دراسة مبنية على اسس التواصل والتفاعل بين الفعل ورد الفعل داخل التكوين الانساني للمجتمع العراقي
مقدمة
يكاد الاعلام بدوره الحالي والمستقبلي ان يكون الثالوث الاهم في رسم خرائط المجتمعات على سطح الكرة الارضية الى جانب عاملي الدين والسياسة .. حيث صار الدور الاعلامي موجها” ومبتكرا لطرق ادارة الاحداث بكافة حيثياتها ليصبح الاعلامي الناجح مستشارا لصناع القرار في العالم ورقما مهما في المعادلة الاصعب لادارة الازمات في شتى بقاع الارض .. غير ان هذا الامر لم ياتي من تفاصيل تبغي البهرجة والتزويق الشكلاني بقدر ماتبحث عن الابعاد ذات المضامين النفسية والفكرية والاجتماعية للانسان وهنا لابد من الاشارة بأننا قدمنا العامل النفسي قبل العوامل الاخرى بسبب مايلعبه الاعلام من دور كبير في اغناء المخزون البصري للانسان وتغذيته بالاقناع والتشويق نحو فهم المزيد او تطبيق الفعل الذي يشاهده هو بنفسة حسب نظرية التطهير النفسي للبشر في الحضارات اليونانية القديمة وهذا ينطوي على قسم من اقسام الاعلام وهو :
(( الاعلان )) الذي يأتي ضمن اهم مفاصل الجسد الاعلامي غير ان اغلب المختصين والمهتمين في الشرق الاوسط وخصوصا في دول العالم الثالث لايفرقون بين الاعلام والاعلان مما يجعلهم يتخبطون بين التفاصيل اثناء لحظة الانجاز للفعل الاعلامي الواسع المفاهيم . الا اننا لاننكر بأن هناك الكثير من مواطني هذة الدول في الشرق الاوسط يفهم الفاصل السحري بين الاعلام والاعلان حيث يدرس هذا الامر في كليات مرموقة في الولايات المتحدة الامريكية قبل سنوات عديدة . لان المختصين هناك بحثوا كثيرا في دراساتهم النظرية والعملية حول اهمية البحث عن تفاصيل المعلومة المراد ترويجها والى من ستوجه اصلا كي يتم دراسة الامر وفق اسلوب البحث الاكاديمي والعلمي الدقيق للحصول على نتائج باهرة ..ووفق التصور الذي ادرجناه في هذه المقدمة فأننا نرى بأن للاعلام بكل تفاصيله دورا اساسيا ومحوريا في بناء المجتمع العراقي الذي يعاني من تناقضات المتنافسين على اعتلاء المشهد السياسي في العراق وكذلك سهولة الاختراق لبنية الانسان العراقي بألتأثير عليه من خلال الواعز الديني لكل فئة وحسب توجهها المذهبي وتمرير الكثير من الامور بين تفاصيل هذا التاثير للحصول على مكاسب سياسية . غير ان هذا الامر لم يعد امرا دائما في البيئة السياسية للمشهد العراقي حيث ما تجمع عليه العديد من المصادر السياسية في دول صنع القرار في العالم ووفق استنتاجنا الشخصي بأن هناك تحولا ستراتيجيا كبيرا في الفهم المستقبلي للمواطن العراقي نحو اختياره الانسب والافضل في الانتخابات العراقية الوافدة حديثا على الانسان العراقي بشقيها المحلي والبرلماني دون التركيز على الانتماء الديني والنوعية المذهبيه للقوائم الانتخابية مما يدعونا كأعلاميين مهتمين بصياغة وانتاج السياسات الاعلامية والاعلانية ان ننبه الى ايجاد فكر اعلامي واعلاني متميز وفعال يمكنه التوغل بين ثنايا النفس البشرية العراقية ايجابا من اجل استغلال الوعي الفكري المنبثق من عمقالتجارب العراقية على مدى اكثر من عشرة اعوام ماضية والتي انتجت تخلفا اعلاميا كبيرا عبر الطرق التقليدية في ادارة ازمة التلقي داخل المجتمع العراقي ونحن هنا لسنا بصدد التجريح وانما التشخيص ولاندعي الفهم الاوحد للحالة وانما التفهم المنطقي عبر دراسة نمط الشخصية العراقية ومدى حدود الاستجابة والرفض لما يندرج ضمن مفهوم البث التلفزيوني والاذاعي والمطبوع ووسائل الاعلان الاخرى في العراق مما يستدعي المهتم بالامر ان يفكر اكثر من مرة في تكليف الاخرين لانتاج صياغة اعلامية . اعلانية للحد من الظواهر السلبية في المجتمع العراقي بدءا من الطائفية والارهاب الفكري والمسلح مرورا بانعدام اواصر العلاقات الاجتماعية بين ابناء المنطقة الواحدة وكذلك تفشي البطالة بين الشباب . ولان ما للاعلام من اهمية قصوى في توجيه بوصله الشارع العراقي المتخم بالمتناقضات لذا يجب ان يكون للطبيعة الانتاجية المراد تصنيعها لغرض بث المشهد الدرامي او البرامجي اوالاعلاني صيغة مدروسة ومؤثرة بشكل كبير على جميع مكونات النسيج العراقي بما يضمن انطلاقة جديدة للانسان العراقي في بناء ذائقته الجمالية بعيدا عن لغة التخويف والحروب وايجاد
مكان له بين دول العالم المتطور ليكون بالفعل نموذجا ديمقراطيا بارزا في الشرق الاوسط ..
الترويج الاعلامي والاعلاني في العراق بين صياغة الافكار ومستوى التنفيذ
* منذ فترة ليست بالقصيرة واصحاب الخطوات الاستراتيجية في العراق يتجهون نحو اهداف مهمة من اجل وجود عراق مزدهر اقتصاديا ودستوريا يمكن ان يكون رمزا ايجابيا لمنطقة الشرق الاوسط بغض النظر عن مدى الافرازات السلبية التي اصابت المجتمع العراقي . لانه يعتبر من الامور المنطقية في ظل ظروف متحولة ومفاجئة مثل الذي جرى في العراق بعد نيسان 2003 . لذا فأننا نرى من الواجب الانساني ان يدرس المجتمع العراقي بشكل تفصيلي قبل الخوض في غمار الانتاج الاعلامي والاعلاني الخاص والموجه للجمهور العراقي حتى لايذهب مخاض الشكل في مهب الريح بسبب الفقر العميق للمضمون وطبيعة المحاكاة الغائبة بين المنتج الاعلاني والمشاهد .. لذا فبعد دراسة المجتمع بشكل مستفيض وجدنا انه يمتاز بالخصائص التالية :-
1: يمتلك القناعة الكافية بالعودة للجذور مما يؤهله ان يكون بعيدا عن التهور الدائم بسبب قناعته بوجود من هو اكبر واقدم منه ليكون بالتالي موجها له وحاكما اخلاقيا عليه وهذا ماتسمية بعض المجتمعات الغربية بخاصية غياب العقل الفردي ضمن نظام المجموعات الانسانية الكبيرة .. لكن هذه النقطة تحسب بالايجاب للمجتمع العراقي حاليا لان هذا المبدأ عالج الكثير من المشاكل الكبيرة . غير ان ما نتمناه على اصحاب القرار في العراق ان يهتموا ببناء الانسان عبر رؤية المنطق والوعي والادراك ليكون عقله هو المدبر له في كل اموره .. ويمكن الاستفادة من هذه الخاصية المهمة في طرق الترويج الاعلاني من خلال القصةوالسيناريو المحبوك بعناية وفهم متميز لواقع المتناقضات والمتشابهات في المجتمع العراقي ..
