18 ديسمبر، 2024 10:58 م

الشر کله مع قاسم سليماني

الشر کله مع قاسم سليماني

لاتزال الذاکرة العراق تحتفظ بتفاصيل المساعي المشبوهة التي بذلها قاسم سليماني في عام 2010. عندما فاز رئيس الوزراء السابق إياد علاوي بـ 91 مقعدا، أي بمقعدين أكثر من منافسه نوري المالكي (89 مقعدا)، حيث عمل على تنصيب المالکي لدورة ثانية على الرغم من تمتع علاوي بدعم العالم، کانت وکما نعرفها جميعا کارثية على العراق بشکل خاص و المنطقة بشکل عام. وهو اليوم يسعى لإعادة نفس الدور مع قائمة سائرون من أجل تشکيل حکومة و إختيار رئيس وزراء يلبي المطالب الايراني و لايقف بوجه نفوذها.
قاسم سليماني، ذلك الارهابي المطلوب دوليا، من المثير للسخرية أن يسرح و يمرح في طول البلاد و عرضها من دون أن يقول له أحد وکما يقول المثل(على عينك حاجب)، وهو لايضمر إلا الشر بأسوأ صوره للعراقيين جميعا، ولاريب من إن إستطاعته أن يقوم بنفس الدور المشبوه و الملعون الذي قام به في عام 2010، فإن ذلك سيکون بمثابة مصيبة أخرى ستحل على العراقيين في عز النهار، وإن العراقيين الذين عانوا ماعانوا و صبروا ماصبروا لايجب أن يرضوا بما يختاره له الارهابي سليماني!
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يمر بمرحلة صعبة و حرجة جدا و يواجه في کما هائلا من المشاکل و الازمات و تٶکد أغلب الاوساط السياسية بأن هذا النظام ليس بإمکانه الخروج منها سالما وکما قد إستغل نفوذه في العراق لتخفيف آثار و تداعيات الحصار و العقوبات التي کانت مفروضة عليه قبل الاتفاق النووي، فإنه سيعمل بنفس الاتجاه بعد الانسحاب الامريکي من الاتفاق النووي و فرض سلسلة عقوبات جديدة قاسية على هذا النظام، وهو أمر لايجب أبدا للشعب العراقي و القوى الوطنية أن يسمحوا به، خصوصا وإن الشعب الايراني و المقاومة الايرانية يقفان بالمرصاد له ولعل إنتفاضة 28 کانون الاول 2017، التي لازالت مستمرة نموذج و مثال حي على مايحدق بهذا النظام من أخطار و تهديدات جدية، علما بأن المجتمع الدولي صار يهتم بدعم و تإييد نضال الشعب الايراني و المقاومة الايرانية من أجل التغيير الجذري في إيران.
سليماني يسعى اليوم لسد الثغرات الکبيرة في جدار النظام المتداعي و الآيل للسقوط، وهو وبعد أن صارت الاوضاع في سوريا تسير بإتجاه متعارض لطموحاتهم و بعد أن صار عملائهم الحوثيين مهددين بالهزيمة الشنيعة، فإن العراق هو الملاذ الوحيد المتبقي لهذا النظام، رغم إن العراقيين قد حددوا موقفهم من المشروع الايراني و حملته بأن أعطوا أصواتهم للمشروع العراقي الذي تجسده قائمة سائرون، لکن مع ذلك لايجب السماح أبدا لسليماني کي يمرر مخطط خبيثا آخرا لنظامه على حساب الشعب العراقي، وبطبيعة الحال، فإن هذا الموضوع و غيره من المواضيع الاخرى المرتبطة بالدور المشبوه لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية سوف يتوضح أکثر خلال التجمع السنوي العام القادم للمقاومة الايرانية و الذي سينعقد في العاصمة الفرنسية باريس في 30 حزيران 2018، وحري على العراقيين الانتباه إليه و متابعته جيدا کي يروا ماذا فعل و يفعل النظام الايراني في بلادهم!