*العراق خارج الفعل الثقافي..
*أصبحت الكتابة الأسترخائية ..ظاهرة متواطئة معها..
*مصائرنا ومصير هذا العالم مرتهنة بالشعر والشعر وحدهُ
مقداد مسعود..من الناشطين في الحركة الثقافية العراقية بشكل ملحوظ…على المستويين الشعري والنقدي..وقطع شوطا لافتور فيه ولاارتداد،بل تواصل بتطوير مفاهيمه واجراءاته ،
بتوقيتات حداثية توائم اللحظة المعيشة ..عبر مسيرته المعرفية..
*1974،فاز بالجائزة الاولى،ضمن حقل النقد الادبي،في المسابقة التي تجريها سنويا مديرية تربية البصرة،وكانت مقالته بعنوان(الأشارات والرموز في (الجريمة) المجموعة القصصية للروائي نجيب محفوظ،وضمن حقل المسرح فاز الزميل (سامي غياض) وكلاهما من طلبة ثانوية الجاحظ في البصرة وسيعدم سامي غياض بتهمة الشيوعة..في بداية الحرب
ثم فازا بالجائزة الاولى كلاهما حين شاركا في المسابقة التي تجريها وزارة التربية
على مستوى العراق..
*1974عمل ضمن المكتب الصحفي لجريدة (طريق الشعب) في البصرة،وكان يشرف على صفحة الطلبة والشباب،ضمن المكتب الصحفي الطلابي،التابع للمكتب الصحفي في البصرة
*شباط/ 1976،(الموت والمغني)أول مقالة نقدية منشورة وهي عن مجموعة(موت المغني الذي ذكرنا برائحة البنفسج)للقاص والروائي محمد عبد المجيد/ مجلة الطليعة الأدبية..
*ظهرت له مقالات في جريدة(الراصد) و(المرفأ) والثانية جريدة بصرية رصينة كان رئيس تحريرها الاعلامي أحسان وفيق السامرائي ..
*عام 1978 توقف لأسباب سياسية عن النشرفقط ولم يتوقف عن الكتابة..
*عام 1993..عاود نشر القصائد والمقالات في الصحف المحلية..والمجلات العراقية(الاقلام)(الاديب العراقي) (آفاق عربية) وكذلك المجلات العراقية في الخارج ،وصحيفتي(القدس) و(العرب) اللندنية ومجلة (ألواح)في أسبانية و(أصوات) اليمانية…
*بعد ربيع 2003 ساهم في اصدار جريدة( الحقيقة) لسان حال اللجنة المحلية للحزب الشيوعي
في البصرة..ومواصلا عمله في الوقت نفسه في (طريق الشعب) ومايزال…
*أصدر ست مجموعات شعرية وكتابين في القراءة المنتجة ..عن الأبداع العراقي
*ينتظر كتابين تحت الطبع..أحداهما في الشعر والآخر في النقد..
حاولنا في حوارنا هذا،أن نتعرف ولو نسبيا،على الشاعر الذي تتسم قصائده بمعالجة
القضايا والمسائل،التي تتصل بالوضع السياسي العراقي والعربي، من موقع نضالي بالنسبة
للتخلف والقهر الاجتماعي،ونتعرف أيضا على الناقد الذي يشتغل على محاور ساخنة في
لحظتنا الحضارية حسب تعبيره هو..
– ماذا تقول عن بداياتك الادبية؟..
