إذا طاح الأسد كثرت سكاكينه، هذا الوصف ينطبق على العراق مهبط الحضارات
وسيد الأوطان وكعبة البلدان وملاذ الحيران وحصن العرب الحصين وقاهر
الأعداء وتاريخه حافل بالمآثر والبطولات، لكنه طاح وكثرت سكاكين الغدر
والخيانة والثأر والشماتة تطعن في جسده الجريح بيد القاصي والداني
والقريب والبعيد، والجميع يتسابق لطعنه وتقطيعه، وأزمة المياه الخانقة
التي تسببت بها تركيا ومعها إيران ما هي إلا استمرار لمسلسل الطعنات
الموجهة لجسد العراق الجريح، وتحت علم وإمضاء الحكومات التي تعاقبت على
حكم العراق منذ 2003 لأن تركيا قررت انشاء سد اليسو منذ عام 2006 وبعلم
وإمضاء الحكومة وكتلها وأحزابها ومرجعيتها !!!!،
العراق الأسد طاح وكثرة سكاكينه منذ الاحتلال الأمريكي الذي باركته
وشرعنته مرجعية السيستاني وما تمخض عنه من ظلام وفساد ودمار وعملية
سياسية عاهرة مهلكة مدمرة ودستور فاشل وحكومات وكتل وأحزاب فاسدة طائفية
قمعية اقصائية تسلطت ببركة المرجعية التي أمرت الناس بانتخابها ودعمتها
طيلة 15 عاماً، ولم تهتم يوماً للبنى التحتية المنهارة التي تعمدت
تدميرها بتسترها على السرقات الكبيرة التي تقاسمها مع الفاسدين بسكوتها
عن فسادهم ودعمها لهم بالكامل متجاهلة الأصوات التي طلبت منها إن كانت
صادقة في عدم مقابلتهم ان تصدر فتوى بتسقيطهم وبالأسماء رؤساء الكتل
والأحزاب الدينية المنضوية تحت عباءتها فضلا عن سكوتها عن المؤامرة
الكبرى ببيع مدينة الموصل للدواعش الإرهابيين من قبل حكومة المالكي ابن
المرجعية وحبيبها وتفريطه بآلاف المليارات وفضحهم قائد عمليات الموصل
بالاسم حين ذكر انه ابلغ المرجعية ووكيل السيستاني الشيخ عبد المهدي
الكربلائي وقبل فترة تقدر بشهرين بقرب سقوط الموصل بيد الإرهابيين لكنها
لم تحرك ساكن وهذا يدل على تورطها مع السياسيين الذين ضمنوا عدم فضح
دورها الخياني الذي تستر عن فساد الحكومة الإداري والمالي وعدم الاهتمام
بالسياسة الخارجية ومراعاة حق العراق في جميع القضايا ومنها حق المياه.
فمرجعية السيستاني هي المسؤولة عن ما جرى ويجري وسيجري من ويلات وثبور في
العراق ومنها أزمة المياه الخانقة لأنها هي من باركت وشرعنت سقوط الأسد
العراق بل وشاركت في طعنه وطعنه وطعنه.