جاء القرار بتأميم شركات النفط في 1 حزيران 1972 كضربة كبيرة للاحتكارات النفطية الأنغلو ـ أميركية. وفي ذلك العام وضعت إلادارة الامريكية العراق في “قائمة الدول الإرهابية” ملوحة بالتجربة التي مر بها مصدق في ايران عندما فكر في تأميم الشركات النفطية. وفي مطلع عام 1973 بدأت وزارة الدفاع الأمريكية تدريبات عسكرية سنوية في صحراء (موجاف) اسمها “كالي كانيون” حيث يتدرب المارينز “مشاة البحرية” على مقاتلة جنود يرتدون ملابس وتجهيزات عسكرية عراقية وأقر مبدأ نيكسون بالاعتماد على ايران، السعودية، “اسرائيل” لتكون خط الدفاع الأول ضد أي تحديات للمصالح الأمريكية في المنطقة. وفي 23/12/1974 صرح الصهيوني كيسينجر وزير خارجية أمريكا “لا يستبعد قيام الولايات المتحدة بعمل عسكري على منابع النفط كلها في الخليج من اجل السيطرة على أسعاره” إذا كان سعر البرميل آنذاك 34 دولار.
وضعت هيئة الاركان الامريكية في عام 1981 خطة الحرب اعتمادا على توصيات بعثة خاصة أرسلتها الادارة الامريكية في 2 كانون الثاني 1981 برئاسة عضو مجلس الشيوخ “برادلي” لجمع معلومات سياسية واقتصادية وعسكرية عن تأثير الحرب العراقية ـ الايرانية في نفط الخليج. ان الخطة العسكرية تضمنت الاجراءات اللازمة لنقل قوات امريكية بسرعة الى الخليج تحت غطاء احتمال الرد على تهديدات سوفياتية للخليج، وهي تهديدات لا وجود لها، إلا أن العسكريين الامريكان أرادوا تمرير الخطة في الكونغرس تحت هذا الغطاء من اجل التخصيصات المالية. وبموجب هذه الخطة شكلت القيادة العسكرية الامريكية المركزية التي ترأسها عام 1987 الجنرال نورمان شوارتزكوف الذي عاش منذ طفولته في الشرق مع والده وآخرين اسهموا في عام 1953 في قلب حكومة مصدق في ايران، وفي تشرين أول عام 1989 قام شوارتزكوف بجولة للاطلاع على المنشآت العسكرية الكويتية برفقة رئيس أركان الجيش الكويتي الذي قال له “إن العراق هو الخطر رقم واحد على الكويت” هذا ما ذكره شوارتزكوف في مذكراته، وذكر أيضا أنه قدم عرضا بخطط تفصيلية لهجمات جوية وبحرية، يمكن ان تشنها امريكا على أهداف منتخبة في العراق كمحطات توليد الطاقة والمصانع المهمة.
وجائت ماطلة حكام الكويت طيلة عام 1988 وعام 1989، في المقترحات التي قدمها رئيس جمهورية العراق لجابر والتي كانت مشروعا متكامل لإنهاء موضوع الحدود بين العراق والكويت، وفي شباط 1990 وبعد أن أوقفوا كل المحادثات في شأن الحدود بدأت لعبة تخفيض أسعار النفط، فبعد أن كان سعر البرميل 21 دولار عام 1989 وصل بفضل حكام الكويت إلى 11 دولار في العام 1990، وذلك يشكل خسارة تقدر بالمليارات للاقتصاد العراقي الذي خرج من حرب طاحنة ، الأمر الذي دعا الرئيس العراقي للقول في خطابه بذكرى 17 تموز 1990، محذرا “قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق” ولكن دون جدوى، فاستمروا في خبثهم وسط التهديدات الامريكية والصهيونية لافتعال معركة مع العراق.
1ـ طرح العراق على الكويت توقيع اتفاقية عدم التدخل في الشؤون الداخلية وعدم استخدام القوة، ولكنهم رفضوا ذلك، وهذا دليل على عمق تآمرهم .
2ـ لقد ارادوا تدمير الاقتصاد العراقي وان يهبطوا بالعراق الى مستوى ما يفعلون مع بعض الدول العربية ، وان يفعلوا بنساء العراق، ما تعودوا ان يفعلوه بنساء عربيات من اقطار عربية أخرى.
3ـ وجود تسجيلات بأصوات هؤلاء الحكام، يسخرون فيها من العراق ويذمون قيادته، وعثرالعراق على تسجيلات لمكالمة هاتفية بين حاكمين من حكام الخليج “جابر وزايد” يقول أحدهم فيها: هل تذكر يا فلان كيف حلبنا العراق في قمة1978؟
4ـ اقتطاع مساحات من الأرض العراقية ، ونهب النفط العراقي من خلال استخراج النفط من باطن الارض المقتطعة، وكانت عملية اقتطاع الارض العراقية قد تمت من قبل حكام الكويت، إبان انشغال العراق بالحرب مع ايران والدفاع عن الدول الخليجية عموما وعن الكويت بشكل خاص
ان التجاوزات التي يتعرض لها العراق من ال صباح الذين اغتصبوا ارض الكويت ايام كانت الكويت تابعة لقائمقامية الزبير التابعة لمحافظة البصرة ولمعرفة تاريخ هذه العائلة استعير من موضوع نشر في احد الموقع تحت عنوان( ال الصباح والليالي الملاح) يقول الكاتب ( مبارك الصباح الذي حكم من 1896 الى 1915 ـ هو الذي ذبح اخويه ذبح النعاج حتى يضمن دوره في استلام الحكم وهو الذي وقع معاهدة الحماية مع الانكليز في 22/1/1899 والذي جعل احفاده التخلص منها (استقلالا) في حزيران 1961. آل جابر كانوا دوما من مشجعى الفن، ومن مؤيدى الهز والطرب، وفى التاريخ أن الراقصة من حلب او دمشق كانت تجئ الى مضارب الشيوخ لا تملك غير خلخالها فتقيم عدة اشهر فى القصر وتعود غنية مثقلة بالحلى.الا ان المؤرخين الجدد يذكرون ان جابر الصباح قد انجز شئيا جديدا لتاريخ العائلة عندما أدى العمرة، فالريحانى الاديب الرحالة ذكر فى كتابة المعروف عن حكام الكويت انه ” لم يؤد فريضة الحج منهم الا احمد الجابر” ورأي مؤرخ الكويت في ذلك ظاهرة تستحق التسجيل،وقد حج احمد الجابر 1918 ، وان كان المؤرخين يشككون في اهداف الحج، انذاك، حين وجدوا زيارة مكة كانت لسبب سياسي ، للقاء بالشريف حسين، لكن الريحاني ـ الاتي من نيويورك ـ ذهل لما رأي يومها ان مضارب ال الصباح فيها الكثير من الويسكي وفيها ” المباح من النساء” وقصة عبدالله السالم معروفة والتي تذكر انه رفض اداء العمرة على الرغم من وجوده في جدة للاجتماع وكان يمزح في مجالسه بالسخرية من طريقة السجود في صلاة المسلمين).
ان ال الصباح الذين هربوا من الجزيرة العربية بسبب مطاردة ال سعود لهم، ترحم عليهم قائمقام الزبير واعطاهم قطعة ارض تسمى( كوت الزين) اي مربط الخيول ليسكنوا فيها ومن هنا بدأت الحكاية وكما يقول المثل العراقي ( ركبته وراي مد ايده بالخرج) والقصة معروفة من ايام الحكم الملكي في العراق مرورا بعبد الكريم قاسم الى الحرب العراقية الايرانية ، يوم جاء وزيرخارجية الكويت شاكيا من بقعة الزيت التي تسببت في قتل سمك الروبيان والبقعة هذه هي جراء الحرب ، قال له طارق عزيز وزير خارجية العراق انذاك استحي على نفسك الاترى الدم العراقي النازف دفاعا عن عكلكم.
انتهت الحرب وانسحب الجيش العراقي من الكويت واستمر ال الصباح بالتأمر على ابناء العراق وهنا لانريدالعودة للتأريخ بكل تفاصيله بل اود ان اذكر بمسرحية الاطفال الخدج التي مثلتها ابنة سفيرهم في امريكا انذاك والطيور البرية التي غرقت ببقعة النفط في الخليج العربي حسب ادعائهم بسبب الحرب و شوهد بالتلفازطيرا استدر عطف العالم لانه غارق في بقعة النفط التي سببها القصف العراقي كما ادعوا و كان الطير من بحر الشمال الذي تلوث بسبب غرق باخرة نفط وليس من طيور الخليج العربي، استمر ال صباح بالعمل على ادامة الحصار على العراق من خلال الرشوة والتزلف وتسريب الاخبار واجتماعهم بالخونة الامر الذي جعلهم يتبرعون بمليون دولار لحديقة حيوانات في بريطانيا ومن ثم فتحوا ارض الكويت لغزوا العراق وانتهت حكايتهم مع الرئيس صدام حسين ودخل المحتل العراق ودخلوا معه بهدف السرقة والحرائق ولم يكتفوا بكل ماتقدم الى ان جاءت فضيحة سجن ابو غريب لتؤكد وجود ضباط مخابرات كويتين يعذبون رجال العراق مع جنود المحتل الامريكي والبريطاني .