أقول مبتسما..كأني في مسرحية من مسرحيات بريخت..ها نحن نتبادل الأدوار..ضمن أفق التحاور..هنا صارت صناعتي الأجابة..وليس السؤال.. فأنت يا صاحبي مطلّع على محاوراتي مع وجوه من الثقافة العراقية والعربية..وهناك محاورات لي معهم منشورة في صحيفة طريق الشعب ولم أنشرها لحد الآن على مواقع النت..كما توجد محاورات مكتملة لكنني أتعمد للأسباب معينة أرجاء..نشرها…حسنا سأجيبك قائلا…البداية..تعيدني الى ماقبلها…وسأصيغ سوائلك بتغير بسيط سأكشط فعل (تقول )وأثبّت (تتذكر..) إذ..لابد لي ان اتذكر وانشّط تذكراتي في قيد الكتابة….فالكلام ريح والكتابة قيد،هكذا علمني عفريت من الجن،كما هو مثبّت في تفسير الفخر الرازي/ دار الفكر/ بيروت 1981/ ج32/ص17(يروى أن سليمان عليه السلام ، سأل عفريتا عن الكلام،فقال :ريح لايبقى،فقال :فما قيده، فقال : الكتابة..)..وحتى لايتبدد ،الريح..قيدته بالكتابة ومن خلال هذا المنبر الاعلامي المشّرف أعلن..أني أكملتُ مخطوطة كتاب عن ماقبل بدايتي وأثناءها علما أنني لم أنشر من هذه المخطوطة أي ورقة..ولم يطلع عليها سوى عائلتي وثقاتي وهم أقل من جمع القلة في هذا الصدد..في هذه المخطوطة أتناول الامر من زوايا متنوعة..
– انت تكتب الشعر والدراسات الفكرية والسوسيولوجية كما تكتب النقد، هل ان تعدد توجهاتك وحدة وانسجاماً في الكتابة النظرية والابداعية؟
بدوري أسألك هل بأمكانك ان تسأل عصفورا لماذا يقف مرة على نخلة ومرة أخرى على شجرة بمبر..وثالثة على سلك كهربائي؟! يا صاحبي شكرا لكل العوامل التي فككت كينونتي وأعادت صياغتها..شكرا للفشل الذي أحاطني بالعزلة التي جعلتها ملعبا فرديا لتكرار المحاولات..فهي عزلة مكيفّة/ مبصرة/ مؤتلفة..يا صاحبي أنا لاأعرف سوى القراءة والكتابة، هكذا أراني
مريضا بهما..وهذا لايعني اني ماهر فيهما. ولكنني مدين للكتابة بكل هذا الفرح اليومي،بكل هذا العناد المكابر..الذي شهرته وردة جوري..ضد الموتى الذين لايريدون ان يدفنوا موتاهم..وإتصاليتي مع هذا التعدد يمكن تنضيدها وفق أتصالية الواحد/ الكثرة..فواحدية الذات تتشظى في التعدد لتتوحد من خلاله..ربما…وربما هكذا فهمتُ نسق المتعدد في داخلي.
وأضافة لما ذكرته أنت حول تعدد توجهاتي المعرفية..فأنا عملتُ سنة 2008 كمسؤول عن اعداد وتقديم ثلاث برامج ثقافيا يوميا في اذاعة الملتقى..وفي 2012 شاركتُ الاعلامي الصديق الجميل عمار السعد في كتابة سيناريو حلقات ثقافية سييرية ثلاث عن السياب (السياب شاعر النهر النحيل/ فضائيةالشرقية).. والذي عرض بعد عيد الفطر وتكرر عرضه بعد ذلك.. ولدي نصوص مسرحية أطلع عليها بعض أصدقائي..وهناك مخطوطات روائية..منها(ليلة زفاف عبد الكريم قاسم) المنشورة على مواقع النت وفي مجلة الثقافة الجديدة نشرتُ فصلا من الرواية..ولدي رواية منجزة منذ سنوات خلت ومكتوبة بخط يدي في دفتر أنيق..ورواية أخرى ايضا مدونة في سجل كبير..
– يقال ان الحركة النقدية في العراق تمر بمرحلة تحول، هل يمكن ان تحدد لنا ملامح هذا القول؟
وبدوري أسألك من الذي قال ذلك؟ فأنت في قولك(يقال….) لاتشير الى جهة معينة…. هذا أولا.. أما ثانيا فأني أعلن ان التغير هو حالة طارئة ،ونحن نعيش في مستوطنة عنكبوت التقانة التي أوهمتنا بالكثير وسلبتنا رصانة الثقافة..فتخلت الكتابة عن أناقتها..واخذت (تسولف) ثقافيا وهي بملابسها البيتية وأحيانا تضيق بها.. فتبقى بملابسها الداخلية..والعراق رغم انه في جوانب هامة يعيش خارج التغطية لكنه يقطن اسوة بسواه في هذه القرية الألكترونية..لقد استسلمت الأغلبية أمام ثقافة الصورة ؟! نعم لاأنكر الصورة نصا وان فقهاء الفضائيات أسرع في الوصول الى ذهن المواطن من كتابات علي الوردي وكاظم حبيب وعالم سبيط النيلي وعبد الرزاق الجبران..لكن هل علينا ان ندخل طائعين في نفق الميديا..؟! ام علينا ان نسهم في الاجابة على سؤال (جون هارتلي)..(كيف تنتج الثقافة في عالم التكنولوجيا والعولمة؟) هذا السؤال الذي أجاب عليه هارتلي بكتاب من جزئين وقرأناه مترجما ضمن سلسلة عالم المعرفة/ع 338-339
والمساهمة على الأجابة هي دعوة عامة لكل اللواتي/ الذين ../ يهمهن/ يهمهم..تنشيط سيرورة الحراك الثقافي
– اين أنت من مجالات النت..؟ لماذا لانجدك في ورشات ثقافية؟ ماهو سبب غيابك عن الفيس بوك؟ لماذا رفضت حتى دعوتنا الشخصية لك في الفيسبوك؟
أبحث عني تجدني أكتب بشكل دوري في عدة مواقع..مواقع أخترتها شخصيا ومواقع شرفتني بأختيارها لي ضمن نشاطها الثقافي..وأنا مدين للنت في توسيع مديات كتاباتي..وكتبي..
أحترم قناعات الجميع..ولكنني اكره الأقنعة..كل قناع في التعامل اليومي هو نتاج عدم ثقة الذات بذاتها في المواجهة اليومية..أحترم التشارك الثقافي ..ولكن وقتي الشخصي احاول التهامه بكلتا يديّ..خصوصا وأنا من الكادحين في الحياة اليومية وفي الكتابة..وأنت يا صاحبي تعرف كيف اوزع حهدي بالقسطاط بين منفى رغيفي،ومسؤوليتي العائلية وعشقي الابدي لزهرة الرمان..وماتبقى من العمر والحلم اريده،بكل انانية ثقافية
لمشروعي المعرفي المتواضع..من هنا فعزلتي ليست مغلقة الابواب..بل هي عزلة مبصرة/ مؤتلفة.. ..
بخصوص الفيسبوك..أنت تعرف جيدا انني حين اترهبن في طقس القراءة/ الكتابة…أجعل الموبايل/صامتا..هكذا صرتُ منذ سنوات..واخذ الاصدقاء الذين كانوا يزعلون في البدء..يتفهمون طقوسي بل بعض صاروا معي في هذا الطقس.. هكذا اتوهمني صاحب مشروعي بسيط صغير ومريد عزلة هي ملاذي ومحبرتي وعاشق صوفي لكل مافي الوجود..
بخصوص الفيسبوك. قدّم لي اصدقائي خدمات لاتنسى وهم ينشرون كتبي
ومقالاتي وقصائدي..بل يبثون قصائدي صورة وصوت،في الفيسبوك العائد لهم.أما أنا فلا وقت لدي لهذا النوع من التواصل الاجتماعي/ التقني..أصدقك القول..هناك من لايصدق/ لاتصدق..أنني ليس لدي فيسبوك!!
فموقفي غير قابل للتصديق ،فهو الاستثناء الذي يستفز الكثرة..
من جانب آخر ،ارى في المراسلة الادبية وليست المحاورة عبر الماسنجر فائدة وأرشفة حين يكون التحاور ثقافيا حقيقيا .فهو يقع ضمن مشروعي في اصدار كتاب يتضمن محاوراتي مع ادباء/ اديبات..ضمن الحراك الثقافي العراقي/ العربي….هكذا توصلت بعد تجربة سنتي النتية الاولى..التي تجاوزتها بقطع معرفي/ ابستمولوجي..من جانب آخر بادر الصديق الشاعر والاعلامي عبد الكريم العامري واطلق مدونة بأسمي وهو يتكفل نشر بعض موادي فيها مشكورا.
– كيف تنظر الى الوضع الثقافي في العراق؟
الثقافة العراقية..تعاني أختناقا مروريا..ليست المركبات هي السبب بل قدامة الشوارع واستهلاكها ووصولها الى عدم الصلاحية..وهنا بدوري أسأل ما الغاية من جعل الثقافة أعلاموجيا؟! ولصالح من يجري ذلك؟! ما المبررلكل هذه المهرجانات الأثقافية؟! والتي مهما تعددت ايامها فأهم أوقاتها هو الساعة الاولى من يوم الأفتتاح حيث القاعة مكتظة بالمسؤولين ومكتظة بالفضائيات ومكتظة بالكلمات المقرؤة المكرورة دائما،وبالذين يجب ان يقرأوا دائما نصوصهم في اصبوحة اليوم الاول؟!…
الثقافة العراقية تحديدا مع الثلث الاول من القرن الماضي شخصيا أعتبرها رفاهية عامة ،تتنفسها الكافة هواءً غير مستعمل وتعيّشها حياة ..أي لم تكن الثقافة رفاهية متعالية..كانت بشرة جلود العراقيين
– استاذ مقداد يبدو ان هناك في العراق فورة قصصية على حساب بعض الفنون الاخرى كالمسرح والشعر وسواه هل هذا صحيح؟
أين هي الفورة؟ دلني عليها؟ سأحذف صفة( فورة) وأثبّت مفردة(موضة)..سببها أستسهال الكتابة…لقد أصبحت الكتابة الأسترخائية..ظاهرة متواطئة معها..من قبل من يسمون كتابا او كاتبات..أختفت الوحدة السردية ذات الطبقات الجيولوجية العميقة وراج سوق المفردة الاعلامية في الكتابة..وهنا علينا ان نبدأ من جديد أصبحت الثقافة المرئية متشظية في كافة الفضائيات..
والمجلات الورقية تروج للصور الملونة وتختزل الكتابة..بصراحة الكتابة الادبية توجه خطابها لعنكبوت التقانة..أصبحت ((الحداثة)) هي ان توظف في نصك السردي..إسترخاءك فيما يسمى بالتواصل الاجتماعي التقني..وشخصيا تصلني كتب مهداة لي..ومع شكري وتقديري للمؤلف أو المؤلفة..اجد هذه السرود تشتغل على لغة التواصل العادية؟! والموجع حقا ان هناك من يشيد نقديا بهذي المؤلفات؟! رحم الله القاص والروائي فؤاد التكرلي..كان يجنّس بعض نصوصه ب(حواريات) يالتواضع كبراءنا ..وأسألك بالله عليك..كيف يكتبون/ يكتبن ولايقرأون / لايقرأن ولم يطلعوا/ يطلعن..على قصص موسى كريدي/ محمود جنداري/ عبد الملك نوري/ محمد خضير / محمود عبد الوهاب/ لطيفة الدليمي/ أدوارد الخراط/ ميرال طحاوي / البير قصيري / رشيد بوجدرة /يوسف الشاروني/ بهاء طاهر/ يحيى الطاهر عبدالله/ محمد زفزاف/ وغيرهم..
– باعتبارك احد الممارسين لكتابة الشعر في العراق كيف تحدد مفهومك للكتابة الشعرية؟
في كتابتي للشعر ،أتحاشى (المفهمة)..فهي سيئة السمعة حقا،بموجب كونها في الجوهر فعل أغتيال..أغتيال الحلم في ذات صاحبه..هكذا يصفها الشاعر الفرنسي( أيف بونفوا)..وشخصيا لاأمتهن سوى الحلم والفشل والعزلة المبصرة..أهم شيء ان تكون ساعتي اليدوية بتوقيت وطني العراق..الذي لااريد منه سوى ان يبقى عراقيا.. وهكذا أشعرني اقرب الى الحساسية الشعرية مني الى المفهمة،لأن المفهمة رؤى جزئية متحصل عليها باقتطاع بعض المظاهر من الموضوع على حساب الأخرى..وهكذا يكون المظهر محض انعكاس..أما الحساسية فهي تجربة
في التذوق الصوفي لتناول الحياة والكلمات…حيث تتعطل الحدود بين المرئي/ اللامرئي..بين المعيش/ المحلوم به..وهذا ما حاولت الأشتغال عليه في محاولاتي الشعرية الست ..وفي مخطوطتين شعريتين ،حاولتُ فيها كسر الأجناسية كما أغواني وهمي الجميل…
– هذا يستدعي توضيح ما تعتبره تراثاً وما تعتبره مستقبلاً؟..
