الكاريزما وصف يطلق على الجاذبية الكبيرة والحضور الطاغي الذي يتمتع به بعض الأشخاص والقدرة على التأثير على الآخرين إيجابيا بالارتباط بهم جسدياً وعاطفياً وثقافياً، سلطة فوق العادة، سحر شخصي شخصية تثير الولاء والحماس.. الكلمة تأتي من كلمة (بالإنجليزية: Charisma) والتي ترجع لأصل يوناني وتعني الهدية أو التفضيل الإلهي.. وعلى الرغم من صعوبة إيجاد تعريف دقيق لهذه الكلمة إلا انه يمكن ربطها بشخصية معينة والقول إن الشخصية الكاريزمية هي التي لها قدرات غير طبيعية في القيادة والإقناع وأسر الآخرين، كما أنها تمتاز بالقدرة على الهام الآخرين عند الاتصال بهم، وجذب انتباههم بشكل أكثر من المعتاد.. هذا هو تعريف المصطلح والجاذبية التي تفوق بها المرشحون للإنتخابات أثارت إعجاب عدد من الباحثين والمتابعين وأنا واحدٌ منهم ! قبل ذلك لابد من إستعراض كاريزما المرشحين بإختصار 99,9 % من المرشحين لإنتخابات مجلس النواب بدورته الرابعة العراقية إلتقطوا صورهم التي نشروها في دعاياتهم وإعلاناتهم داخل أستديوهات محلية للتصوير في المدن العراقية وكان أغلبهم يقف مبتسماً إبتسامة كاذبة أو ( متنك) ! أو ( كالب خلقته ) وبعضهم كأنه في واجب أمني يذكرنا بمنتسبي المكافحة .. المهم فشلَ جمع المرشحين بلاإستثناء في وضع كاريزما خاصة بهم تتناسب وطبيعة ونفسية المواطن العراقي في المرحلة الراهنة .. فبينما يعاني ملايين العراقيين الفقر والمرض والتهجير والبطالة والأمية والحر والبرد !! خرجَ علينا وخرجت علينا الّذين واللواتي رشحوا أنفسهم لخدمة الوطن والتضحية في سبيله في ما يسمى الانتخابات البرلمانية وهو لايعدو كونه صراع حزبي ومناطقي وعشائري بين بعض المتنفذين داخل السلطة والأحزاب والكتل المتواطئة معها .. وأتعجب واستغرب جداً كيفَ يسمح بعض الشرفاء ممن رشح نفسه أن يتنافس مثلاً مع عملاء سابقين وجواسيس ولصوص وخونة باعوا العراق ببضعة دولارات .. وكيف يمكن أن يقفَ هذا الشريف مع لص محترف هرب النفط الخام من الأنابيب مباشرة أو مع لصوص محترفين يسرقون في النهار لأنهم تابوا عن سرقة الليل .. ألا يخجل هؤلاء من هذه الكارثة ماذا سيقول لنفسه مستقبلاً وماذا سيكتب في تاريخه الأسود .. أما كان من المفترض أن يكون الشرفاء من المرشحين أول من يتصدى لخونة الشعب ولمن قلب العراق إلى ساحةٍ للصراع الطائفي بات فيها ابن بغداد وكربلاء يخاف من دخول الأنبار وابن الرمادي يخاف من دخول بغداد ! أيُّ خرابٍ هذا وصور المرشحين التي تدعوا إلى الرثاء متشابهة وكأنها ( طَرَق) في لعب الورق ! رؤوس على أجساد غير منتظمة .. أربطة لاتتناسب ولون البدلات .. بدلات ضيقة .. وجوه عابسة وكأنها تهدد .. حتى المرشحات مع الأسف فمنهن من حولت وجهها إلى قطعة من الألوان وأخريات ظهرت أصغر عمراً أو أنحف .. عشرات ممن لايعرف الفرق بين الدين والتين وضع لقبه العلمي أمام إسمه .. مضمدون أصبحوا دكاترة .. عمال بناء أمسوا رؤساء منظمات ( مع إحترامي للمهن الشريفة) معلمة تُثقف لنفسها أنها محررة النساء من الظلم .. شيوخ لاأدري من أين ظهروا وخرجوا وكأننا في كوكبٍ آخر .. لماذا لم يكسب هؤلاء الناس البسطاء .. المعلم في مدرسته والفلاح في مزرعته والبقال أمام بسطته والقصاب يقطع اللحم والكوافير في كوافيرها واللص أمام المكان الذي سرق منه .. فقط صور تذكارية لهم أمام عملهم الحقيقي لاأكثر ولاأقل .. لاأن يتحول الجميع في ليلةٍ وضحاها إلى شيوخ وعلماء وأئمة ونجباء ومحررين ومناضلين وأتحدى واحداً منهم أن يتقن قراءة عشرة أسطر إرتجالاً بلا أخطاء .. ماهذه الكارثة ؟ لمن نوجه نداءنا ؟ وهذا هو الحال برد الناس البسطاء الّذين أعيتهم الأكاذيب .. تمزيق للصور وضرب بالسكاكين على الملصقات ( وبكسات الحديد) ونثر النفط والأسفلت على بعضها .. ودهس بالسيارات والتراكتورات وحتى الشفلات للملصقات الإنتخابية المؤطرة بالحديد .. بجولة واحدة في أي محافظة عراقية سترى رد العراقيين على هذه الأكذوبة التي ستنقلب خراباً على من جلبها إلى العراق بعد كوارث مجالس المحافظات والنواب والحكومة الفاشلة .. نصيحة لمن رشح نفسه .. إما أن ينسحب في الوقت المناسب أو أن يضع صوره وهي تنقل شكله الحقيقي ومهنته الحقيقية وعمله ولابأس بوضع ملحق بإعترافاته عما قام به من أعمال خاطئة ..
بسم الله الرحمن الرحيم
(( أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفورٌ رحيم ))
المائدة -74