17 نوفمبر، 2024 10:31 م
Search
Close this search box.

شمس الإحباط .. ساعة تشكيل الحكومة !!

شمس الإحباط .. ساعة تشكيل الحكومة !!

في تغريده معبرة … نصح أحد الباحثين العراقيين مقدمي البرامج الحوارية باستضافة الجنرال قاسم سليماني والمبعوث الأمريكي الخاص ما كورك لمناقشة تشكيل الحكومة العراقية المقبلة ومن سيكون رئيسا للوزراء ؟؟

هل هذه كوميديا سوداء ام نصيحة صادق يريد ان إيصال رسالة واضحة عن (شمس الإحباط) عند الناخبين في تشكيل الحكومة المقبلة ؟؟

هناك الكثير من الدعوات للإصلاح انطلقت في تظاهرات ساحة التحرير، ومن قبلها فيما عرف بساحات الاعتصام والتي وصفت بكونها بوابة الحاضنة المجتمعية للفكر الداعشي المتطرف، واليوم يعدد ساسة العراق النجاحات التي اقترفوها خلال عقد ونصف مضت عجافا بترسيخ التداول السلمي للسلطة من خلال صناديق الاقتراع ، من دون ان تؤدي هذه الممارسة الديمقراطية الى تخليق السياسات العامة الكفيلة بإنجاز ابسط متطلبات حقوق الانسان ، فما زالت الكثير من المدراس الطينية تنتشر في اطراف العاصمة بغداد ، ناهيك عن سيل من نواقص الخدمة العامة وتحول الوظيفة العمومية الى اقطاعيات حزبية وصفت ب( الحكومة العميقة) فبعد ان تجاوزنا عقود( جمهورية الخوف) يبدو على الشعب العراقي ان يتجاوز عقود من جمهوريات مفاسد المحاصصة !!

وما بين 2014 و2018 سمع العراقيون مصطلح (الإصلاح) دون ان يتبين عندهم الخيط الأبيض من الخيط الأسود في دربه، وانتهوا اما الى زبانية أحزاب ومفاسد سلطة ، تحولت الى حواسم انتخابات ، فانتهت انتخابات 2018 الى ما انتهت اليه، يشاركهم في ذلك من يوصفون انفسهم بالعقائديين المدافعين عن مناهج احزابهم، او انتهوا الى مواقف سلبية تمثلت في مقاطعة الانتخابات تحثهم على ذلك عقلية فاشلة في التحول من معارضة سياسية خارج العملية السياسية الى رجال دولة يعارضون العملية السياسية للإصلاح من داخلها تحت عناوين ان القابضين على السلطة ليس بالإمكان اصلاح منهجية الحكم في العراق الجديد، والسؤال : كيف كان لهذه الأحزاب معارضة نظام صدام حسين !!

لا اعرف لماذا هذه السوداوية في اطلاق (شمس الإحباط)على تشكيل الحكومة الجديدة ، نعم هناك محاولات بإعادة تشكيل النموذج المعروف لمفاسد المحاصصة، وفي كروبات الحوار على مواقع التواصل الاجتماعي، طرحت أفكارا عن ضرورة ظهور مجتمع مدني قوي ومستقل لدعم العملية السياسية من خلال الضغط المجتمعي لإصلاح العملية السياسية، ليس المفترض بالمثقف العراقي ان يقف على التل بانتظار النتائج ليلعن الظلام وأهله ، ولا ان ينتظر الحلول من قاسم سليماني الايراني او ماكورك الأميركي او السبهان السعودي او أردوغان التركي ، بل ان يقف عند مثابة الوطن ومعنى واضح وصريح للمواطنة كعقد اجتماعي يفترض إصلاحه في الدستور العراقي لإلغاء كلمة(مكونات) أينما وجدت والعمل على استبدالها بـ (عقد المواطنة) ، وان تكون للدستور العراقي احكام حاسمة لا تترك للبرلمان في صياغة قوانين لاحقة ، يتم تفصيلها على مقاييس مفاسد المحاصصة، والتحشيد للمدافعة عن حقوق الأغلبية الصامتة من أبناء الشعب العراقي مهمة وطنية كبرى لابد من النهوض بها والدعوة لإعلان دستوري تكون اول مهمات مجلس النواب الجديد ، والعمل عليه في برنامج حكومي يتفق مع هذه الرؤية الإصلاحية ، عندها فقط لا نحتاج الى نصائح باستضافة هذا او ذاك لتحديد شكل الحكومة الجديدة ، فبدلا من ظلامية (شمس الإحباط) على الجميع اليوم العمل بعقل مفتوح من اجل عراق واحد … ((عراق الجميع)) … ولعل هذا العنوان يكون نواة شبكة مجتمع مدني داعمة للتغيير السياسي المقترح ، وتحشيد الرأي العام مع العملية السياسية نحوه ، ومن ينتظر سليماني او ماكورك .. عليه مواجهة غضب ساحات التحرير ولات ساعة مندم !!.

أحدث المقالات