22 نوفمبر، 2024 11:20 م
Search
Close this search box.

الأوفر حظاً لرئاسة الوزراء

الأوفر حظاً لرئاسة الوزراء

على الرغم من انقسام الشارع العراقي بين مؤيد بشدة ومعارض بشدة لهذه القائمة أو تلك، أو لهذا المرشح أو ذاك، إلا أن الترجيحات تشير إلى أن العبادي سوف يبقى في رئاسة الوزراء للمرة الثانية، لأن اللاعبين الرئيسيين في العراق لا يعترضان عليه، فعلى الرغم من أنه لا يعد حليفاً مثالياً للجمهورية الإسلامية لكنه ليس عدواً لها فلم يستهدف إيران وأتباعها في العراق بشكل مباشر، فضلاً عن كونه شيعياً وينتمي للمؤسسة الدينية، كما أنه ليس الخيار الأفضل للولايات المتحدة لكنه مقبولاً منها، إذ لم يسبب لها المشكلات وهو مضمون بالنسبة لها ويحظى بقبول عربي كبير ودعم عريض من الشارع المحلي، فهو لم يصنع الأزمات مع شركائه والأهم أنه يحظى بقبول من السيد مقتدى الصدر، فضلاً عن أن العبادي استجاب لنصيحة الولايات المتحدة بضرورة ترميم العلاقة مع الحزب الديمقراطي وصرف رواتب موظفي الإقليم وكل هذه الأشياء انعكست لصالحه، فضلاً عن سقوط كثير من خصومه في هذه الانتخابات وصعود أصدقائه.

إن الجمهورية الإسلامية لا تريد أن تغضب الولايات المتحدة في هذا الوقت الحرج بالنسبة لوضعها الاقتصادي الداخلي الذي يتزامن مع عقوبات جديدة فرضتها الولايات المتحدة عليها التي بدأت تباشيرها بصدور حزمة من العقوبات على حزب الله وشخصيات أخرى مما خفف من اعتراض إيران المتوقع إزاء نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

المحيط العربي الحكومي هو الآخر سيؤثر في بعض الأحزاب العراقية لدعم العبادي والحال ينطبق على جمهورية تركيا هي الأخرى لا تعترض على العبادي وعندها أصدقاء دعمتهم مادياً في هذه الانتخابات وتؤثر فيهم، وبذلك سيكون المال السياسي له نصيب في تشكيل هذه الحكومة إذ للمواقف أثمان بعضها يُدفع نقداً وبعضها الآخر يدفع عن طريق منح مناصب ومراكز قيادية في الحكومة العراقية المقبلة.

من أبرز ملامح المرحلة المقبلة غياب رئيس الوزراء السابق من التأثير في المشهد السياسي وتفكك ائتلافه وربما تكون هذه الدورة الأخيرة من عمره في الحياة السياسية، والأمر ينسحب على شخصيات سياسية أخرى كانت فاعلة جداً في المرحلة السابقة، إلا أنها فقدت بريقها ولم تعد تجارتها تتماشى مع المزاج العام للشارع العراقي الذي بدأ يبتعد عن أصحاب المشاريع الطائفية.

وفي ضوء ذلك فإن العبادي سيكون المرشح الأوفر حظاً لتولي رئاسة الوزراء، لكنه ليس بالضرورة أن يكون المرشح الوحيد فربما تفضي النقاشات الى مرشح تسوية يكون أكثر قبولاً للولايات المتحدة والمحيط العربي من العبادي لاسيما وأن أياماً ثقيلة تنتظر الشعب الإيراني من جراء العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على الحكومة الإيرانية والتي ستشكل عامل ضغط جديد على الجمهورية الإسلامية لأجل تقويض وجودها في الدول الإقليمية وتأثيرها في السياسية الشرق أوسطية.

أحدث المقالات