الممثلون والفنانون في إيران ينقلبون على “روحاني” .. “لقد خيب آمالنا” !

الممثلون والفنانون في إيران ينقلبون على “روحاني” .. “لقد خيب آمالنا” !

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

لا زالت الأوضاع الداخلية في “إيران” تُنبيء عن احتمالات اندلاع احتجاجات شعبية ضد النظام الحاكم؛ بسبب سوء الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وكبت الحريات الشخصية.

لكن الجديد في الأمر هو غضب الجماهير، بل والنُخب الفنية من المعسكر الإصلاحي، الذي كان يعلق عليه الشعب آمالاً عريضة في التغيير والحد من تغول المعسكر المحافظ المتطرف بقيادة، المرشد الأعلى “علي خامنئي”.

غضب الفنانين..

في هذا السياق؛ نشر (المركز المقدسي للشؤون العامة والدولة) في إسرائيل تقريرًا عن حالة الغضب التي تتملك الكثيرين في “إيران” من الرئيس، “حسن روحاني”، الذي كان قد وعدهم بتحسين الأحوال المعيشية وإطلاق الحريات، لكن الأوضاع تزداد سوءًا.

كما أبرز التقرير غضب الممثلين والمخرجين السينمائيين وندمهم على دعمهم للرئيس، “روحاني”، في الانتخابات الرئاسية لمدتين متتاليتين.

جنازة الاحتجاج..

بحسب التقرير؛ فإن مظاهر الاحتجاج ضد النظام الحاكم في إيران لا زالت قائمة بعد المواجهات العنيفة التي وقعت مؤخرًا بين قوات الأمن والمشاركين في تشييع  جنازة الممثل السينمائي الشهير، “ناصر مالك المطيعي”، الذي منعه النظام طيلة أربعين عامًا، بعد الثورة الإسلامية، من المشاركة في أي أعمال سينمائية أو تليفزيونية مخافة إفساد قيم الثورة.

وخلال الجنازة أخذ المشيعون يرددون هتاف: “فلتسقط الديكتاتورية”.

خاب الأمل في “روحاني”..

أضاف التقرير؛ أن عددًا من النجوم السينمائيين المشهورين، ممن شاركوا في تشييع جنازة، “المطيعي”، قد رفضوا هم وكثيرين غيرهم دعوة الرئيس، “روحاني”، للمشاركة في تناول وجبة الإفطار الرمضانية، يوم الأربعاء الماضي، واستغلوا تلك الدعوة لتوجيه الانتقادات الشديدة للمعسكر الإصلاحي؛ وعلى رأسه “روحاني”، الذي كان قد حصل على دعم الشباب والفنانين، ( باعتباره أقل ضررًا من باقي المرشحين). وأكد المحتجون خيبة أملهم في “روحاني”؛ ليس فقط لأنه لم يفِ بالوعود التي قطعها على نفسه لإحداث التغيير؛ بل لأن الأوضاع إزدادت سوءًا على المستوى الاجتماعي والثقافي والاقتصادي، إضافة إلى استمرار إنتهاكات حقوق الإنسان وتقييد الحريات الخاصة وفرض الرقابة الشديدة على وسائل الإعلام.

ضاقوا ذرعًا بالإصلاحيين..

ورد عشرات الممثلات والممثلين المشهورين على دعوة، “روحاني”، معلنين أنهم لا يرفضون فقط الدعوة لتناول وجبة الإفطار‘ بل إنهم قد ضاقوا ذرعًا بجميع الإصلاحيين الذين يخدعون الشعب الإيراني بإطلاق الوعود الكاذبة.

وزعم الفنانون الإيرانيون أنه بات واضحًا، في الفترة الأخيرة، أن الإصلاحيين قد كذبوا بوقاحة على الشعب وأنهم في واقع الأمر لا يختلفون كثيرًا عن المحافظين المتشددين في النظام الحاكم. وأطلق الممثلون الإيرانيون “هاشتاغًا” بعنوان: (نحن لن نذهب لوجبة الإفطار)، وسرعان ما أصبح الأكثر تداولاً.

انتقادات غير مسبوقة..

جدير بالذكر؛ أن أنصار المعسكر الإصلاحي في إيران كانوا يفضلون، قبل الآن، توجيه أكثر انتقاداتهم للمرشد الأعلى، “خامنئي”، والمعسكر المحافظ، وكانوا قليلاً ما ينتقدون الرئيس، “روحاني”، باعتباره يمثل الأمل في إجراء التغيير المنشود حتى ولو ببطء.

وتعتبر الانتقادات الحالية غير مسبوقة؛ لأنها موجهة للرئيس نفسه بسبب إخفاقاته في إحداث أي تغيير في الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وحتى في مكانة إيران على المستوى الدولي، بعدما أصبحت في نظر الولايات المتحدة والدول العربية السُنية كدولة مُنتهكة للقانون الدولي.

يشكل الاحتجاج الشعبي على الرئيس الإيراني دلالة خطيرة، لأن “روحاني” كان يمثل في السابق أمل الإصلاحيين، وليس واضحًا الآن في أي إتجاه ستسير المعارضة الإيرانية المناهضة للنظام الإسلامي المحافظ.

وإذا كان هناك أمل من قبل في أن يتمكن “محمد خاتمي” – وكذلك “مير حسين موسوي”، الذي خاض المنافسة أمام “أحمدي نجاد” و”مهدي كروبي”، الخاضعين حتى الآن قيد الإقامة الجبرية – من إحداث تغيير أو إصلاح النظام من الداخل، فإن هذا الأمل قد تبدد، لذا يجب على المعارضة ومنتقدي النظام في طهران البحث عن وسائل بديلة للتغيير.

ومن المؤكد أن التلميحات القوية الصادرة عن “الولايات المتحدة”؛ حول ضرورة تغيير النظام الإيراني، تجد الآن آذان صاغية داخل إيران. لكن السؤال الذي لا يزال مطروحًا هو: “من الذي سيقود الحراك نحو التغيير وماذا سيكون الدافع لذلك ؟”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة