خاص : ترجمة – آية حسين علي :
باتت العاصمة الأوكرانية، “كييف”، مسرحًا للعديد من العمليات التي تُدبر ضد شخصيات روسية معارضة للكرملين وللزعيم الروسي، “فلاديمير بوتين”، بحسب صحيفة (الموندو) الإسبانية.
وذكرت وسائل إعلام أوكرانية أنه تم اغتيال حوالي 20 صحافي روسي في “أوكرانيا” منذ عام 2014، بالإضافة إلى عدد من نواب الكرملين والسياسيين الروس المعارضين لـ”بوتين”.
مشهد مثير للدهشة..
تابع العالم، الثلاثاء الماضي، تباين التصريحات حول مقتل الصحافي الروسي البارز، “أركادي بابتشينكو”، في “كييف”، إذ اتهمت السلطات الأوكرانية، الأمن الروسي، بالضلوع في عملية اغتيال الصحافي، بينما رفضت “موسكو” الإدعاءات الأوكرانية جملة وتفصيلا.
وفي مشهد مثير للدهشة؛ عاد الصحافي الروسي إلى الظهور أمام الكاميرات مرة أخرى، بعدما أُعلن عن اغتياله أمام منزله في العاصمة الأوكرانية، “كييف”، وقال “بابتشينكو” إن كل ما جرى كان عبارة عن “مونتاج” بترتيب قوات الأمن الأوكرانية؛ من أجل القبض على الشخص الذي كلفته “روسيا” باغتياله، وبهذه الطريقة تم اعتقال العقل المدبر للعملية.
وأضاف: “أود أن أعتذر لكم جميعًا؛ وخاصة لزوجتي عما حدث”.
من جانبها؛ أعربت “موسكو” عن سعادتها بعدم وفاة الصحافي، لكنها عبرت عن قلقها، وأصدرت “وزارة الخارجية” بيانًا أكدت فيه سعادتها باستمرار الصحافي على قيد الحياة بصفته مواطن روسي، وشددت على أن ما حدث “استفزاز ضد روسيا”.
وكان رئيس الوزراء الأوكراني، “فلاديمير غرويسمان”، قد أدان مقتل الصحافي، واتهم “روسيا” علنًا بالتآمر.
خدعة للإيقاع بالمتهم..
أكد الصحافي، الذي فر من روسيا في شباط/فبراير 2017، بعد تلقيه تهديدات بسبب موقفه الرافض للتدخل الروسي في “سوريا”، أن موضوع مقتله كان مجرد خدعة رتبت لها أجهزة الأمن الأوكرانية للإيقاع بأشخاص كانوا يعتزمون اغتياله.
وحصل المتهم، الذي تم اعتقاله، على مبالغ مالية من “روسيا” لشراء 300 بندقية (كلاشينكوف) ومئات الكيلوغرامات من المواد المتفجرة وكميات كبيرة من الذخيرة، حسبما أفادت أجهزة الأمن الأوكرانية، وأضافت أن تصفية “بابتشينكو” كان مجرد تجربة، وبداية عملية استهدفت فيها “موسكو” اغتيال 30 شخصًا.
شهر كامل..
صرح رئيس جهاز الأمن الأوكراني، “فاسيل غريستاك”، بأنه تم القبض على العقل المدبر لعملية الاغتيال؛ وكل هذا بفضل تعاون “بابتشينكو”، الذي عرض على الأمن التعاون معه من أجل إحباط محاولة الاغتيال، وأكد “غريستاك” على أن العملية كانت مجرد مشاهد تمثيلية من أجل حماية الصحافي من الهجوم الذي دبرت له موسكو، وحصلت “كييف” عن معلومات مسبقة عنه، واستغرق الترتيب لهذه العملية المزيفة شهر كامل من أجل التعرف على عملاء يعملون لصالح روسيا في أوكرانيا.
وذكرت مصادر رسمية أن زوجة الصحافي في حالة صدمة؛ بعدما شاهدت زوجها غارقًا في دماءه عند مدخل المنزل، بينما أخبرهم جهاز الأمن بأن كل ما حدث كان مجرد تمثيلية لإنقاذه، وأنه لا يزال على قيد الحياة.
محارب قديم..
فسر مسؤولون أوكرانيون أجزاء من هذه العملية الغريبة، إذ قالوا إن الرجل الذي خطط للإعتداء؛ مواطن أوكراني حصل على 40 ألف دولار من أجل تنفيذ الاغتيال، وتمكن من الوصول إلى محارب أوكراني متقاعد واتفق معه على أن يقوم الثاني باغتيال الصحافي الروسي مقابل 30 ألف دولار.
من جانبها؛ صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، “ماريا زاخاروفا”، بأن ما قالته أوكرانيا عن عملية الاغتيال غير صحيح، وأنها قصة تم اختراعها لأهداف دعائية ضد روسيا.
دولة معتدية..
عُرف “بابتشينكو” بآراءه المعارضة للرئيس “بوتين”، وكتب في 24 شباط/فبراير 2017، مقالاً قال فيه إنه في معارضته للتدخل الروسي في “سوريا” لم يسيء إلى أحد؛ وأنه فقط أراد أن يذكر قراءه بأن روسيا تقوم بحملة قصف عشوائي على مدينة “حلب” دون أي تمييز، متجاهلة أن هناك عشرات الأطفال الذي قتلوا في هذه الغارات الجوية وصورهم تصل إلى وسائل الإعلام حول العام، وأضاف أنه يعترف بأنه وصف روسيا بأنها دولة معتدية.