2: مجتمع يعشق الحياة . يؤمن بوجود مصاعب قبل كل انجاز . وذلك بسبب تعاقب الحكومات المتسلطة على مصائر البشر فيه وكثرة الحروب التي اثقلت ذاكرته بالتعقيد النفسي مما يستدعي ان نفكر فعلا بطريقة مبيتكرة وحديثة في اعادة الزمن الى الوراء لعشرات السنين( من 1940 _ 1970 ) على سبيل المثال .. واستلهام الطابع العراقي القديم بروح عصرية مبتكرة مما يجعل العامل النفسي في منطقة من الراحة والتأمل ليسود تدريجيا تكوين مجتمعي يتسم بالهدوء والتسامح بدلا من الطريقة المفزعة في بعض الاساليب الاعلاني الذي نشاهدة على مدى السنين الماضية حيث اللغة التي تخدش العقل قبل العين والقلب قبل الاذن لانها تعرض الخوف كما هو وبشكل مكثف اعلانيا عدا بعض الاعلانات القليلة الناجحة والتي لاتتوازى وحجم الهدم الحاصل بين تفاصيل المشهد الاجتماعي العراقي ..
3: التداخل بين الافراد والعائلات والعشائر والمذاهب والقوميات . عبر التزاوج منذ الاف السنين بما يجعل هذا المجتمع ان يكون وحدة نسيجية من الصعب تمزيقها لمئات السنين وهذا الامر لم يسلط عليه الضوء بشكل محترف خلال تلك الفترة المنصرمة اعلاميا واعلانيا من قبل الشركات المنتجة لهذا الامر . مع الاشارة بأن هذا الجانب هو من الامور الحساسة جدا والتي لايمكن التهاون بأغفالها ابدا لانها توقظ سمة الترابط والتداخل بين الاخرين وهذه نقطة تؤمن للجميع انخفاض نسبة الجريمة بشكل كبير . لذا فأننا نرى ان يصار الى رؤية ستراتيجية بهذا الخصوص .
الاعلان : هدف ترويجي ذو ابعاد مختلفة
وقد عرفت جمعية التسويق الأمريكية الإعلان بأنه الوسيلة الغير شخصية الهادفة لتقديم الأفكار عن السلع والخدمات بواسطة جهة معلومة نظير أجر مدفوع.” د. خليل جعفر حجاج، محاضرات في التسويق، ط1، 2003م، ص190
إنشاء الأهداف
تحديد الميزانية الإعلانية
تكوين الرسالة الإعلانية
ابتكار الوسيلة الإعلانية
طرح الحملة الإعلانية
قياس تأثيرات الإعلان
تحديد الميزانية الاعلانية : وهذا يعتمد على حجم الاهمية التي يحملها الاعلان ومادمنا بصدد الحديث عن الاعلان الموجه للعراق فأن هذا الامر يعني بذل المزيد من الجهود في توفير الاموال الكافية لانتاج المواد الدعائية والاعلامية وبأحدث الطرق التقنية استنادا الى تجارب العالم المتقدم بهذا الخصوص . كما لايفوتنا بان نذكر باهمية هذة النقطة لما يمثله العنصر المالي الانتاجي من عصب فعال وحيوي في اظهار النتيجة الامثل في طرق الدعاية والاعلان ..
تكوين الرسالة الاعلانية : تحدثنا في الكثير من النقاط اعلاه والتي ودرت في هذة الدراسة عن اثر تكوين الصياغة الاعلامية والاعلانية على المتلقي في العراق .. ويمكن ان تكون هناك جهات استشارية متنوعة الاختصاصات لرفد الشكل النهائي للتكوين الخاص بالرسالة الاعلانية والموجهة للعراق ..وهنا لابد من التأكيدعلى ايجاد لغة عراقية خالصة للتكوين الاعلاني تتمازج معه الاساليب العصرية والمعتمدة عالميا فنيا وتقنيا .
ابتكار الوسيلة الاعلانية : الابتكار في الحياة ناتج عن تراكم الخبرة الواقعية مع الخيال الواسع المعالم والمدارك .. وبما ان الاعلان الموجه للمواطن العراقي يحتاج الى ابتكار على مستوى الفكرة شكلا ومضمونا لكن هذا لايعني حتما الانسلاخ من اصل الواقع وما يحمل من افكار موروثة وتقاليد مازالت باقية . لكننا نعني بالابتكار هو عرض الواقع وفق تصور يجتاز التقليدية نحو الحداثه في تحرير لغة الصورة والفكرة بعيدا عن خوف المشهد المعاش مؤقتا .. الابتكار هو كسر الجمود واستحداث اليات جديدة العهد على عيون المتلقي العراقي حيث التلفزيون والاذاعات والصحف والمجلات وكذلك اللوحات الاعلانية في الشوارع ….
