لايخفى على اي شخص متابع للاعلام الفوز الذي حققه رجل الدين السيد مقتدى الصدر في الانتخابات التشريعية الاخيرة في العراق ..وحصول قائمته التي يرأسها والتي اعطاها اسم وطني مميز سائرون على اعلى الاصوات وضمانة اعلى المقاعد في البرلمان .
الامر الذي اعتبره كل المتابعين للشأن العراقي انتصار حقيقي للارادة الشعبية العراقية .وانتصار لصوت التظاهرات في الشارع العراقي من ساحة التحرير الى ابواب المنطقة الخضراء ..
اليوم وبعد الاعلان الرسمي للنتائج النهائيه للكتل الفائزة تتداول وسائل الاعلام العربية والاجنبية عن قيام السيد الصدر باستقبال كل الوفود ورؤساء الكتل والكيانات الفائزة للتباحث حول موضوع تشكيل الحكومة العراقية المقبلة وهل سوف تكون مثل سابقاتها حكومة عراقية مدعومة بنكهة امريكية وطعم ايراني .ام ستكون ذات طعم ورائحة اخرى بعيدة عن المحاصصة الطائفية ..فالمتابع للشأن السياسي في العراق يرى ان السيد الصدر يريد ان يخرج بحكومة ترضي الشعب العراقي قبل ارضاء رؤساء الكتل والاحزاب السياسية ..
ولكن الاخبار تشير الى ان الضغوطات الخارجية بدأت على السيد الصدر حتى لايخرج عن المألوف السياسي العراقي المعتمد في الحكومات السابقة وتبقى الحصص في الرئاسات الثلاث موزعة حسب المكونات فالولايات المتحدة التي تربطها مع السيد الصدر علاقات غير جيدة تريد ان يبقى رئيس البرلمان سنيا ورئيس الحكومة شيعيا ورئيس الجمهورية كرديا..اما ايران فلايعنيها هذا التقسيم اكثر مما يعنيها منصب رئيس الحكومة خاصة وان الايرانيون يعرفون ان المرحلة المقبلة سوف تحمل اخبار غير سارة لهم من حصار اقتصادي وربما تولد الازمة بينهم وبين الولايات المتحدة اخطر من هذا الشيء..وعليهم ان يحسبو حساباتهم السياسية لفتح صفحة قوية مع بعض الدول الحليفة لهم في المنطقة وخاصة الجارة العراق التي اصبحت تربطها معها روابط مذهبية وعلاقات قوية مع اغلب الساسة العراقيين ..
اما الدول العربية وخاصة الخليجية منهم فانهم يريدون حكومة قوية قادرة على اعادة العراق الى محيطه العربي والاقليمي بعيدا عن السيطرة والنفوذ الايراني.
فهل سوف بستطيع السيد الصدر بارضاء كل هذه الاطراف واعلاء شأن عائلته وتاريخ والده المؤسس الاول لحزب الدعوة والمرجعية العراقية المعروفة على مستوى العالم الاسلامي ..السيد الصدر صاحب النظرية الفكرية والسياسية المعروفة ؟؟؟..