التراث كمفهوم أصبح مسلوب الارادة..بل مخيف..لقد فخخه التشدد الاصولي بذريعة حمايته من التلوث الحداثي..؟! وبذريعة التراث..أستهدفوا نجيب محفوظ..فرج فودة..نصر حامد ابو زيد،محمد آراكون..وغيرهم..في بحثي(التضاد والتحقيب) أشتغلت على أتصالية: التراث/ المستقبل.. والبحث منشور على مواقع النت للأسف ان التراث كله مايزال بكامل قواه العقلية..أعني بذلك هو المتحكم بحياتنا اليومية..وتحديدا الخلايا الميتة في التراث لها الاولية كوقود معارك فيما بيننا..أما الخلايا الثورية من تراثنا الاسلامي..فهي منضّدة في الأراشيف..كما اننا نتعامل مع التراث بمخيلة شعبية.. حيث نجري عملية أسطرة(أسطورة) لكل ماجرى..وهكذا نؤذي تراثنا عن قصد في كثير من الاحيان..كما يتأذى التراث حين نسقط عليه أيدلوجياتنا..لنوهم انفسنا بتأصيل لاوجود له إلا عبر مفهوم الحتم التاريخي .لدى الفكر القومي البرجوازي،الذي أستحدث شكلا جديدا من السلفية كتعبير آخر عن أيدلوجية البرجوازية المعاصرة..حسب ماجاء في(النزعات المادية في الفلسفة العربية الأسلامية/ للمفكر حسن مروه…
– ما هي طبيعة علاقاتك واهتماماتك بالشعر العربي المعاصر؟..
بالدرجة الاولى..هي علاقة قارىء ،يرى في قراءة الشعر عملية تهوية للذاكرة وللروح..والشعر هو خط دفاعي الأخير..ورغم سيادة الرواية وهيمنة عنكبوت النت،فأن مصائرنا ومصيرهذا العالم مرتهنة بالشعر والشعر وحده.. هو من يعيننا في التصدي للكوارث…هي ليست دعوة رجوعية للعقل البري..أنادي بها..بل هي دعوة للأستفادة من كافة المنجزات من خلال تناولنا الشعري للوجود والموجود ولما انتجه العقل البشري..ليست التقنية هي مطلق القرن الحادي والعشرين..علينا ان نصغي لكينونتنا تلك الكينونة التي يحررها الشعر وحده وهكذا يعينني الشعر وحده برؤية وملامستة كينونتي الحرة الواعية بهشاشتها لتكن قوتي في ضعفي الجميل..ذلك الضعف هو الذي يجعلني اسهم في التصدي للتلوث الثقافي،عبر قصيدة بنبرتها الخافتة تدربني على السعة الزرقاء..
– هل تعتبر ان الشعر العراقي اي شعر الستينات له خصوصية بالنسبة الى الشعر العربي؟
ستينات القرن الماضي بدأت ثورة في كل كوكبنا..ثم سرعان ما اصبحت من الثورات المغدورة أما شعر الستينات فقد اصبح التنظير له والكتابة عنه بشكل لايخلو من نرجسية..لاأحد ينكر الفاعلية الشعرية للشعراء: سركون بولص/سامي مهدي/ فاضل العزاوي/فوزي كريم / خالد الخشان/وغيرهم من الشعراء..ومن جانب آخر..علينا ان لانظلم الفترات التالية للستينات فقد ..ظهرت اسماء شعرية تستحق دراستها نقديا..
