرفات)) بقصيدة جديدة

أدونيس يخصّ مجلّتنا ((شرفات)) بقصيدة جديدة

مجلتنا ((شرفات)) تمشي بزهوٍ وكبرياءٍ ومنهجيّة ورؤية واضحة نحو عددها الثالث بعد أن اكتسبت حضورها المرجو على أكثر من صعيد، ونحن أمناء تحرير المجلة نُصرّ في كل عدد أن نتفوق على العدد السابق، هذا هو رهاننا، لن نرضى بنجاح معيّنٍ، ولا يقنعنا تميّز محدّدٌ، ولا نغفل عن ملاحظة صحيحة من صديق، ولا عن ملاحظة حسودة من غيره، كلّ شيءٍ خاضعٌ للدرس والتمحيص واستخلاص الفائدة، نسمع الجميع ونأخذ ما يفيدنا ويطوّر رؤيتنا ويساعدنا في أن نفيَ بما وعدنا أنفسنا به أولاً.
   كان صديقي الشاعر المبدع رعد فاضل مدير تحرير المجلة يحرّضني في كل مناسبة نتحدّث فيها عن شؤون المجلة وشجونها أن أكتب إلى الشاعر الكبير أدونيس ليرفد المجلة بقصيدة جديدة له أو رؤية، وكنت أؤجّل ذلك حتى أرى الفرصة المناسبة، وفي لحظة شعريّة ربما كنت فيها متوافقاً مع نفسي كثيراً، كتبت رسالة إلى أدونيس، وكلّ رسالة إليكترونية عن طريق الإيميل إلى أدونيس لا بدّ أم تمرّ بزوجته الناقدة خالدة سعيد، كتبت الرسالة من دون أن أخبر صديقي رعد فاضل، إذ وددت أن أفاجأه عند وصول الردّ، ولم يمض سوى يوم واحد فقط حتى أجابني أدونيس واعداً أياي بأنه كتب قصيدة جديدة عن لندن سيرسلها إليّ لاحقاً، هاتفت رعد فوراً وقرأت له رسالة ادونيس ففرح جداً جداً.
     ومن ثمّ بعد يومين وصلتني رسالة من خالدة سعيد تنقل إليّ قصيدة أدونيس، وكنّا صباح اليوم التالي 18/12/2012 مسافرين أنا ورعد وفارس السردار سكرتير تحرير المجلة مع أصدقاء آخرين إلى بغداد للإسهام في فعالية ((بغداد في السرد العراقي))، يقيمها الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق يومي 19ـ20/12/2012 في فندق عشتار، فسحبت القصيدة على ورق كي نستمتع بقراءتها في الطريق إلى بغداد، وكانت القصيدة طويلة بلغت 13 صفحة، وقد اتفقنا على الاحتفال بها حيث ستتصدّر عددنا الثالث من المجلة، وسنصمّم غلاف المجلة استناداً إلى معطياتها الجمالية، وسنقدّم للقصيدة بالرسالة المرفقة التي أرسلها إلينا ونصّها:

((عزيزي الأستاذ محمد صابر عبيد
أشكرك على رسالتك الطبية وعلى عاطفتك النبيلة، ولكم كنت سعيداً بلقائك في أربيل، وأسعدني كثيراً خبر ((شرفات))، خصوصاً أنّ مشروع مجلة ((الآخر)) يتعثّر، وقد لا نستطيع أن نصدر العدد الخامس..
كتبت مؤخراً نصّاً شعريّاً بعنوان ((عزف منفرد في أوركسترا نهر التاميز))، سأعمل على إرساله إليك.
مع عميق تقديري ومودتي
أدونيس
في 15/12/2012))

  إنّها من دون أدنى شكّ مكسب كبير لـ ((شرفات)) ولنا أيضاً، ودليل على ثقة الكبار بنا وبمشاريعنا الثقافية التي لا مصلحة لها سوى إشاعة ثقافة حقيقية غابت عن واقعنا، ولقرّاء مجلتنا أن ينتظروا مفاجآت أخرى على هذا الصعيد تؤكّد لهم أننا ماضون في تحقيق ما وعدنا أنفسنا ووعدناهم به، ولا يثنينا شيء، مادام المحبّون الأصلاء صاروا اليوم قاعدة متينة توفّر لنا أرضاً ثريّة منتجة، وسداً منيعاً يحفظنا من عيون الحسّاد الخاملين الكسالى الذين لا يعجبهم شيء حتى حين ينظرون إلى وجوههم الكئيبة في المرآة.
   شكراً لك أيها الكبير أدونيس فدعمك الشعريّ الرائع علامة على محبتك لنا، وثقتك بما نعمل، وأصالتك في دعم الثقافة الحرّة الجميلة الأصيلة، ونعدك أننا سنكون عند حسن ظنّك وحسن ظنّ كلّ أصدقائنا الكبار، وسيمضي قطار ((شرفات)) الصاعد نحو الشمس أبداً، بعزيمة أمناء تحريرها وكتّابها وأصدقائها وقرّائها، وهم يزدادون زيادة الخصب والنماء والخضرة والألق والتحدّي والعلوّ والسعة والكثافة يوماً بعد آخر، على طريق مجدٍ ثقافيّ وفكريّ وأدبيّ نظيف وراقٍ ننشده معاً.