“تحليل إيراني” يرصد .. مستقبل “داعش” في العراق !

“تحليل إيراني” يرصد .. مستقبل “داعش” في العراق !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

تنظيم (داعش) الإرهابي؛ الذي بسط لفترة طويلة ظلاله المرعبة في دول المنطقة، وبالأخص داخل “العراق” الذي يواجه اليوم مصيراً غير معلوم.

وثمة الكثير من السيناريوهات المختلفة حول مستقبل (داعش)، والتي ربما لا تتعلق بالعوامل الداخلية أو حتى الدولية، وإنما يرتبط مستقبل كل منطقة تقع تحت سيطرة التنظيم بعوامل داخلية وإقليمية ودولية تجدر دراستها في شكل الفرص والتحديات.

لكن ما تناقشه خبير شؤون الشرق الأوسط، “مریم خالقي نژاد”، في مقالها التحليلي الذي نشره مؤخرًا (المركز الدولي لدراسات السلام) الإيراني، يركز على تأثير الفرص والتحديات الكثيرة على مستقبل تنظيم (داعش) في العراق.

عوامل خارجية وداخلية تساعد “داعش” في العراق..

ومن الفرص العراقية التي تساعد على نمو التنظيم، يمكننا استعراض الكثير، حيث يؤثر استمرار الأوضاع الداخلية وبعض التطورات الخارجية على هذا الوضع بشكل كبير على خلود (داعش)، وفيما يلي عرض لأهم هذه الفرص على النحو التالي..

1 – الوضع الاقتصادي العراقي: حيث ساهم إستشراء الفقر والإنحرافات الاجتماعية؛ في إنضمام الكثيرين إلى (داعش)، الذي تمكن من خلال الوعود المادية والمالية من استقطاب العراقيين بسهولة، لاسيما الشباب الباحث عن فرصة عمل ودخل مناسب.

في حين أن إدارة وتقوية المصادر المالية، وبخاصة مبيعات النفط، سوف يبعث بشكل طبيعي على تحفيز الروح الاقتصادية الشعبية التي تواجه مشكلات مثل الفقر والبطالة.

2 – عدم وجود حكومة قوية: ربما يكون وجود حكومة فاشلة؛ وتوفر مجالات نفوذ القوى الأجنبية بالعراق، سبباً رئيساً في إقبال بعض العراقيين على التنظيم الإرهابي على أمل تأسيس حكومة عراقية مستقرة وتهيئة مجالات المشاركة السياسية وتحسين الأوضاع الاقتصادية.

والواقع أن في العراق حكومة مستقرة، لكنها عاجزة عن تنظيم الأمور؛ ما أدى إلى خلق الأجواء المناسبة لانتشار (داعش) وغيره و بلورة الأفكار والسلوكيات الاجتماعية، بحسب أهدافهم وميولهم. على سبيل المثال عدم معارضة بعض سكان المدن العراقية لـ (داعش)؛ كما في “الموصل”، (حيث لا يفرق الكثير من الموصليين بين “داعش” وحكومة “المالكي”)، قد يكون مؤشراً على المطلب الشعبي بشأن تغيير بعض السياسات.

لذا لو تعجز الحكومة عن تلبية المطالب الشعبية من مثل تحسين الأوضاع وتنظيم البلاد، فسيكون ذلك أهم أسباب تهيئة أجواء نمو (داعش).

3 – غياب الوعى السياسي: إستشراء الفساد داخل المؤسسات الاجتماعية والإرتباط بالقوى الأجنبية وإنعدام الوعى السياسي؛ أدى إلى القبول السهل غير الواعي للعقائد والدعاية الكاذبة التي تبثها التنظيمات الإرهابية. وقد لوحظت المساعي الأخيرة لزيادة الوعي الجماهير عبر وسائل الإعلام.

4 – دعم أجهزة المخابرات للتنظيم الإرهابي: الدعم الأجنبي والمالي العربي والغربي والترويج الكاذب لفرص العمل؛ جعل الكثير من الشباب ينظر، (بسبب تدني دخولهم)، إلى هذه التنظيمات ووعودها ووعيدها باعتبارها فرصة عمل ومن ثم ينضمون إليهم.

وفي هذا الصدد؛ يجب الاعتراف بتراجع الدعم مقارنة بالسنوات الأولى لظهور تنظيم (داعش). فالكثير من المنظمات والدول التي دعمت التنظيم قبلاً تعارضه الآن. لكن هذه الأوضاع المضطربة تتيح إمكانية وجود دعم خفي أو من جهات أخرى للتنظيم.

5 – دور العسكريين وأولوية المصالح القومية على الوطنية: كان دور الجيش العراقي في هذه الأزمة كبير جداً. لأنه أولاً إفتقر الكثير من العسكريين لحافز الدفاع، وثانياً لم يجد بعضهم ميلاً للدفاع عن القوميات والعرقيات الأخرى، (بسبب تنوع قومية وهوية بعض العسكريين)، إلا عند تهديد قوميته.

لذا لم تكن المصلحة الوطنية أولوية بالنسبة لهم بقدر ما كانت المصالح العرقية. وتراجع الاهتمام بالمصلحة الوطنية في نفسه ساهم في توفير مجالات الاضطرابات ونفوذ الفصائل المعارضة. كما أدى استخدام العسكريين والضباط “البعثيين” إلى إتخاذهم كقدوة، لا سيما بين الشباب، وبالتالي يمكن القول: إن العسكريين لعبوا دوراً شديد الأثر في هذا الأمر.

6 – اختلاف نظرة “كردستان العراق” إلى (داعش): ربما عقدت “كردستان” صفقات سرية مع تنظيم (داعش)؛ بحثاً عن الاستقلال والحكم الذاتي.. لا يمكن تجاهل دور (داعش) في المواجهات الأخيرة بين الحزبين في “كردستان”.

وما يحوز الأهمية هو التأثير المتبادل بين (داعش) و”كردستان”، فكلاهما يميل في بعض المواقف إلى التعاون لتأمين مصالحهما، ورغم أن (داعش) لم تتقبل، في بعض المواقف سياسات “كردستان العراق”، لكن سعى زعماء “كردستان” في أغلب السياسات إلى مد جسور العلاقات مع (داعش). وهذا من أهم أسباب نمو نفوذ (داعش) في العراق.

وتختم، “مریم خالقي نژاد”، المقال بقولها: “هذه وغيرها؛ أهم الفرص الاجتماعية الداخلية والعوامل الخارجية، (إقليمية ودولية)، المؤثرة في المجتمع العراقي الحالي. وحال إنعدام الاجماع الداخلي واستمرار التطورات الخارجية على هذا المنوال، فسوف نرى توفر المزيد من الفرص للتنظيم الإرهابي”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة