إنسحاب واشنطن من “قمة سنغافورة” .. يهدد جهود المصالحة وفرصة للصين لإستعادة سيطرتها !

إنسحاب واشنطن من “قمة سنغافورة” .. يهدد جهود المصالحة وفرصة للصين لإستعادة سيطرتها !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

في ظل سعي “الصين” إلى توطيد علاقاتها بجيرانها من أجل فرض المزيد من السيطرة في المنطقة، يأتي قرار الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، بالإنسحاب من القمة التاريخية مع زعيم كوريا الشمالية، “كيم جونغ-أون”، والتي كان مقررًا إنعقادها في “سنغافورة” خلال الشهر المقبل، ما يهدد – وفقًا لمحللون – مكانة واشنطن في المنطقة والجهود الرامية إلى المصالحة.

وصرح وزير الخارجية الأميركي بأن موقف كوريا الشمالية اختلف عقب لقاء الرئيس الصيني، “شي جينبينغ”، بـ”كيم”، في مدينة “داليان” الصينية في 7 و8 من آيار/مايو الجاري، وأضاف: “لا يمكنني القول بأن هذا التغير يسعدني”، بحسب صحيفة (الموندو) الإسبانية.

ويهدد وقف المفاوضات بين “واشنطن” و”بيونغ يانغ” بإتساع دائرة المنافسة بين الولايات المتحدة والصين، اللتان قررتا استئناف المباحثات أوائل الشهر المقبل لتجنب وقوع حرب اقتصادية، إذ سيقوم وزير التجارة الأميركي، “ويلبور روس”، بزيارة البلد الآسيوي.

وصرح الباحث بمعهد الدراسات الدولية بـ”جامعة بكين”، لصحيفة (رويترز)، “خيا كينغو”، بأن “هناك تيارًا في الولايات المتحدة يريد دفع العلاقات الأميركية الصينية نحو المواجهة، لكن يمكنني القول بأن العلاقات بين البلدين تشهد فترة من الفترات الدنيا منذ التطبيع”.

الصين توطد علاقاتها بكوريا الشمالية..

رغم أن الحكومة الصينية بدت متصالحة؛ وصرح المتحدث الرسمي باسمها، “لو كانغ”، بأن بلاده سوف تستمر في الدفع بإتجاه استئناف الحوار مع واشنطن، نشرت صحيفة (غلوبال تايمز) الصينية، سلسلة من الاتهامات ضد واشنطن و”ترامب”؛ بسبب قرار إلغاء القمة مع الزعيم الكوري الشمالي، وقالت إن هذا الموقف سوف يزيد صورتهما السيئة سوءًا.

وذكرت الصحيفة الصينية أن بكين سوف تواصل جهودها من أجل تعزيز علاقات الصداقة مع “بيونغ يانغ”، وذلك في إطار عودتها إلى المجتمع الدولي.

وبعد اللقاءين اللذين دارا بين “كيم” و”تشي”، أعرب الأخير أن هدفه هو دعم تطور الاقتصاد الكوري الشمالي، من خلال إستعادة أنشطة التجارة بينهما بعد أشهر من توقفها.

وقالت الباحثة بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولي، “ليزا كولينس”: إن “الصين قد لا تكون جاهزة لتطبيق العقوبات الأميركية على كوريا الشمالية إذا ما تصرفت الولايات المتحدة بطريقة سيئة معها في المفاوضات أو استمرت فترة تدهور العلاقات بينهما”.

بيونغ يانغ ورقة رابحة لبكين..

ذكرت “مجموعة الأزمات الدولية”؛ أن زيارة الزعيم “كيم” إلى بكين، في 26 آذار/مارس الماضي، أعادت الصين إلى بؤرة السيناريو الدرامي في شبه الجزيرة الكورية، بعدما كانت قد فقدت جزءًا من هيمنتها في المنطقة بعد التقارب الذي حدث بين “بيونغ يانغ وسيول وواشنطن”.

وقد تمثل “بيونغ يانغ” – دون أن تتحول إلى دمية – ورقة رابحة للغاية بالنسبة إلى بكين؛ أمام تطور منافستها الإستراتيجية مع واشنطن، بحسب مركز “ثينك تانك” للدراسات الإستراتيجية.

موقف “ترامب” يهدد دعم سيول لواشنطن..

في سياق متصل؛ قد يتسبب القرار الأميركي في خسارة دعم كوريا الجنوبية ورئيسها، “مون جي-إن”، لواشنطن؛ إذ لم يخبره “ترامب” بقراره قبل إعلانه، وهو ما يعد كسرا للبروتوكول المتبع مع دولة تعد هي الداعم الرئيس لواشنطن في شبه الجزيرة الكورية.

ونشر المكتب الرئاسي لكوريا الجنوبية صورة من اجتماع طارئ عقده الرئيس “مون” مع مستشاريه لمناقشة تداعيات القرار الأميركي، وبدا “مون” قلقًا ويشعر بخيبة الأمل، وعقب الاجتماع صرح بأن إنسحاب واشنطن من القمة أمرًا يدعو إلى الأسف، وأضاف أن نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية وإقامة السلام بها أهداف تاريخية لا يمكن التنازل عنها.

بينما سخر مستشار للرئيس من الطريقة التي يدار بها البيت الأبيض، وأشار إلى أن “ترامب” كان يدير شركة أثاث ويتعامل مثل الوسيط العقاري، الذي يقول للمشتري اتصل بي إذا لم يعجبك السعر.

ويتوقع محللون أن تتسبب تصرفات الرئيس الأميركي في حدوث فجوة في العلاقات بين “واشنطن” و”سيول”، وقال الخبير السياسي، “روبر كيلي”: إن “مون قدم لترامب أكثر مما يمكن أن يتوفر في أفضل العروض في التاريخ، لكن ترامب دمر كل شئ، وهذا سوف يتسبب في حدوث انقسام كبير”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة