محمد “ص”هو العامل المشترك للمسلمين فالسنة منبعهم سيرة الرسول وقوله هو ما يقرون وما يعتقدون والصحابة بابهم للرسول هذا ظاهر ألأمر ولكن ؟ ، والشيعة هم يتبعون الرسول من باب علمه علي “ع” وبمنهج محمد واله يتمسكون وبفكره يستنيرون ولكن ؟، فمحمد يجمع الكل فما بالهم متفرقون ، هنا السؤال يفرض نفسه بقوة أين سنة محمد وأين شيعة محمد وأين دين الله الحق؟! .
هنا لا بد من ألإشارة أننا لا نتكلم على الكثرة الطيبة المغلوبة على أمرها بل على المتصدين والنافذين والمؤثرين على السطح ، ومن أرض الدنيا نشاهد مخالفات صريحة لدين الله الذي أنزله على محمد “ص” فالتكفير والقتل على الهوية أخترق أهل السنة كالسهم المسموم يصيب مكان ويشل الجسم كله ، فحل مكان الحوار والتفاهم والسلم والحب، هل وجه التكفير للكفرة والملحدين كلا أنه يحصد ألإخوة ولأصحاب ، بل معظم سياسيهم حجرة عثرة على مشاريع الوطن فهم بالنهار مع الحكومة وليلا ذئاب مفترسة ، فأين الرحمة والعفو والتسامح التي ذاب بهم المصطفى وأين مصلحة الوطن.
والشيعة الذين أكل وشرب عليهم الدهر وهم مظلومين ومحكومين وكتبهم زاخرة بالفكر العقائدي والسياسي أنظر ماذا قدموا على مستوى الواقع بعد تصديهم للحكم، ففي الوسط والجنوب ذو ألأغلبية الشيعية الذي يتوفر به ألأمن أين الخدمات والمشاريع أين التحضر أين المفكرين هل ذابوا هل تبخروا فلا حل بل تراكمات مشاكل وفساد مالي مذهل ، ووزاراتهم الخدمية ثكلى ، ويسهبون في ألتاريخ كثيرا.
نحن امة متأخرة على المستوى ألاقتصادي والاجتماعي والسياسي والإنساني والفكري ، ماذا حل بنا ، فلدينا أساس إسلامي حضاري وثري، ولدينا مرجعية أصيلة في النجف ، لكن أدواتها التنفيذية ما هي ، هل الحكومة أداة طائعة بيد المرجعية؟ أنها مراوغة ولا تظهر ما تبطنه ، البرلمان هو ذراع المرجعية ؟ انه كسول وضمن تقاعده المليوني منذ ألان ، والشعب جزأته ألأحزاب والمسميات المتنوعة ،والطبقة المستنيرة مغلفة بالانعزال والتحفظ ، ووكلاء المرجعية أكيد تأثيرهم بنمو الوعي لا يضاهي المطلوب، ومرجعية السنة بالجملة لكن أين قائدهم وأين هم، دين محمد قمة التحضر ويهتم بالحقوق والواجبات والرفق بالحيوان واحترام البيئة ،وحال المسلمين في تراجع فلا أخلاق مميزة ولا تنظيم ولا نظافة ولا احترام للعهود والمواثيق ، ولا يوجد أاستشعار بالإخوة ألإيمانية ولا تعامل بروح المحبة التي تنتج مجتمع مسالم متعاطف مع بعضه وينفع وطنه، والجهل وحب الأنا هو مركب ألغالبية، فما هو الحل ؟
أكيد الجواب صعب فالأمر يحتاج إلى تضافر الجهود للجميع بدء من الجهد الشخصي للفرد ، وعمل مؤسسات ومراكز علمية متخصصة لخدمة الشباب ورعايتهم، وانتهاء برفد المجتمع بشخصيات مفكرة ومتنورة شديدة الحيوية تخدم مساحة كبيرة وتقوم بإيصال المعلومة والموقف الصحيح والنافع، والتصدي للمخادعين وتجريدهم من أكاذيبهم وإبعادهم عن الساحة ، وتوجيه الناس إلى المواقف الوطنية والجامعة على الخير ، هذا بعد أن يتم التخلص من الخطباء والسياسيين المبتذلين والمنتفعين والإشارة إلى الجيدين منه ليفرزهم الناس ، وهنا لا بد من ألإشارة إلى أن القوى الخيرة في العراق تشبه الخلايا النائمة فهي في شبه سبات تاركة الوضع من سيئ إلى أسوء قانعة نفسها بتبريرات أكل وشرب عليها الدهر ، ونحن ندعو هذه القوى الخيرة للنهوض السريع والتصدي للواقع والقيام بخدمة المجتمع والقضاء على الجهل وفضح الفاسدين والمخادعين ، ودعوة الناس للتمسك بالقيم والمبادئ ألإسلامية والإنسانية والوطنية ومرجعية الوحدة والتوحيد ، لخدمة وطن جريح وشعب مظلوم ،للنهوض بواقع مرير إلى أفاق مشمسة يستحقها العراقيون جميعا .