من المناسب التذكير ان اغلب الاحزاب والقوى في الساحة اليوم من التيارات الاسلامية , وان عملها مرتبط بالدين ومستند الى رأي المرجعية واغلبهم عملهم السياسي يفترض ان يكون عبادة وممر للأخرة , القرب من ىالسلطة او استلامها وضع القوى على المحك في العمل والمقارنة بين المباديء والشعارات وطموح المواطن بمستقبل زاهر يقوم على اساس العدالة الاجتماعية والمساواة وبين الدليل في تقديم المنهج العملي لأثبات المصداقية لتلك التضحيات والاّمال التي ينتظرها, وبخطوات بعيدة عن نرجسية الغرور وحب السلطة والتساهل لأجل البقاء وهنالك حقوق وعوائل شهداء ومحرومين وتراث للملايين اصبح ديناّ في الرقاب , المرجعية منذ ان عرفت ينتقدها البعض لعدم تدخلها ولكن صمتها عظيم وينتقدها الأخر للتدخل حينما تمس مصالحه وتدخلها هنا اعظم , واثبتت مواقفها الدائمة والداعمة للمواطن في دفع الاخطار ودعوها لوحدة العراق وعلى هذا الاساس تعرضت للظلم والأبادة والتهجير والاعدام , تعمل ليل نهار دون ضجيج وتقف على الحياد لتطبيق الدستور والقانون , لم تفارقها مقولة ( السنة انفسكم ) ومثلما لا تقبل ان يظلم الشيعي لا تقبل ان يظلم السني والكردي في اغلبية شيعية وترفض سياسة التمييز والتهميش والاستبداد والاقصاء والتفرد , وقفت بحزم ضد كل الفتن ووقفت طلية هذه الفترة مع تشكيل الحكومة على اسس وطنية تحفظ فيه حقوق كل المكونات , وفي ظل التطورات والازمات المتتالية وقفت كبيضة القبان في العملية السياسية , تيار شهيد المحراب انتهج نهجها وسار من اصل مرجعية السيد محسن الحكيم الى مرجعية السيد السيستاني , وفي الازمة الاولى لسحب الثقة عن رئيس الوزراء ليرفض سحب الثقة ويقف مع الاصلاحات التي اطلقتها جبهة ( اربيل – النجف ) تقديراّ منها ان سحب الثقة سوف يدخل العملية في متاهات رغم الملاحظات على العمل الحكومي وكانت لتيار شهيد المحراب دعوى لتحديد ولاية الرئاسات الثلاث بدورتين لترسيخ مفاهيم الديمقراطية ومد جسور الثقة بين الاطراف السياسية والايمان بالتبادل السلمي للسلطة , واليوم في تطور المظاهرات بين المعارض والمؤيد للحكومة , تبنى تيار شهيد المحراب دعوى التهدئة والعودة لطاولة الحوار التي دعا لها قبل تشكيل الحكومة الحالية لتشخيصها الدقيق لسلبية الاتفاقيات والصفقات , وهذا ما جعل قوى الائتلاف الوطني توجه الدعوة للسيد عمار الحكيم لتبني الحوار بين الاطراف السياسية ايماناّ منها بوسطية واعتدال المنهج الذي يتبعه الحكيم بالوقوف بمسافة واحدة من كل الاطراف , اليوم المرجعية الدينية وتيار شهيد المحراب متطابقان الخطاب وحسب تلك التوجهات التي اطلقتها المرجعية التي تعتبر إلزامات للقوى السياسية والشارع وبرهان انها قوة وطنية لا طائفية ودعواها تركزت على التهدئة والحوار والسماع لمطالب المتظاهرين المشروعة والعودة للدستور , بينما رفضت سحب الثقة عن رئيس الوزراء او البرلمان او حل البرلمان او الحكومة , واستمرت المرجعية لتوضيح عدم رضاها عن الافعال السياسية وامتعاضها ورفض استقبال الوفود الحكومية لكي لا تكون غطاء للفشل في ادارة الملفات والانشغال بالسجالات السياسية البعيدة عن خدمة المواطن , واخر رفض لها كان برفض استقبال وفد دولة القانون وطلبه حل البرلمان بجواب صارم وصريح والطلب من القوى السياسية لتحديد ولاية الرئاسات الثلاث بدورتين لتبعد الواقع العراقي عن عودة الحزب الواحد او حكم النخبة والتمسك بالسلطة , وبدأ يلوح بالأفق استجابة القوى الوطنية والشعبية وادرك الجميع ان منهج المرجعية منهج قادر على حل الازمات التي عجزت اغلب القوى السياسية من حلها والقادرة على اخماد نار الفتنة …