كثيرةُ هي المحن والمصائب التي مرّت على العراق وقليل من العراقيين من فهم ووعى ما يحدث ومن يقف وراء الكواليس ليحرك تلك الاحداث والعتب ليس على الكثرة التي لا تفهم وانما اللوم والعتب يقع على الذين فهمو وادركوا ولكن لا يقولون الحقيقة اما تزلفاً واما من باب ( وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ) فهم يعلمون بالمتسبب والمصدر الرئيسي ولكن لسبب او لأخر ينكرون ذلك بل ويقلبون الحقائق ويلمعون الصورة عسى ان تمرر تلك الكذبة لاطول وقت ممكن ، فبين الحين والاخر وفي خضم التطورات الاخيرة التي تعيشها البلاد تحاول بعض الاقلام ان تلمع صورة السستاني وتعطي طابع بأنه الحريص على دماء وارواح العراقيين . ففي مقال المدعو غالب الدعمي الذي يقول فيه ((قليلة هي الكلمات التي نطق بها السيد السيستاني ولكنها كانت مؤثرة جدا وفاعلة في حياة الشعب العراقي بل كانت مصيرية ويشهد بها الاضداد قبل الاصدقاء ، اقرار الدستور ، تشكيل الحكومة ، دعم العملية السياسية في البلاد ، انقاذ الشعب العراقي من مصائب ومكائد لو مرت لاسمح الله لكانت ذا نتائج كارثية على ابناء الشعب العراقي )) .
وهنا نسأل هذا الكاتب وغيره ممن لا يزال يدافع عن السستاني ويبرر له بل ويضخم في مواقفه التي هي اساس المصائب في العراق ، ومتى نطق السستاني ومن سمعه يتكلم ؟ فكل ما نراه ونسمعه هو عبر وسائل الاعلام عن طريق متحدث عنه او وكلائه ، وهنا ناتي الى اهم انجازاته التي تحدث عنها الكاتب والحمد لله ان الكاتب نفسه اعترف بان السستاني هو من يقف وراء اقرار الدستور الذي وضع خطوطه العامة الحاكم الامريكي (بريمر) والكل يعلم ما هو هذا الدستور وحجم الاخطاء والكوارث التي يدفع ضريبتها الناس ، وهو يقف ايضا خلف تشكيل هذه الحكومة البائسة التي لا يهمها سوى المناصب والسرقة والتلاعب باموال ومصير العراق وها هي الحكومة التي يقف ورائها السستاني ، ماذا جنينها منها سوى المشاكل والفقر والعوز والقتل وانعدام الخدمات وكم هائل من ملفات الفساد ، اما العملية السياسية التي دعمها السستاني فهي بكل بساطة عملية تلاعب بأعصاب الناس ومشاعرهم ، فكل الساسة ينادون بضرورة الحفاظ على العملية السياسية والسستاني ايضا ينادي بالحفاظ على العملية السياسية ، في حين لم نسمع لا من السستاني ولا من الحكومة بضرورة الحفاظ على ارواح العراقيين او ثروات العراق وامنه وحدوده وسيادته فهذه الاشياء كلها مباحة للساسة اولاً وللدول التي تقف ورائهم ثانياً .
هذه هي اهم المنجزات التي يقف ورائها السستاني ، اما الكذبة الاخرى التي يروج لها وهي ان السستاني هو صمام الامان في العراق ! وانه لولا السستاني لحصلت كوارث في العراق !!!
ولا ندري أي كوارث بقيت لم تحصل في العراق وعن أي امان يتحدث هؤلاء والعالم كله يشهد كيف يموت يوميا المئات من العراقيين بشتى الطرق والوسائل وامام مرأى واعين الجميع دون ان يحرك السستاني ساكن او ان يرف له جفن ،
ثم متى دافع السستاني عن حقوق وارواح العراقيين والكل شهد ورآى موقف السستاني امام جرائم الاحتلال وقواته وامام العصابات والمليشيات وعصابات الذبح والقتل ثم اين كان السستاني حين عصفت الطائفية بالبلاد واحرقت الاخضر واليابس .
ونتمنى كما يتمنى الجميع ان نسمع صوت السستاني وهو يتكلم بصورة مباشرة مع الناس وينطق ولو مرة واحدة ويدافع عن حقوق العراقيين بالصوت والصورة حتى نقطع الشك باليقين بأن السستاني موجود اصلا وليس بميت .