طرح الحملة الاعلانية : ويتم خلال هذه المرحلة اختيار المنافذ الاعلامية المناسبة لغرض الترويج الصحيح والاكثر انتشارا من الناحية التأثيرية على نفسية المتلقي .. مع اعطاء الحملة صفة الانتشار الواسع على وسائل الاعلام العراقية وكذلك العربية التي لها حضور مميز في البيت العراقي .. ولابد من التركيز على الوسائل الاعلامية التي تلتزم الحياد المهني الاعلامي عبر منابرها المتنوعة لكي يتوافق مضمون الاعلان الترويجي للمواطن العراقي وخصوصا فيما نتحدث فيه من نوعية خاصة بعيدة عن الصبغة التجارية التي تهتم بالتواجد فقط في قاموس المتلقي دون الاهتمام بنوعية رسالة الوسيلة الاعلامية التي تعرض فيها اعلانها .. وهنا نود التأكيد والتنبيه بكل احترام على ضرورة اعطاء الوسائل الاعلامية ذات النسق الحقيقي وليس التحريضي فليس من المعقول ان تبث قناة برامج ونشرات اخبارية هدفها الارتباك والاضطراب في المشهد العراقي وتأتي شركات توزيع الاعلانات الخاصة بالوضع العراقي لتعطيها المساحة الاكبر في الاعلان من حيث العرض وبالتالي زيادة الموارد المالية لتلك القناة او اي وسيلة اعلامية اخرى مما يعني ديمومتها وبقائها ..
لذا فأننا نرى من الصعب ان نجعل المتلقي يعيش في تناقض كبير عبر هذة الالية التي تحتاج الى مراجعة شاملة عبر متابعتنا لهذا الامر للسنوات الماضية وما وجدناه من فجوة كبيرة بين رسالة الاعلان المعروض وهوية الوسيلة الاعلامية الحاضنة للافكار المتناقضة لتلك الرسالة وبما يحدث اختلالا لفكر الانسان العراقي ..
قياس تاثيرات الاعلان : تعتبر هذة الخطوة من اهم الخطوات كونها تشخص مدى النجاح والفشل في رحلة الاعلان من لحظة ولادة الفكرة الى عرضه في الوسائل الاعلامية كافة .. ويمكن قراءة الخط البياني للتاثير الاعلاني على البيئة المجتمعية العراقية عبر التقارير الميدانية من الجهات المختصة بالشأن الامني والاقتصاي والخدماتي ليتم عبرها دراسة مستوى النجاح ولفترة زمنية محددة من بدء طرح الحملة الاعلانية الى استحصال النتائج الايجابية من هدف الموضوع الاعلاني ..
الوسائل الاعلانية المبتكرة والحديثة
لايصال الهدف الى عموم المجتمع العراقي
1: اعتماد مبدأ الاحالة في الكثير من الاغراض الترويجية للافكار للعراق ونقصد بالاحالة : تحويل الشكل المعقد عبر مضمون انسيابي مثير يمكن ان يكون نقطة تحول في نوعية الاستجابة للانسان العراقي في فهم منظومة الحقوق والواجبات في العراق دون الاساءة الى انسان اخر ..
مثال رقم 1 : احالة التنافس في الاداء الحكومي للوزارت العراقية الى اسلوب البرامج المنوعة المشوقة عبر صياغة عدة استفتاءات ومسابقات مفيدة يكون فيها المتلقي العراقي هو من يحدد نسبة نجاح اداء الجميع من خلال البرامج التلفزيوينة المباشرة وكافة الطرق الاخرى المتنوعه والتي من الممكن ان تحدث تحولا جوهريا في طريقة التعاطي بين الشعب والحكومة والتي نجزم بأنها فكرة جريئة ومثمرة جدا وجديدة على دول الشرق الاوسط والتي نامل ان يكون العراق من البلدان الرائدة لمثل هذة التجربة المهمة .
