كما هو متعارف عليه ان بعضا من الشعائر الحسينية قد تعرضت للتحريف والتشويه من قبل المنتفعين والمستأكلين والمغرضين وكان عزاء الشور والبندرية احد تلك الضحايا فاستخدمه البعض لاثارة البغضاء والطائفية والمغالاة لكن تم احياءه وتصحيح مساره على ايدي الشباب المسلم الواعد الذين حصنوا هذه الشعيرة فكانت جميع قصائدهم تبتديء بآية من القرآن الكريم يتلوها تسبيح وتكبير لله وذكر لآل البيت عليهم السلام فكان هذا الشيء اكثر وقعا في النفوس وكانت النتيجة تفاعل الكثير من الشباب واهالي المنطقة بمؤازرتهم لاخوانهم ابناء المرجعية المعتدلة الوسطية فشاركوهم بتقديم الخدمات واقامة العزاء وهذا الشيء لايأتي من فراغ فاحتلال القلوب سببه زرع الحب والالفة وكثرة التزاور وعدم التجريح واحترام الرأي الاخر فكان ابناء البصرة عموما وابناء الهارثة خصوصا مصداقا للجسد الواحد المضياف المعتدل الذين اخذوا على اعتقهم احياء شعائر الله بالصورة التي تليق بصاحب المناسبة عليه السلام , والغير متوقع انه من ارتقى منصة الالقاء اغلبهم من الاشبال لكنهم كانوا بالف رجل والف فنان عظيم لامكانياتهم الفنية وسيطرتهم على الموقف وهذا عائد لحسن التربية والتدريب على اقامة شعيرة الشور فكانت اصواتهم تصدح وتنادي وتناجي الامام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الامر الذي جعل الحضور ينبهر بروعة الاداء والابداع في انتقاء الكلمات والعبارات التي تجد مقعدها ومقرها في قلوب المؤمنين . كل هذه النجاحات التي تحققت واخرها وابهرها في الهارثة لم تأتي من فراغ بل جاءت من كثرة التاكيد على التحلي بالاخلاق والوسطية والتربية الروحية للشباب والاشبال من قبل الاستاذ المرجع المحقق السيد الصرخي الذي اعطى المشروعية لاقامة مجالس الشور لما فيها من روحية وترسيخ عقائدي من خلال ماجاء في جوابه على استفتاء حول مشروعية الشور فقال سماحته في مقتبس من البيان :
( … 7- في ضوء ما تقدم يتضح أنه :-إذا كان يقصد بالتسبيح والتقطيع (مورد السؤال) تسبيح كتسبيح الزهراء(عليها السلام) المتضمّن لأسماء الله وصفاته فإنّ هذا تشريع محرّم وغير جائز.وإن كان ما يصدر مجردَ حرف أو كلمة ترجع إلى عنوان موسيقى أو غناء، فيشملها حكمها، فإذا كان مثلًا في الأناشيد الحربية وأناشيد الذكر الشرعية والأدعية والأذكار ورثاء المعصومين والأولياء (عليهم السلام)، جاز ذلك إذا لم يستلزم الحرام.أمّا إذا كان ذلك من باب الحذف مع وجود ما يدلّ على المعنى المقصود وهو ما يُفهم من السؤال، حيث يعلم السائل والمستشكل أن الحرف يقصد به الإمام الحسين أو الحسن أو أمير المؤمنين أو الزهراء أو المهدي أو باقي الأئمّة أو جدّهم النبي الأمين(عليهم الصلاة والتسليم)، وبحسب ما هو ظاهر حال المجالس المنعقدة عادة، وهذا جائز ولا إشكال فيه لا شرعًا ولا لغة ولا بلاغة ولا أدبًا ولا أخلاقًا، وهو أسلوب لغويّ بلاغي متّبع ومعروف وتتميز به اللغة العربية ومن إبداعات البلاغة فيها، بل ومن إبداعات القرآن الكريم، وكما ذكرنا سابقًا بأن أسلوب البلاغة والبلاغة القرآنية قائمة على حذف الحرف الواحد والأحرف المتعددة؛ بل وحتى حذف الكلمة والجمل مع وجود ما يدلّ عليها من قرائن حالية أو مقالية، وكما في قوله تعالى: { وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا } والكلّ يفسّرها بأنّ المقصود منها: واسألوا أهل القرية، فتمّ حذف كلمة كاملة وهي (أهل) .) فهنيئا للشباب والاشبال ممن ساروا على خطى الشور المهدوي واحيوا ليالي شهر رمضان العظيم المبارك باقامة الشعائر بعيدا عن اللهو والغفلة والمحيبس والمقاهي فكان صومهم صوم عن الاكل والشرب وصوم الجوارح وتنقية للنفوس , وهذا هو المعيار الحقيقي للصائم وبخلاف ذلك فان الصائم لم يجن من صومه الا الجوع والعطش.
http://www9.0zz0.com/2018/06/02/14/735510470.jpg
لمشاهدة البث المباشر لمهرجان الشور السادس
https://www.youtube.com/watch?v=74KRaG1U2oA
منطقة المرفقات
معاينة فيديو YouTube البث االمباشر للمهرجان السادس ” الشور المَهْدَوي.. تَقْوى – وَسَطِيّة – أخلاق”