18 نوفمبر، 2024 4:44 ص
Search
Close this search box.

البرلمان تحول الى سوق عكاظ والعشاء الاخير لصاحب الجلالة ابليس الاول

البرلمان تحول الى سوق عكاظ والعشاء الاخير لصاحب الجلالة ابليس الاول

في الجاهلية كان هنالك سوق يدعى سوق عكاظ وسمي بهذا الاسم لأن العرب كانوا يتعاكظون فية  اي يتفاخرون ويتنابزون واحيانآ كانت هذة العملية والتنابز تؤدي الى حروب بين القبائل كما ان سوق عكاظ كان يحوي على صنم يدعى جهار لقبيلة هوازن يعبد من دون الله سبحانة وتعالى وقد امر رسول الله (ص) بمنع  مظاهر الشرك اعتبارها من مظاهر الجاهلية التي حاربها الاسلام وعلى اعتبار ان الشعراء يتبعهم الغاوون وفي كل واد يهيمون الا من اتقى الله وصدق منهم . .
لو قمنا بأجراء تقيم لعمل البرلمان العراقي الحالي وفق مقايس تقيم العمل البرلماني في العالم فأننا نصل الى نتيجية وهي عجز البرلمان العراقي عن اداء دورة الذي يفترض  ان يقوم بة ويؤدية لابل ان عمل البرلمان العراقي عند الوصف هو اقرب الى سوق عكاظ سياسي حيث  تتنابز الكتل فيما بينها بأسواء الالقاب وهو ساحة مفتوحة لتبادل الشتائم والسباب السياسي  ومنصة  للخطابة ومنبر للتصريحات الرنانة التي غالبآ ماتتبعها انهيارات في الوضع الامني وانفجارات او يتبعها تعثر اداء مؤسسة من  مؤسسات الدولة بسبب صراع سياسي على قيادة تلكم  المؤسسة طبعآ من يدفع الثمن يدفعة المواطن البسيط حيث ربما قتلت المفخخات لة ابنآ اوبنتآ او اخ او صديق او قريب بعض التصريحات تؤجج الشارع على طريقة شعراء الجاهلية التي كانت قصائدهم تؤدي احيانآ الى معارك بين القبائل زمن الجاهلية لاكن الفرق بين شعراء الجاهلية هو انهم لم يكن لهم حماية او حصانة تمنعهم من المسألة او المحاسبة كما انهم لم تكن لهم رواتب او منافع اجتماعية مثل نوابنا او نائباتنا المحترمين كما انهم لم يخصص لهم سيارات مصفحة ضد الرصاص بل اقصى ماكانوا يملكونة بعير هو سفينة الصحراء بالنسبة لهم يقطعون فية الصحراء وتحرق بشرتهم حرارة اشعة الشمس تذكرت كل هذا وانا اقراء تصريح للنائب في البرلمان العراقي ( آمين هادي عباس )عضو اللجنة المالية البرلمانية يصف فية البرلمان العراقي بأنة اصبح  سوق عكاظ وقال ((ان مجلس النواب اصبح سوق عكاظ ثاني ويوجد فية البيانات والاعلانات لاغير ولايلتفتون الى مصلحة الشعب العراقي فية )) .شخصيآ اشكر هذا النائب على شجاعتة وتشخيصة لواحدة من اهم علل السياسة العراقية اليوم لقد بات المواطن العراقي يتندر بأنة يوجد ( نايبات و نوايب) والقصد انة توجد مصيبة نزلت على رؤوسنا سواء مذكر او مؤنث ونزلت على اقدار الشعب العراقي المسكين وكان جدلية الشعب العراقي والمصائب قدر  سماوي منزل على رؤوس ابناء  الشعب ويراد لها ان تبقى وتستمر رغم تعاقب الانظمة والسنين وتغير الانظمة السياسية من اساسيات العمل البرلماني في اي مكان في العالم ان يؤمن عضو البرلمان انة يمثل الشعب بكليتة وانة يدعوا الى احترام القانون ويتقيد بحفظ القانون والسلم الاهلي ومع انني ومن دون شك متعاطف مع مطالب الشعب بعامتة لكن لايمكن ان يقبل ان يطالب نائب او سياسي بأطلاق سراح من تلطخت ايديهم بالدماء او قاموا بعمليات قتل او اغتصاب او خطف او تفخيخ او اداروا عصابات مسلحة خارج اطار الدولة هذة كلها لايمكن ان تقبل في اطار العمل البرلماني او في اطار العمل السياسي العلني حتى في اطار تاريخ العراق في العهد الملكي كان هنالك من يدافع عن الاعتصامات والاضرابات مثل اضراب كاورباغي في كركوك ويطالب بمعاقبة القتلة ولاكن لم نسمع ان هنالك من يدعوا الى الافراج عن شخص تلطخت يدة بالدماء او في بعض الدول العريقة في الديمقراطية مثل المانيا لم نسمع ان هنالك من يدعوا الى عودة الحزب النازي او من يدعوا في ايطاليا الى  احياء ذكرى موسوليني هذة كلها تعتبر غير مقبولة في هكذا انظمة ان من اهم صفات النظم البرلمانية او التعددية او التوافقية ان يكون هنالك اتفاق على اسس معينة ومبادئ تحترم من كل الاطراف ويجري على ضوء احترامها التنافس السياسي بالوسائل الديمقراطية السلمية عندها يمكن القول فل تتفتح الف زهرة في اطار العمل الوطني  لكن ان يتحول الموضوع الى صراع للمغانم والمنافع والامتيازات والشللية  وانتهاك حقوق الانسان ولأن اغلب اعضاء النخب السياسية يقضون جل وقتهم خارج البلاد ومع قرب موعد الانتخابات المحلية تثار النزعات الطائفية والعرقية والقبلية وتؤجج قيم التكاره فهذا مالايمكن ان تستقيم معة الامور حيث تصدر الازمات بين الفينة والاخرى ويتم تلهية ابناء الشعب بصراعات جانبية مفتعلة ويتم التحالف مع الارهاب وتقتل قيم المدنية وتحارب ثقافة الحداثة وتلغى كلمة تعايش من  قاموس الخطاب السياسي لتحل محلها كل كلمات التكارة والرجعية والعنف والمليشيا و الاقطاع والقبلية والتمايز الطبقي تقتل قيم علي وابي ذر وابي حنيفة لتحل قيم الزرقاوي وكهوف طورابورا محلها ان سياسينا يتعاملو ن وكأني بقصيدة احمد مطر العشاء الاخير لصاحب الجلالة ابليس الاول تنطبق  على حال العراق اليوم وخصوصآ بيت الشعر القائل .
وثن تضيقُ برجسهِ الا وثـــــانُ =وفريســةٌ تبكي لها العقــــبانُ !

ينطبق على  حال العراق اليوم ان بعض سياسينا فاقوا ابليس نفسة بفعلهم وطمعهم وشرههم على المال العام ونسوا ان هنالك شعب واتفقوا على منهج الخداع لجماهريه من اجل حفظ منافعهم
يا أيُها الشيطانُ إنكَ لم تــــزل=غراً ، وليسَ لمثلك الميــــدانُ !

نعم فالشيطان غر صغير امام حيل سياسينا البرلمانين فمتى تنتبة الجماهير الى مستغليها ومتى تتحرك بقايا الضمير لدى صاحب الجلالة ابليس الاول في البرلمان ليعلن دخولة مرحلة العشاء الاخير سياسيآ وينطينا عرض جتافة ؟!

أحدث المقالات