عصر الانترنت و هندسة الجينات و التقدم غير العادي للعلم، من أهم مميزاته السرعة وبالتالي فإن الاحداث و التطورات و المستجدات تسير بوتائر غير إعتيادية ولم يعد فيها من مکان للذين لايستطيعون مجاراته و السير و التعامل وفق معطياته، وإن النظم السياسية التي تتصرف کما لو إنها خارج التأريخ و الزمن، صار لزاما عليها ورغما عنها أن تعيد النظر بوضعها و موقفها الشاذ هذا وإلا فإن أمواج هذا العصر التي هي کالجبال سوف تجرفها و تجعلها أثرا بعد عين.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يتصرف کما ولو إنه يعيش في عالم خارج الکوکب الارضي خصوصا عندما يسعى للمواجهة مع إفرازات عصر الانترنت و التقدم العلمي و الوقوف بوجهها کما شهدنا عندما سعى لحجب تطبيق التيلغرام و واجه في النهاية فشلا ذريعا أثبت بأنه أصغر بکثير من أن يقف بوجه تقدم سوف يسحقه سريعا لو وقف بوجهه، ومثل هکذا نظام وصل الى مفترق تحاصره فيه الازمات الحادة و يبدو فيها کالملاکم المترنح الذي تلقى سيلا کبيرا من اللکمات و الکل ينتظرون سقوطه في أية لحظة، من المثير للسخرية أن نجد هناك أحزابا و جماعات وميليشيات في العراق مازالت تعتبره قطب الرحى على الرغم من إن الازمات تسحقه سحقا.
إحتمالات سقوط نظام الجمورية الاسلامية الايرانية بسبب الاوضاع الوخيمة التي يمر بها صارت أکثر من أي وقت آخر، خصوصا بعد أن توضح مدى رفض و کراهية الشعب الايراني له و رغبته في تغييره و التخلص منه نهائيا بعد أن جعل الشعب الايراني يعاني الامرين من جراء حکمه الذي کان منبعا للمصائب و المآسي التي واجهها و يواجهها منذ أربعة عقود، وإن التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية و الذي سنعقد في الثلاثين من الشهر الجاري في باريس، سيکون محوره الاساسي قضية إسقاط النظام، وهي القضية المرحب بها إقليميا و دوليا خصوصا وإن الشعب الايراني وخلال إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول المنصرم، قد طالب بإسقاط النظام، ويبدو واضحا و الى أبعد حد مدى إصرار الشعب الايراني و المقاومة الايرانية على حد سواء على إسقاط النظام و تغييره.
في هذا المعترك، من المثير للسخرية أن نجد في العراق من لايزال يصر على الاستمرار في التمسك بهذا النظام المکروه من جانب الشعب العراقي و الشعب الايراني و شعوب المنطقة و حتى العالم کله، ونتساءل، ومن حقنا التساؤل؛ ترى ماذا سيفعل هؤلاء المتمسکون بنظام في هکذا وضع حرج و خطير فيما لو سقط؟ هل سيذهبون الى داخل إيران لإعلان الجهاد ضد الشعب الايراني مثلا؟