تصدّرت قائمة – سائرون – المتحالفة مع احزاب مدنية ويسارية الأنتخابات الأخيرة التي جرت في العراق , وكانت نتائج الانتخابات مفاجئة غير متوقعة للدول الغربية , وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية .
في الولايات المتحدة رحبت أدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنتائج الأنتخابات العراقية , هذا حتى لو كان الّد خصومهم هو الفائز فيها . وقد توالت ردود افعال الأدارة الأمريكية عن طريق خارجيتها الى وزارة دفاعها – البنتاكون – الى جميع معاهد القرار الأمريكي بالترحيب بنتائجها , حتى انّ بعض أهم مؤسسات القرار الأمريكي – وزارة الخارجية الأمريكية – رحبت بفوز تحالف – سائرون – كردّ فعل على الفساد المستشري في جميع مؤسسات الدولة العراقية , ذلك الفساد الذي زرعته أهم احزاب الأسلام السياسي العميل والمأجور في المنطقة الخضراء .
لم يصدر ردّ من قبل الجمهورية الأسلامية على نتائج الأنتخابات العراقية في أول الأمر , فهي قد أرسلت السيد قاسم سليماني الى المنطقة الخضراء للعمل على تأسيس تحالف وتكتل عراقي موالي لها من قبل بعض احزابها التي حقّقت نتائج جيدة في الانتخابات العراقية , ولم يصدر من قبل خارجية ايران ايّ ردّ حقيقي يذكر الاّ بعد أن فرض وزير خارجية امريكا الجديد عقوبات كارثية على ايران , كانت هي الأقسى في تأريخ العقوبات الأمريكية في تأريخ المنطقة , عند ذلك , وبعد يوم , قال المتحدث بأسم خارجية ايران من أنه يرحب بنتائج الانتخابات العراقية .
الدول الأوربية الى جميع دول المنطقة والعالم قد أبدت تفائلا عظيما بفوز قائمة – سائرون – التي يتزعمها السيد مقتدى الصدر , وكانت المفاجئة العظمى في هذه الأنتخابات هو تقارب الرؤى الأقليمية الى الدولية مع توجه وتطلعات السيد مقتدى الصدر , في بناء دولة عراقية مدنية , غير طائفية , ولا قومية أو مذهبية كما كان على طول عقد ونصف من مأساة الشعب العراقي , في ظلّ أحزاب اسلامية انتهازية تدعمها جمهورية ايران الاسلامية , هذه الاحزاب التي ارجعت العراق وشعبه الى العصور المظلمة , ان لم تعد به للعصور البالية .
انّ العراق دولة ذات سيادة , حسب ما يقوله دستور الأحتلال في المنطقة الخضراء ! جميع نواب برلمانات الأحتلال الأمريكي والأيراني في المنطقة الخضراء يتحدثون عن الدستور العراقي الذي أقرّه الأحتلال الأمريكي وبعمل من قبل احزاب ايران العراقية في المنطقة الخضراء …. الدستور يستخدمه هؤلاء , وقد استخدمه معظمهم في اذلال الشعب العراقي وتقديم مصلحة العملاء والخونة على مصلحة العراقي الذي تحدث عنه دستورهم .
