“إسرائيل اليوم” : إخراج القوات الإيرانية من سوريا ليس في المستقبل القريب !

“إسرائيل اليوم” : إخراج القوات الإيرانية من سوريا ليس في المستقبل القريب !

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

يثير استمرار وجود القوات الإيرانية في “سوريا” مخاوف الإسرائيليين.. ويشن رئيس الوزراء، “بنيامين نتانياهو”، حملة مستعرة للتحذير من مغبة تنامي قوة “إيران” وتمددها في منطقة الشرق الأوسط عمومًا؛ وفي “سوريا” خصوصًا.

القوات الإيرانية ستبقى في سوريا..

في هذا السياق؛ نشرت صحيفة (إسرائيل اليوم) العبرية مقالاً للمحلل الإسرائيلي، “إيال زيسر”، إستهله بالحقيقة التي يؤمن بها ويصدقها؛ وهي أن “إيران” لم تنفق مئات الملايين، وربما مليارات الدولارات في “سوريا”، ولم تضحي في المعارك هناك بآلاف المقاتلين من “الحرس الثوري” ومن جيشها النظامي، ولم تحشد حتى عشرات الآلاف من المحاربين الشيعة في صفوف الميليشيات التي تشرف عليها وتمولها – لمجرد أن تخرج فجأة من سوريا، لأن، “فلاديمير بوتين” أو “بشار الأسد”، يطلبان منها ذلك.

“بوتين” و”الأسد” لم يطالبا القوات الإيرانية بالرحيل..

الأهم من ذلك، أنه خلافًا للتقارير التي نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن “بوتين” أو “الأسد” لم يطالبا الإيرانيين بالرحيل. صحيح أن الرئيس الروسي دعا جميع القوات الأجنبية لمغادرة الأراضي السورية.

لكنه كان يقصد في المقام الأول القوات الأميركية، لأنها لا تزال تسيطر على ربع مساحة الأراضي السورية، ولا سيما “المناطق الكردية” الواقعة في الشمال الشرقي للبلاد، إضافة إلى أن تلك القوات الأميركية توفر الدعم والرعاية للمتمردين في الجنوب.

كما يرغب الروس في إنسحاب الأتراك من الأراضي، التي يسيطرون عليها في شمال سوريا. والمهم أن تسمح “إسرائيل” في النهاية  للرئيس “الأسد” ببسط سيطرته على مرتفعات “الجولان” والمنطقة الجنوبية من البلاد، والقضاء على المتمردين، الذين ظلت “إسرائيل” حتى وقت قريب توفر لهم الحماية والدعم.

موسكو لا تعتبر إيران خصمًا..

يؤكد “زيسر” على أن “إيران” ليست مُستهدفة من قبل “روسيا”، لأن موسكو لا تعتبرها منافسة أو خصم لها، (على الأقل حتى الآن)، بل إن إيران تُعد وسيلة يسعى الروس من خلالها لتحقيق مصالحم في سوريا.

ويتفهم الروس مخاوف إسرائيل من استمرار وجود القوات الإيرانية في سوريا، لكن الروس يخشون أن تتهور إسرائيل وتستهدف نظام “الأسد”، الذي أنقذوه وجعلوه يحقق النصر على خصومه. ولذلك، فإنهم مستعدون للمساعدة في الجهود الرامية إلى سحب القوات الإيرانية من منطقة مرتفعات “الجولان”، وهو مطلب يمكن للإيرانيين أن يتقبلوه – على اعتبار أنه مجرد تنازل مؤقت وموضعي نحو تحقيق هدف طهران الأسمى، وهو ترسيخ وجودها في سوريا.

عدم احترام الاتفاقيات..

يشير المحلل الإسرائيلي إلى أن الروس كانوا قد إلتزموا في الاتفاق، الذي وقعوه مع الأميركيين منذ ستة أشهر، بإبعاد القوات الإيرانية عن المنطقة الحدودية المتاخمة لإسرائيل، إضافة إلى وقف هجمات النظام السوري ضد المتمردين في الجنوب.

إلا أن الإيرانيين لم يغادروا جنوب سوريا، ويستعد نظام “الأسد” حاليًا لمهاجمة المتمردين. وليس ما يثير القلق هو إستعداد الروس للتخلص من اتفاقية عديمة الجدوى، وإنما هو إستعداد الولايات المتحدة للسكوت على خرق الاتفاقية التي قاموا هم برعايتها.

إسرائيل ليست العدو !

بحسب “زيسر”؛ لا يعني ذلك أنه ليس هناك تنافس خفي، أو حتى توتر شديد، بين “إيران” و”روسيا”. فكلاهما تسعيان لبسط الهيمنة على “سوريا” بعد أن تضع الحرب الأهلية أوزارها.

ومن المحتمل أن يسعى “الأسد”، أيضًا على المدى البعيد، للتخلص من الوجود الإيراني ومن تدخل طهران السافر في شؤونه الداخلية، الذي قد يطال المؤسسات الحكومية والجيش وحتى “الطائفة العلوية”.

ولن يرضى “الأسد” أيضًا أن يورطه الإيرانيون في خوض مواجهة مع إسرائيل. وهو يقول بالفعل إنه أمضى كل حياته في ظل “العدوان الإسرائيلي”، لكنه يعلم أكثر من غيره أن إسرائيل ليست هي العدو ولا هي المشكلة الكبرى التي يجب عليه أن يواجهها.

القوات الإيرانية ضرورية في سوريا..

يشير الكاتب الإسرائيلي إلى ضرورة عدم إستباق الأحداث، لأن كل من الرئيسين، “الأسد” و”بوتين”، لا زالا حتى الآن، وبالتأكيد في الأسابيع والأشهر المقبلة، في حاجة ماسة إلى الإيرانيين.

فلا ننسى أن قوات إيران و”حزب الله” – إلى جانب الطائرات الروسية في الجو – هي التي جلبت النصر لنظام “الأسد”، وهي التي تضمن تفوقه ميدانيًا.

إخراج القوات الإيرانية ليس بالمهمة السهلة..

بوجه عام تُعتبر مشكلة “روسيا” – وإن شئت قلت المنافسة أو الخصومة أو الحرب الباردة – مع “الولايات المتحدة الأميركية” والغرب، وليست مع “إيران”، التي تُعد وسيلة في يد الروس، وليس هناك ما يدعو للتخلي عنها.

فهل الانفصال عن إيران سيجعل “الأسد” مقبولاً لدى المجتمع الدولي أو سيفتح أمامه الأبواب في واشنطن، بعدما قتل مئات الآلاف من شعبه ؟.. وهل إخراج القوات الإيرانية من سوريا سيدعم “بوتين” في الصراع الدائر في “أكرانيا” وشرق أوروبا وأجزاء أخرى من العالم – في مواجهة واشنطن وأوروبا الغربية ؟.. بالطبع لا.

خلاصة القول أنه من الممكن التوصل إلى مجرد تفاهمات حول إبعاد الإيرانيين من المناطق الحدودية مع إسرائيل، بينما ليس من الواضح على الإطلاق إن كان الروس يرغبون أو يمكنهم الوفاء بذلك. لكن لا يزال الطريق طويلاً حتى يمكن طرد إيران من سوريا.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة