واهم من يعتقد بأن المالكي يترنح على وقع المطالب التي يزأر بها أهلنا في الأنبار والموصل وصلاح الدين، فهي – رغم شرعيتها – على العكس تماماً تزيده غطرسة ولو إستمرت على هذا النهج فإبشروا بولاية ثالثة ورابعة ….. لماذا ؟
المالكي ليس رجل دولة ولا زعيم وطني يرمي بنفسه وسط أحضان المتظاهرين فيلبي مطالبهم ويرفع عنهم مظالمهم بقرار وطني جريء، ولا هو بمحنك سياسي قادر على المناورة لقلبها لمصلحته ساحباً البساط من البرلمان الفاسد والرئاسة الميتة سريرياً، ولا هو بالحسيني الثائر الذي يدرأ الفتنة فيقابلها بإستقالة تحفظ دماء الشارع المحتقن طائفياً أو تحفظ ما تبقى من ماء وجهه.
المالكي منتحل شخصية فاشل يستحق العطف الجماهيري، إذ لم ينجح في إستعارة (حزم) صدام حسين كما فشل في إدعائه (التواضع) بإرتداء دشداشة غفوري أفندي.
المالكي الذي ترونه يومياً على الشاشات أكثر من آذان الصلوات الخمس ما هو إلا صدى سمعي بصري لآخر شخص إلتقى به قبل ظهوره على الشاشة، فتارة هو طارق الهاشمي وأخرى أياد علاوي وأخرى مسعود أو طالباني، ومرة هو مريم الريس ومرة أخرى حنان الفتلاوي أو مها الدوري… هو كل هؤلاء الشكولات التي جاءت بها اصابعكم في الإنتخابات.
شخصية مركبة مثل هذه … لن تهزها مظاهرات ترفع مطالب قابلة للنقض في ساحة التحرير.
ببساطة إليكم نقاط الضعف التي التقطتها تلك (الشكولات) وراحت تهمس بحلولها في أذن هذا (الطبل) المدعو رئيس مجلس الوزراء.
· الغاء المادة 4 ارهاب واجتثاث البعث… وهذه ولا أسهل من نزع فتيلها بتحشيد الشارع المضاد لها من اهالي الضحايا.
· إخراج المعتقلين الأبرياء … رأس مالها تقرير في قناة العراقية لبعض المطلق سراحهم ومن ثم أعادتهم للزنزانة.
· إلغاء التهميش والإقصاء ومعاقبة منتهكي شرف الحرائر…. جوقة من العلماء أو العملاء من محافظات المظاهرات تقول بالعكس من ذلك.
· الخدمات …. بسيطة … عليكم بوزرائكم الذين يحتلون الوزرات الخدمية.
لكن………
لكن……………… ماذا لو تغيرت اللافتات والمطالبات إلى هذه :
· الكشف الفوري عن مجالات إنفاق 700 مليار دولار ونشرها في وسائل الإعلام.ومحاكمة الفاسدين علناً.
· الإعلان الفوري عن ملفات الفساد والأرهاب التي يحتفظ بها المالكي في إدارجه بصرف النظر عن الأسماء المتورطة فيها سواء أكانت من هذا الصوب أو من ذاك الصوب.
· قطع العلاقات مع الدول التي تأوي متهمين بقضايا فساد أو أرهاب.وطلب تدخل أميي لأجبار تلك الدول على تسليم المتهمين.
· المطالبة الفورية بإستعادة الطائرات العراقية المدنية والحربية لدى إيران والأردن وتونس وغيرها وقطع العلاقات مع الدول الممانعة.
· تشكيل لجان شعبية ومنحها صلاحيات المساهمة في مراقبة المنافذ الحدودية للتأكد من عدم تهريب خيرات العراق لدعم نظامي طهران ودمشق.
· تعيين وزراء للداخلية والدفاع والأمن الوطني وباقي المواقع التي يحتلها (حفظه الله) بالوكالة.
· الزام البرلمان بإصدار قرار بكتابة دستور جديد يليق بالعراق وطرحه للإستفتاء العام خلال 2013.
هذه المطالب ستسقط المالكي بالضربة القاضية لأنه لن يتمكن من جمع 10 نفرات للخروج بتظاهرات مضادة لها، ولو ذهبنا بهذا الإتجاه فوالله لسوف يسقط مع المالكي ووجوه زفرة من كلا (الصوبين).