– هناك من يقول ان تجربة الشعر الحر (شعر التفعيلة) قد اسننفذت شأنها شأن تجربة الشعر العمودي؟
شخصيا ..أنا أومن بالتعايش السلمي بين الاجناس الشعرية..والقول بالجزم..لايختلف عن تلقيننا بالحتم التاريخي الذي مسك ختامه دوما اليوتوبيا الضاحكة….شخصيا ارى القصيدة لاتؤمن بتحديد نسلها..كما لاتوجد في هندستها الوراثي مفهوم( التوأم الشعري)..القصيدة ولاّدة بطبيعتها وضمن سيرورتها تحمل فايروس وحدة وصراع الاشياء ..والذين يقفون ضد التطور يثيرون الضحك..دون ان يقلقوننا على مستقبل الكوميديا
– بماذا يتميز شعر الشباب في العراق عن الجيل الذي سبقهم؟
بطموح مشروع للتفرد والخصوصية ..وفيهن/ وفيهم أجد سعادتي الشعرية
– الي اي تيار تنتمي انت وسط هذه التيارات المتلاطمة والمتداخلة في مسيرة الشعر العربي؟
تجد الاجابة..ربما عند الذين كتبوا عن شعري ومنهم من يحمل تجربتيّ النقد والشعر..مثل الشاعر والروائي والناقد حميد حسن جعفر..كما كتب عن اعمالي الشعرية الشاعر والناقد والمترجم رياض عبد الواحد..والناقد علوان سلمان..والشاعر عبد الرزاق صالح..وأشاد بما أكتب الناقد/دكتور حسين سرمك/ والناقد جبار النجدي/ والناقد عبد الغفار العطوي/ والناقد الشاب حيدر الاسدي/ والناقد الشاب حيدر عبد الرضا/ ولايمكن نسيان دراسة الشاعر والناقد علي الامارة عن (الاذن العصية واللسان المقطوع) ..فهي دراسة تفصيلية لمنهجية البحث واجراءاته..والباحثة عروبة جبار في مقالتها(متواليات المرايا) عن كتابي النقدي (الأذن العصية واللسان المقطوع) كما كتب عن كتابي النقدي(القصيدة..بصرة) الشاعر والأعلامي
الاستاذ محمد صالح عبد الرضا..وألتمس العذر اذا نسيتُ اسما،أستضاءت به نصوصي الشعرية….وهذي الاقلام المعرفية كتبت عن نصوصي بقناعتها وخبراتها ..وأنا ممتنُ لجهدها النقدي الدؤوب والمتواصل مع ما أنتج..
– والحركة النقدية الى اين تسير؟
الحركة النقدية..ليست في معزل عما تكابده الثقافة العراقية..من أختناقات،فالبنية الثقافية ليست بنية عائمة في الهواء ،هي جزء من تراتب بنيوي أجتماعي،يحتوي أيضا البنية الأقتصادية والبنية السياسية ،وما نكابده الآن ضمن بنيتي السياسي /الأقتصادي لايحتاج الى تفصيل ممل..
وأجيب ليس المهم الى اين…المهم انها سيرورة..لكن أخشى ان تتحول السيرورة الى نوع من المراوحة في المكان نفسه..
