19 ديسمبر، 2024 1:54 ص

البلد : الحالُ والأحوال .!

البلد : الحالُ والأحوال .!

أيّاً كانَ سيكونُ سيّد رئيس وزراء مُقبل , وأيّاً كانت الأحزاب المتحزّبة والكتل المتكتّلة على نفسها ومع بعضها , ومع خصومها ومنافسيها بغية انتزاع السلطة , ومهما كانت الإنتماءات القلبية والسيكولوجية لهذه الكتل , ولإيٍّ من دول الجوار او سواها , فلن يتغيّر الحال منْ حالٍ الى حال , ومحالٌ أن يغدو عال العال , فذلك محال وبكلّ الأحوال .

كما تتملّكنا وتجتاحنا شكوكٌ أن يبقى الحال كما هو عليه الآن , فقد يتغيّر الحال الى حالٍ يختلفُ عن ايّ حال مما مضى وانقضى , وسيصمتُ معظم الجمهور ويرضى بكلّ الرضا.!

فحسبما مخطط عبر المخطط , فقد تظهر داعشٌ جديدة بمظهرٍ ومنظرٍ آخر وبلا لحى , وقد تُغير اسمها ولقبها من ” دولة الخلافة ” الى جمهورية ديمقراطية علمانية ! , وسيضطرون الدواعش الجدد الى تغيير شراويلهم واثوابهم الطويلة الى تنّورةٍ قصيرة مع ملحقاتها .! , ولا ندري أيّ جزء سيحتلون من العراق ” لا سمح الله ” , وهنا لابدّ من الإستعانةِ ثانيةً الى قواتِ تحالفٍ دولي او قارّي ! وقد تضاف لها دولٌ افريقيةٌ كموزمبيق وغينيا بيساو , او دولٌ من العرب الأقحاح كجزر القمر وجيبوتي اللتين ينطقان بالفرنسية , والى أن تبتدئ معارك التحرير الجديدة ! ومن تحريرٍ الى تحرير , فحتى الكونغرس الأمريكي في عام1998 اصدر قانوناً يسمى < قانون تحرير العراق > تمهيداً للغزو والإحتلال , بل وحتى قوات البيشمركة التي تحتلّ الجزء الحيوي من شمال العراق , فهم يسمّون تحرير كركوك وإعادتها للسيادة الوطنية بِ < غزوة كركوك واحتلالها > .! , والأمر لا يقتصر على الأمن والأستقرار , فهما معدومان نفسياً لدى الجمهور , وأنّ النقطة الجوهرية المسببة لكلّ انواع الفوضى الأدارية والأقتصادية والخدمية وسواها هي تسليم مسؤولية إشغال كلّ المناصب والمواقع الوزارية وتفرعاتها في دوائر الدولة الى مسؤولين غير مسؤولين ومعظمهم يفتقدون اية خلفيةٍ في العمل الأداري والوزاري , وهذا ما ينعكس على مجمل الوضع العراقي , ومن البائن أنّ ستزداد حصّة كلّ حصة من اصحاب المحاصصة طالما استمر وجود هذه الأحزاب في السلطة , ولعلّ ذلك هو المطلوب في المخطط الدولي والأقليمي .ِِ

وهذا هو الحال الآن , وبأنتظارٍ شاقّ ومعاق لمخاضٍ جديد بعد عمليةِ دمجٍ بين خلافاتٍ واختلافات حول اعداد الأصوات المستحدثة والمحذوفة في اعادة عدّ وفرز وإفراز مجتزأة في الخارج والداخل وخصوصاً في ” شمال القطر ” والذي يكرهون ويرفضون الساسة الكرد هذه التسمية , وكأنّ العراق ليس له ” شمال ” ويقتصر على جنوب وغرب وشرق .!

وعِبرَ النظر من زوايا حادّة و قائمة ومنفرجة , فلعلّ الحال الأمثل من أيّ حال < بأفتراضٍ آنيّ > هو إطالة وإستطالة الإعلان عن النتائج والأرقام والكسور والأعداد , في حملة ” اعادة الفرز والعدّ ” النوعية ولسببٍ واحدٍ لا غير < حيث ساسة الأحزاب منهمكون ومنشغلون في كاكنة العملية الأنتخابية , بالرغم من التفجيين اللذين وقعا في منطقة الشعلة وفي مقرّ الحزب الشيوعي .!

ومهما تأخّرَ اعلان النتائج الأخيرة لفترةٍ اطول او اقصر قليلاً , فقد جعلوا العراق موضع تندّر أمام الرأي العام العربي والعالمي .  

أحدث المقالات

أحدث المقالات