قرأناه كثير ومن عدة وجوه فلم نصل الا لنتيجة واحدة وقرار واحد وهو ان المؤتمر الذي اقامته نقابة الصحفيين يستحق ان ترفع له القبعات وان يتحلى ويوصف باسمى صفات الاحترام والتبجيل خصوصا وانه جاء في وقت اكثر ما نحتاج فيه الى الوحدة والتسامح.
لقد اثبتت نقابة الصحفيين مرة اخرى انها جزء لا يتجزء من عراقة واصالة هذا البلد المعطاء الذي طالما يتسامى فوق جراحاته وعذاباته، اذ شكل المؤتمر المذكور انعطافة حقيقية في المسيرة الصحفية بعدما ردد القسم التالي: اقسم بالله العظيم .. وبالعراق الواحد .. وبشرفي المهني ان اصون وحدة العراق ارضا وشعبا .. والتزم بخطاب اعلامي وطني يحث على السلام والمحبة والتصدي لكل من يدعو الى العنف والطائفية ويرفض الحوار الوطني ويهدد وحدة العراق الواحد وسلامته والله على ما اقول شهيدا.
ابتلى العراق بالكثير من الافات والوحوش التي نهشت جماله وطيبته وامنه واستقراره، ولم يترك يوما الا وهو حبيس ازمة، عار في زمن الجليد والمطر تتقاذفه امزجت الساسة ذات اليمين وذات الشمال، لذا ومن باب لعب الدور الحقيقي انبرت هذه النقابة الى اخذ دورها في رأب الصدع وردم الهوة وتجسيد الاخوة والتسامح والمحبة حاملين شعار من اجل ان نكبر ونزهو بعراق واحد، واعين لما يحيط بهم من عظيم المصيبة وصعوبة البلاء.
اثبتت نقابة الصحفيين بانها ليست خاوية وبانها لبنة حقيقية صلداء في جدار هذا البلد، يحزنها ما يحزنه ويفرحها ما يفرحه وتعتصر الما وحرقة عندما ترى ما تراه من محاولات الفرقة والتشرذم وتسعى الى ترطيب الاجواء السياسية المشحونة من خلال محاكاة الشارع بان لا ينجر وراء الخطاب المتشنج الذي يرفع من حرارة الموقف بعد ان جمعت عينات جددت العهد للعراق وبانهم مسؤولين عن امنه وكرامته، ولا يمكن ان تغيب عن الاذهان تلك الجموع التي رددت القسم والتي حضرت متطوعة لسمو الهدف التي جاءت من اجله، لم يكن الحضور لاجل دعوة سياسية او لاجل الحصول على منفعة مادية، بل شعور بواجب مقدس ومشروع وهو الاسهام في الحفاظ على بيتهم الكبير الذي يمر بأزمة ومأزق، وهو بالفعل كذلك فلم يتسامى لمعاناته سياسي ولا مسؤول.
فتحت النقابة ونقيبها للشمس نوافذ علها تسهم في تجفيف الدم الذي يسيل دون مبرر، فهناك من يشتر العنف ويشتر الجهل والطائفية والتقسيم، وبات امر العصابة الغاشمة التي ابتلى به العراق واضحا ولا تخفى على احد وازاء ذلك يقع على عاتق الجميع دفع الضرر بما يستطيع، فبان مؤتمرنا بحجم المنجزات والتواجد والمسؤلية، ولو كنا منصفين لقلنا ان المؤتمر الذي احتضنه المسرح الوطني لا يستطيع ايا كان اقامته بسهولة وبهذه السرعة وهو دليل على اللحمة المتلاحمة والمتأخية بين الزملاء الصحفيين الذي لبوا نداء نقيبهم وهبوا مسرعين لنصرة العراق ولا شيء غيره.
فهنيئا لنا جميعا انعقاد هذا المؤتمر، مؤتمر الوحدة الوطنية الذي اقامته نقابة الصحفيين وهو ان دل يدل على حرص القائمين على المؤسسة الاعلامية في لعب دورها الحقيقي والريادي بعد ان امتد ليصل الى الميادين العربية والدولية…
شكرا لكم من اعماق القلب وسيسجل التاريخ هذه الصولات والفعاليات التي تصب جمعيها في خدمة العراق الواحد والذي نتمناه ان يظل واحدا.
[email protected]