لقد فرضت احزاب ايران في المنطقة الخضراء قرارات لم يسمح لدولة في العالم او برلمان في العالم مثلها , وأهمّها منح الأرهابي والمجرم الى السارق فرصة أن يعود الى العراق , ويعتذر , ويعيد الأموال التي سرقها , كي يكون مواطن جيد !؟
الشعب العراقي شعب مجروح , وهو شعب قد أثقلته الحروب والنكابات على طول نصف القرن الماضي , والشعب العراقي يتطلع أن يعيش مثله مثل شعوب الدنيا وشعوب العالم , ليس عند الشعب العراقي شباب ليقتلهم على مشارف دمشق او على مشارف اليمن او في أي بلاد اخرى كما تطمح جمهورية ايران الاسلامية الى احزابها في المنطقة الخضراء …. ألا يكفي قتل اكثر من اربعة مليون شاب عراقي بحروب عبثية الى تهجير اكثر من عشرين مليون عراقي بأسم القومية والدين والمذهب على طول نصف قرن من الزمن … العراقي قد تعب , والعراقي يريد أن يعيش مثله مثل غيره في البلدان الأخرى , ايران لم تقدم للشعب العراقي (( في نفس الوقت الشعب الايراني ضدّ حكومته في ايران )) غير الموت والمليشيات الى المخدرات الى احزاب شوفينية فاسدة لا ولاء لها للعراق ولا للشعب العراق , احزاب تعمل وعملت على خراب الوطن العراق وتدمير شعبه لحقد تأريخي فارسي على بلاد النهرين , وليس للأسلام منه شيء , بقدر دخول ايران المجوسية الاسلام لأسقاط الاسلام في بيته , ولهم تأريخ طويل في هذ, سواء في الدولة الأموية الى الدولة العباسية .
الايرانيون مثلهم مثل غيرهم من شعوب المجوس الى شعوب جوارهم , يعشقون تأريخهم , ويعشقون ما هم عليه , وكل من يقول لنا أنهم من الشعب الاسلامي كما هو دين الرسول محمد العربي – صلوات الله وسلامه عليه – أشكّ في معتقده .
لا اريد هنا أن اذكر الشعب العراقي , من انّ ايران العمائم كانت تتمسح بحذاء الرئيس الامريكي الاسود باراك اوباما , وقد صعد نجم الفرس في العراق والمنطقة كون انّ اوباما كان واحدا من أغبى رؤساء امريكا في تأريخها ….. اليوم حصل العكس , وهذه هي امريكا الحقيقية الآن تحت حكم الرجل الذي يفهم معنى القوة الى الصراع كما تريد ايران مع مليشياتها في العراق وسوريا الى لبنان والمنطقة .
نعود هنا للسيد مقتدى الصدر, والى قائمته ونصرها الكبير على حلفاء ايران … امريكا هي من اسقطت نظام الحكم الديكتاتوري في العراق , وكانت ايران حليف قوي لأمريكا في عملية سقوط صدام حسين , وايران حسب مصادر عمائمها , أنّها تفتخر العمل مع امريكا في اسقاط نظام صدام حسين …
امريكا واحد من أهم البلدان العظمى في اوربا الى دول افريقيا الى دول الشرق الاوسط الى بلدان أخرى …. فقط نوضح اليك سماحة السيد مقتدى : انّ هذه الدول تتوسل امريكا ان تضع قاعدة في بلدانها , وأمريكا تفرض شروطا قاسية على ايّ دولة من هذه الدول لتنزل قواتها فيها …
العراق يحتاج الى سياسية تثبّت البلد العراق كبلد مقدس , لا يسمح فيه لأمريكا او لأيران التحكم في شؤونه الداخلية .. العراق له مصالح مع ايران الى تركيا الى السعودية , وعليه ان تتم العلاقة حسب مصلحة الشعب العراقي اولا . الشعب العراقي أولا وأخيرا … وامريكا ليس جار لنا , وهي بعيدة عن العراق بمحيطات الى قارات , وامريكا لا تمثل تهديد للعراق بقدر ما تمثله احزاب جماعة الاحزاب الاسلامية في المنطقة الخضراء من الذين يضعون غرفة نوم لصاحبهم الفارسي قاسم سليماني بحماية امريكية ؟!
امريكا يمكن لها ان تكون اكبر حليف شرف للشعب العراقي على مصالح متبادلة بين الشعب العراقي العظيم والشعب الامريكي العظيم , ويكون شرف وسيادة الشعب العراقي لاهله , لا الى احزاب او مليشيات ارهابية تعلن الولاء الى دولة اخرى بدون وجه حقّ .
القرار الاخير للسيد مقتدى الصدر , والى باقي الشعب العراقي الذي يتطلع الى علاقة سلام واحترام بين دول الاقليم والعالم .