بسم الله الرحمن الرحيم
أعلن الأمين العام لمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم الأستاذ حبيب بن سالم الريامي نتائج جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والاداب في دورتها الأولى يوم الثلاثاء الموافق 20-11-2012، واطلعت على ذلك الاعلان عبر صحيفة (الشبيبة) العمانية في اليوم نفسه ، وأود أن أقدم حقيقتين هما عمود هذا البيان وجوهره ،وهما اللتان تغافل عنهما الأستاذ الأمين العام في اعلانه المشار اليه سابقا، وأقدم هاتين الحقيقتين بحسبان أنني كنت عضوا في مجلس أمناء هذه الجائزة منذ صدور المرسوم السلطاني بانشائها في 27-2-2011 ، وواكبت أعمال هذا المجلس منذ البدايات الأولى له ، وتتلخص هاتان الحقيقتان فيما يأتي :
أولا : قام الأستاذ الأمين العام في بيانه المشار اليه بتغييب مجلس الأمناء ،وعمله تغييبا تاما، ورد الفضل في تسيير عمل الجائزة الى مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم المتكون حديثا ،والى الذات ، مع أن الواقع يشهد أن مجلس الأمناء حين بدأ بالعمل لم يكن هناك شيء بين يديه يعتمد عليه سوى بعض لوائح الجوائز العربية ،ولذلك راح في اجتماعات متواصلة يقدم الأفكار ،ويضع الأسس المتينة لعمل الجائزة ،وهي النتائج الطيبة التي قطفها المركز، وأمينه العام حين أعلن النتائج ، ومما أنجزه مجلس الأمناء خلال تلك الاجتماعات ما يأتي :
– وضع لائحة الجائزة وهي الوثيقة الركيزة التي تنظم العمل ،وتوجه مساره . ويعلم الجميع أهمية اللائحة لعمل أية جائزة .
– وضع شعار للجائزة يميزها عن غيرها من الجوائز، ويبرز الخصوصية العمانية .
– استحداث موقع خاص للجائزة على الشبكة العنكبوتية.
– اعداد حملة اعلانية للترويج للجائزة، والتعريف بها في الصحف والمواقع الالكترونية .
– تقسيم عمل الجائزة من حيث الترشح لها بحيث تكون سنوية، سنة للمثقفين العمانيين فقط، والسنة التي تليها للمثقفين العرب والعمانيين معا .
– اعداد قوائم مطولة بأسماء الجهات التي ستخاطبها الجائزة طالبة منهم ترشيح من تراه مناسبا للاشتراك في المنافسة.
– اعداد قوائم مطولة بأسماء مثقفين عمانيين ، وعرب بغية الاستقرار على عدد منهم يقومون بأعمال الفرز الأولي ليتولى غيرهم بعد هذا القيام بالتحكيم ، وقد أشار الأمين العام في اعلانه الى تلك اللجان مغفلا دور مجلس الأمناء في هذا العمل.
– بالاضافة الى مناقشات مستفيضة بغية بلورة رأي نهائي في كثير من المسائل سواء المشار اليها أم غيرها .
ومع ذلك كله يتم تغييب مجلس الأمناءعلى تلك الصورة التي تقدم بها بيان الأمين العام مغفلا تلك الجهود التي لولاها لما وصل الأمر برمته الى هذه النهاية، وهي الاعلان عن نتائج الجائزة ، ويقتضي الانصاف والحق معا الاشارة الى مجلس الأمناء ، والاشادة بجهوده غير أن شيئا من هذا لم يقع.
ثانيا : من المعلوم أن مجلس أمناء الجائزة قد ألغي بموجب المرسوم السلطاني الصادر بتاريخ 19-9- 2012 ، ونقلت اختصاصات مجلس الأمناء الى مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم الذي استحدث في المرسوم نفسه ،ولا نعلم حتى الان سبب هذا الالغاء الذي ترتب عليه اهدار تلك الجهود التي أشير اليها سابقا ، وكان من الواجب أن يشار الى هذا الالغاء كي يخلي مجلس الأمناء الملغى مسؤوليته من تلك النتائج التي أعلنت، ولكن شيئا من هذا لم يقع أيضا . وظن كثير من المثقفين العمانيين، والعرب أن للمجلس دورا ما في تلك النتائج ، ولذلك فان الواجب العلمي والمهني معا يفرضان أن أعلن هنا براءتي من تلك النتائج بحسبان أنني لم أطلع على تقارير المحكمين ، أو أشترك في المناقشات معهم . واكتفى بيان الأمين العام بالاشارة الى اجتماع لجان التحكيم في أوقات مختلفة في مسقط مع اغفال ذكر عمن قام باتخاذ القرار النهائي في الفوز أو الاستبعاد. ومعلوم في عمل الجوائز العربية جميعها أن لمجالس الأمناء رأيا في نتائج لجان التحكيم. ولا نعلم من اتخذ القرار النهائي في تلك النتائج . ان ما أريد التأكيد عليه هنا هو البراءة من تلك النتائج، لا التشكيك في جدارة الفائزين، أو عدم جدارة المستبعدين ، وأن المركز هو الذي يتحمل المسؤولية وحده ، ولا علاقة لمجلس الأمناء الملغى بتلك النتائج من قريب أو بعيد ، وهو ما كان ينبغي الاشارة اليه بوضوح غير أن هذا لم يقع أيضا.
لقد شاب عمل الجائزة في المدة المنصرمة كثير من الصعاب ، وهو أمر معهود في أي عمل مشترك غير أن الاغفال والتجاهل على تلك الصورة التي بسطنا القول فيها أمر لا يرضاه الانصاف ، والمنهج معا ، ومن هنا جاء هذا البيان بمثابة كشف لجهود حاول اخرون طمسها، وهي موجودة متحققة على الأرض تنطق ، وتحدث عن نفسها. قال تعالى: ( ويا قومي أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ) (هود 85) صدق الله العظيم، وهو ولي التوفيق.
أ . د. وليد محمود خالص
عضو مجلس أمناء جائزة السلطان قابوس السابق
وعضو مجمع الخالدين / مجمع اللغة العربية بالقاهرة
[email protected]