18 ديسمبر، 2024 11:19 م

قالَ اللهُ وأقولُ أنا؛ لي أجرُ المُخطيء الرَّشيد

قالَ اللهُ وأقولُ أنا؛ لي أجرُ المُخطيء الرَّشيد

قالَ اللهُ وأقولُ أنا؛ لي أجرُ المُخطيء الرَّشيد، مُساءَلة قُرءانيَّة استنكاريَّة «.. وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ.. أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ» (سورَةُ هُود 78).

اقترحت وزيرة الصّحة الرّوسيَّة فيرونيكا سكفورتسوفا تمديد فترة الطّفولة في روسيا حتى سن 30 عاماً، وفترة الرُّشد النشط حتى 70-80 عاماً مُفسرة هذا الاقتراح بتطوّر التكنولوجيات الطّبية الحديثة، بحسب وكالة “روسيا اليوم” الخبريَّة. وأجاز «الدكتورشوقي علّام»، مُفتي الجُّمهورية في مصر، إفطار لاعبي المُنتخب بمونديال روسيا الذي تتزامن تدريباته وإحدى المُباريات الرَّسميَّة، مع شهر رمضان المُبارك. وبحلول شهر رمضان الحاليّ أصبحت السُّويد سابع دولة أُورُبيَّة تعتبر “عدم المُوافقة” على مُمارسة الجَّماع نوعاً من الاغتصاب، بعد دُول بريطانيا وإيرلندا وبلجيكا وألمانيا ولوكسمبورغ وقبرص.

صراع الفتاوى الدِّينية وتضاربها يمتد عبر تواتر الاجتهاد وأشهر حدث خلال شهر رمضان عام 1955م، إثر فتوي الشَّيخ «عبدالحميد بخيت» الاُستاذ في الأزهر حول ما نشره في صحيفة «الأخبار» القاهريَّة بعُنوان «حديث الصّيام- إباحة إفطار رمضان وشروطه»، أباح إفطار نهار شهر رمضان لمَن يشعر بأيّ مشقة، بدعوى أنَّ الله لم يخلق البشر ليُعذبهم بل لتعويدهم الصَّبر علي المكاره وقوَّة الاحتمال في النوازل ويريد بهم اليُسر والسَّلاسة «لا يُكلّف اللهُ نفساً إلّا وَسعها» و«لا يُكلّف اللهُ نفساً إلّا ما آتاها». ورخص الشَّيخ الإفطار لمَن يؤذيهم الصَّوم ولو قليلاً من الأذي وقال: مَن يشقّ عليه الصَّوم أو يضايقه فإن له أن يفطر ويطعم كُل يوم مِسكيناً، ومَن لم يجد فلا جُناح عليه أن يفطر ولا يُطعم، ثم نشر الأزهر بياناً يقول فيه إن ما نشره الشَّيخ «بخيت» مُخالفة صريحة لأحكام الله في الصَّوم وكُلّ ما أتي في المقالةِ لا يستند شِبه دليل ومخالف صراحةً لقول الله «.. فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ» (سورَةُ البقرة 185)، ويجب أن تقتصر الرُّخص في الإفطار علي ما أتت به الشَّريعة السَّمحاء فقط وهما المريض والمسافر، ما كان له صداه في صحيفة «الجُّمهوريَّة» القاهريَّة لدى عميد الأدب العربي الدكتور «طه حسين» المُنكر لوجود الشِّعر الجّاهليّ استناداً لأحدِ شيوخِه في جامعة السّوربون الباريسيَّة، ويرى رسم اسمه “طاها” بخلاف الرَّسم القُرءاني “طه”، دافع في يوم 6 حزيران 1955م بعُنوان «رأي في مُحاكمة عُلماء الأزهر: حقّ الخطأ» عارض مُحاكمة الأزهر وينعي جُمود الأزهر وثباته علي القديم وعدم قدرته علي فتح الباب أمام الاجتهاد، وقالَ مِن حقّ الناس أن تُخطئ ولاجتهادها الأجر، وويلٌ لأُمَّةٍ يُعاقب الناس فيها علي الخطأ وللمُصيب أجران. مُدافِعاً عن الشَّيخ بخيت مِن مُنطلق «حقّ الخطأ» في أمرين، أولهما محاكمة شيوخ الأزهر علي إبداء رأيهم في بعض القضايا الاجتهادية وثانيهما حُرّيَّة الرّأي، وبدأت مُساجلاة المقالات المُضادَّة بردّ الشَّيخ الدكتور “محمد سعاد جلال” الأُستاذ في الأزهر ينقض «طه حسين» ثم كتبَ “محمد الغزالي” مقالةً بعُنوان مُساءَلة «أين الحياء يا شيوخ الأزهر؟» وَصف فيها ما كتبه الشيخ سعادة بأنه تطاول علي عميد الأدب العربي لما فيه مِن ألفاظ جارحة، يعيب علي الأزهر إتمامه لما صمم عليه، فحاكم وعاقب في غير موضع المُحاكمة ولا للعقاب وأيضاً كما فعل الشيخ محمد سعاد جلال حين كتبَ طه حسين مقالته الأُولى فردَّ عليه بمقالة «نقض مقال حقّ الخطأ» انتهز فرصة المقالة الثانية للدّكتور العميد وزير المعارف الَّذي أسنَّ سُنَّةً حَسَنةً بجعله التعليم مجّاناً في مَملَكة مصر والسّودان؛ كالماء والهواء، على رأيه (طه حسين) وكتب بإطناب مقالةً ناهية نافية عُنوانها «لا يا دكتو طه».

وقد أعاد “صلاح عطيَّة” نشر هذه الوقائع في مَظانه، كتابه «معركة الشَّيخ بخيت».