مع إعلان نتائج الانتخابات العراقية و الضربة القوية التي تلقاها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بصعود قائمة فيها تيارات سياسية کان علي أکبر ولايتي، مستشار المرشد الاعلى الايراني قد طلب بعدم السماح لهم بالترشح للإنتخابات، وکون قائمة سائرون بالاساس لاتحمل ودا تجاه النفوذ و الدور الايراني في العراق، فقد صار من الواضح إن الشعب العراقي قد بات يترجم رفضه لتدخلات النظام الايراني بصورة فعلية، وهو مايعتبر تطورا هاما جدا بهذا الصدد.
إرسال طهران للإرهابي المطلوب دوليا، قاسم سليماني، لکي يمارس ضغوطاته من أجل”هندسة”الحکومة العراقية القادمة، يأتي تأکيدا ساطعا على الدور المشبوه للنظام الايراني و إصراره على عدم التخلي عن سياسته المضرة تجاه العراق و الشعب العراقي، ولاريب من إن سليماني لايعلم بأن للصبر العراقي حدود، وإن زياراته المشبوهة و المرفوضة التي يتدخل خلالها بصورة سافرة في الشٶون الداخلية للعراق، سيأتي اليوم الذي يجد فيه ردا عنيفا غير متوقعا لامن جانبه ولامن جانب نظامه بل وحتى من جانب العملاء التابعين لهم في العراق.
زيارة سليماني للعراق وفي ظل الظروف و الاوضاع الحالية زيارة مرفوضة بکل المقاييس و لاتصب في مصلحة الشعب العراقي خصوصا وإنها تأتي من أجل دعم و مساندة الفاسدين و السارقين لثروات الشعب العراقي و العمل على إبقائهم في السلطة، وذلك لأنهم سيعملون کالعادة مابوسعهم من أجل خدمة النفوذ و الهيمة الايرانية على حساب المصالح العليا للعراق و الشعب العراقي، والذي يجب أخذه بنظر الاعتبار و الانتباه إليه جيدا، هو إن التحرکات الاحجاجية ضد النظام الايراني تتزايد بصورة صارت ترعب النظام نفسه کما إن وضعه دوليا عقب الانسحاب الامريکي من الاتفاق النووي الى جانب تصاعد رفضه و کراهيته عربيا و إسلاميا، يضع أکثر من علامة إستفهام على القبول بالوجوه الفاسدة التباعة لهذا النظام کي يتبوئون بمناصب في الحکومة العراقية الجديدة.
المطلوب اليوم هو مواجهة الدور الايراني المشبوه خصوصا عندما يکون هناك مساع من أجل إستغلال الاوضاع في العراق لجعلها تخدم مصالح النظام الايراني و إحتمالات تضييق الخناق عليه و التي تتزايد أکثر من أي وقت آخر، خصوصا وإن إحتمال أن تتفجر الاوضاع في إيران قائمة جدا الى الحد الذي وصفت فيه”فوکس نيوز”الاوضاع في إيران ب”برميل البارود”، نظرا لحالة الغضب و الغليان الشعبي ومن المهم جدا أن ينتبه العراقيون الى هذه المسألة جيدا ولايسمحون لحصان خاسر کي يکسب المزيد من الوقت على حساب الشعب العراقي!