– في الايام الاخيرة قرأنا عدة مقالات في رثاء القاص والروائي العراقي محمود عبد الوهاب فهل كانت هناك محطات توقفت فيها مع المبدع الراحل محمود عبد الوهاب؟
محمود عبد الوهاب ..هو شيخي الذي لاأستحق ان اكون حامل نعليه…المحطة الاولى..هو قسيم اخي الاكبر فقيد الحركة الوطنية محمد مسعود..قسيمه في النضال ،لذا عرفته وانا في نعومة احلامي..وهكذا توطدت علاقة عائلية بيننا…المحطة الاهم هي بداية التسعينات حتى مغيب شمسه التي لن تغيب..كنتُ التقيه يوميا في سنوات الحصار ازوره في بيته حين كان يسكن الطابق الثاني من بيت الاستاذ احسان السامرائي..أو يزورني عصرا في بيتنا.. حين انتقل للسكن في محلة مناوي باشا كان يأتمنني..يعرض علي..نصوصه المكتوبة بخط يده الجميل لأقرأها..وأبدي رأيّ فيها.. في نصوصه،رأيتُ وما أزال ارى فنا عاليا في الأقتصاد الاسلوبي ..لم اجد مثقفا متواضعا مثله..تعلمتُ الكثير الكثير الكثير..منهُ
.كان يصغي لمن يحدثه بكل عمق..كان يجد سعادته في تواصله الفذ.معنا.وكنتُ اعرض نصوصي عليه يقرأها بأمعان اتركه وحده في حديقة بيتنا واتذرع بأمر ما..فهو حقا( السيد المكتسي بالمهابة) كما وصفه الشاعر الوديع المسالم مجيد الموسوي….شرف كبير لي حين
ادرت جلسة الاحتفاء بروايته رغوة السحاب،في اتحاد أدباء البصرة..وثلاث قصص قصيرة في (رائحة الشتاء)..هي التي اوصلتني الى القراءة الاتصالية الاولى والمنشورة في مجلة الاقلام/عدد تموز/ 1998..بعنوان (عزلة مؤتلفة عزلة مبصرة)….
قبل سنوات انجزت مخطوطة قراءات منتجة عن (رائحة الشتاء)..ولدي مخطوطة قراءة منتجة عن روايته التي لم تنشر(رواية بحجم الكف)..وكلا المخطوطتين مطلع عليها استاذي محمودنا عبد الوهاب..وقبل انتكاسته الصحية الاخيرة ..بكل محبتي له ذكرّته بذلك ونحن جالسين استاذي وانا في محل الاستنساخ العائد للشاعر كاظم اللايذ ..فأكد استاذي ذلك امام الشاعر اللايذ..ومن خلال حوارنا هذا ادعو محبين استاذنا محمود عبد الوهاب على ضرورة انشاء موقع باسم محمود عبد الوهاب..وإصدار جائزة ادبية بأسمه..
– استاذ مقداد قرأنا لك حوارات عدة مع شخصيات فكرية معروفة على الساحة العربية منهم المفكر جورج طرابيشي، محمد اركون، محمد عابد الجابري، وغيرهم، سؤالنا هو هل هذه الحوارات التي اجريتها معهم هي افتراضية من خلال قرائتك لكتبهم ام التقيت بهم.. ارجو توضيح ذلك؟
محمد آركون لم احاوره..بل اقتطعتُ مفصلا من دراسة طويلة لي عنه..وكذا الحال مع المفكر الجابري..ويمكنك الرجوع للدراستين في مواقع النت وفي جريدة طريق الشعب…قبل التقنية العنكبوتية بسنوات وقبل حصولي على الجائزة الاولى في النقد التي نظمتها مديرية التربية في البصرة عام 1974 عن(الجريمة) المجموعة القصصية لنجيب محفوظ..ثم فوزي بالجائزة الاولى على مستوى العراق..ضمن نشاط وزارة التربية…قبل كل ذلك كنتُ اتراسل عبر البريد المسجل والبريد السريع بعد ذلك مع ادباء واديبات ابدي اعجابي بكتبهم/ كتبهن.. في الوطن العربي وكانت تأتيني تلك الردود الانيقة كفراشات ،ولم اكن اعرف العناوين الشخصية بل على عنوان المجلة التي يكتب الاديب/ الاديبة…بها…الان وأنت أكثر دراية من واحد مثلي يباهل بجهله التقني..الان التقنية طوقت اعانقنا وجرد زجاج النت ..جرد العطر من الرسائل والاناقة من البصمة الشخصية للتدوين..وصار بأمكاننا ان نتصل بمن نشاء ومتى نشاء..وبإمكانك الاتصال بالمفكر جورج طرابيشي .. حتى يطمئن قلبك ..
– ماهو جديد الشاعر والناقد مقداد…؟
• الجديد سيعلن عن نفسه مع الثلث الاول من 2013..