مثال رقم 2:ادخال طريقة الترويج الاعلاني عبر منظومات الاتصال العاملة في العراق من خلال الوسائل التقنية الحديثة في العالم ليصل الاعلان الى جميع الفئات المستهدفة عبر جهاز النقال الذي صار من اهم متطلبات الانسان في العراق …
2: اعلانات الشوارع والساحات العامة ( اللوحات الاعلانية ) يعتبر هذا المنفذ الاعلاني من الاساليب المتواضعة في العراق فنيا وتقنيا وفكريا رغم اهمية الحجم الكبير لهذا الطابع الاعلاني المهم لانه يحتك بالمجتمع بشكل يومي ومفروض في كافة الشوارع والساحات العامة في العراق .. ووجدنا ان يتم ادخال النظم الحديثة في طرق هذا الاعلان عبر اللوحات المتحركة الكترونيا او اتوماتيكيا واعطاء صفة جمالية للاعلان والمكان وكذلك المتلقي الذي سيشعر بالنمو والتطور في اساليب الحياة في وطنة العراق الجديد .
3: الاهتمام بالاغنية الترويجية للوطن بشكل مدروس بعيدا عن الشعارات وانتاج نوعية من الاغاني يمكنها ان تكون سببا في اسعاد الناس او جعلهم يعيشون الحاله الايجابية للتماسك الاجتماعي دون التركيز على الترويج اللفظي لاي فئة عراقية بكافة الوانها الدينية او المذهبية او القومية لكي يتسم الهدف الترويجي بسمو وارتقاء انساني يتحدث عن جميع العراقيين .. ويمكن صناعة برامج على هذا السياق يكون ترفيهيا وذو اهداف تصل الى الذروة مع هدف الاعلان الترويجي المصنوع للغرض نفسه ..
* وهناك المزيد من الافكار والرؤى التي يمكنها ان تكون مصدر رئيسي لتحويل المجتمع ولو بنسبة معينة من الصخب والفوضى الى الهدوء والاستقرار عبر جهود الجميع بهذا الخصوص ليتم تعزيز هذا النجاح بالفكر المتسامح والبناء النفسي المتنامي نحو المحبة والايمان بمبدأ المساواة بين الجميع في الوطن .
خاتمة
بعد مرور العراق بفترة من الفوضى وعدم الاستقرار وذلك بفعل اجتماع اسباب عديدة لاتتحملها جهة بعينها وانما يتحملها جميع الشركاء في تجربة التحول الديمقراطي في العراق وانتقاله من الحكم الشمولي الى الحكم الديمقراطي التعددي الفيدرالي .. ولان المنطق يقبل الواقع الذي سبق وفق تجارب الامم والشعوب الاخرى والتي مرت بنفس الوضع .. الا اننا نرى ومن وجهة نظر عراقية بأن الاعلام والاعلان يمكن ان يلعبا دورا مهما وكبيرا في المحافظة على تماسك البناء الاجتماعي لذا لابد من الانتباه الى ضرورة تكليف الجهات ذات العلاقة بتصنيع وصياغة الافكار لانها يمكن ان تكون في كثير من الاحيان مرضا يصيب المجتمعات في الوقت الذي نريد ان نكون فيه علاجا شافيا لكينونة النسيج الاجتماعي العراقي والذي نأمل من المختصين وصناع الرؤيه الاستراتيجية في بناء الحياة بكافة تفاصيلها استنادا على تراكم الخبرات والتي نرجو ان تكون بالتلاقح مع اهل الشأن لتحقيق اعلى نسب النجاح في الحملات الاعلانية الجديدة والتي نبغي منها فعلا خير العراق وبناء الوعي التراكمي للانسان فيه عبر المعلومة التي تحترم قدراته العقلية وبنائه النفسي وتقاليده الاجتماعية وهذه جميعها تحتاج الى اكثر من وقفة مع الذات لكي يتم صناعة ثورة اعلامية واعلانية تتماشى والطموح المفترض لصانعي تفاصيل المشهد العراقي و الذي يحتاج الى المزيد من الافكار المميزة والتنفيذ المحترف بصورة تبتعد عن التكرار والتقليد .