ان العمل الاخير وليس الاخر هو ماقام به وزير الاعلام الكويتي السابق سعود الناصر الصباح الذي كان في واشنطن من اجل تقديم مبلغ ثلاثة ملايين ونصف المليون دولار في حفل كبير شمل كبار رجال السياسة والاعلام في واشنطن كتعويض لاهالي الجنود الامريكيين الذين سقطوا في الحرب على العراق ، بالرغم من تجاهل التلفزيون الكويتي لنقل وقائع الحفل وكذلك الفضائيات العربية ومرورالصحافة العربية مرور الكرام في تناول هذا الموضوع ، انها اهانة لشهداء العراق العظيم واستفزاز لايمحيه الا الدم.
اليوم يعيد حكام الكويت غرز سكينهم من جديد في ظهر العراق عبر الابتزاز وذلك بالتلويح بالبند السابع سيء الصيت بهدف اقتطاع اجزاء جديدة من الاراضي العراقية وهذه المرة مدينة ام قصر المجاهدة بشعبها الذي قاتل وبشراسة جنود المحتل الامريكي والبريطاني لمدة زمنية ليست بالقصيرة في حساب المعارك الحديثة كما ونوعا، ان حكام الكويت ومن وراءهم امريكا يريدون معاقبة اهلنا في ام قصر ويريدون التمدد على حساب الارض العراقية كماهو الحال في بناء المستوطنات الصهيونية في الارض المحتلة في فلسطين ، ولانريد ان نتحدث هنا عن الصمت الحكومي المدفوع الثمن والذي اصابه الخرس من قبل في موضوع ميناء مبارك ولاننا نتذكر اغنية عراقية تقول ( ولك لو تسوى العتب جا عاتبينه) عندما نتذكر ان هناك حكومة في العراق الان يمثل خارجيتها زيباري، نتوجه بحديثنا الى اهلنا في بصرة الفراهيدي والسياب واهلنا في ميسان والقادسية والمثنى ونقول لهم دافعو عن التراب العراقي فالكويت تحلم باقتطاع ارضكم اذا ترك لها الحبل على الغارب ونقول لهم الثأر الثأر من هؤلاء الاوغاد ي اسحلوهم بالعقال العربي الذي دنسوه وتذكروا الحكاية التي يتداولها اهلنا في الجنوب والتي تقول:
يحكى ان رجلا حكيم عاش في قرية من قرى جنوب العراق يلجأ اليه القرويون بين الفينة والفينة لاستشارته بما يستجد في حياتهم، أخبروه يوما بان رجلا من القرية المجاورة قتل كلبا من قريتهم وسألوه ماذا عسانا فاعلين : قال الرجل الحكيم اقتلوا قاتل الكلب، قالوا يبدو ان حكيمنا اصبح عجوزا واصابه الخرف ، كيف لنا من قتل رجلا قد قتل كلبا. بعدها بايام قتلت لهم امراءة فعادو الى الحكيم ليسألوه : قال لهم اقتلوا قاتل الكلب، تركوه على ان لايعودوا اليه وانتظروا لكن انتظارهم لم يكن طويلا هذه المرة فرجل من القرية المجاورة قتل رجلا من قريتهم فما كان منهم الاان ذهبوا للحكيم ليسألونه الرأي: قال لهم اقتلوا قاتل الكلب، قال احدهم لما لانفعل مايقوله حكيمنا؟ ففعلوا ، قتلوا قاتل الكلب . جلس رجال القرية المجاورة يتسائلون فيما بينهم أ من اجل كلب قتلوا رجلا؟ فما عساهم فاعلين من اجل المراءة والرجل الذي قتلناهم ، علينا الذهاب لهم لاعطائهم مايريدون، السؤال ماذا كان سيحدث لو انهم سمعوا راي الحكيم اول مرة؟