15 نوفمبر، 2024 8:36 ص
Search
Close this search box.

حسين الموزاني.. الكتابة لديه بيت وهوية ومحاولة لتحييد الذاكرة

حسين الموزاني.. الكتابة لديه بيت وهوية ومحاولة لتحييد الذاكرة

خاص: إعداد- سماح عادل

“حسين الموزاني” روائي ومترجم عراقي، ولد في العمارة عام 1954،  ترك العراق في 1978 بسبب نشاطه السياسي ذاهبا إلى بيروت كصحفي، ثم انتقل إلى ألمانيا 1980وعاش فيها حتى وفاته.

درس “حسين الموزاني” الأدب الألماني واللغة العربية والعلوم الإسلامية في جامعة “مونستر”، وحاز على شهادة ماجستير حول أعمال الأديب نجيب محفوظ.

باللغتين الألمانية والعربية، كتب “حسين الموزاني” مجموعة من الروايات والقصص والتأملات هي: «منصور» أو «عطر بلاد الغرب» باللغة الألمانيّة عام 2002 و«اعترافات تاجر اللحوم» بطبعتين عن «منشورات الجمل» (1997 و 2015) قبل أن تُنشر بالألمانيّة سنة 2007. حصل عام 2003 على «جائزة شاميسو» التشجيعيّة التي تمنح للكتّاب الألمان من ذوي الأصول الأجنبيّة، كما صدر له عام 2009 كتاب «عالمان متوازيان» عن تجربة الكتابة في المنفى، وكتاب آخر باسم «أعوام الجمر والرماد ــ تأملات عن المنفى والثقافة والهويّة الوطنيّة» 2015، إلى جانب مجموعة قصصية بعنوان «حارس المهدي المنتظر» 2005.

الصيت وفقط..

يقول “حسين الموزاني” في مقالة على موقع “الناقد العراقي” بعنوان “حسين الموزاني يكتب عن نفسه”: “دعوني أصنع دعاية لنفسي، فأقول إنني وضعت رواية باللغة الألمانية كانت في الأصل نصّاً قصيراً باللغة العربية. وتتحدث الرواية عن جندي عراقي هارب من المعركة فينتحل شخصية أخرى ثمّ يدعي بأنه سليل أسرة ألمانية- فرنسية يعود نسبها إلى بيتر الراهب وهو شخصية تاريخية حقيقة وكان قسّاً متعصباً وأحد القادة الصليبين ويركب الحمار بدل الفرس. وكان يشبه فعلاً وجه الحمار، وسأنشر رسماً له ذات يوم، وكان يحب الخمر والسمك والنساء! على أية حال، تقع الراوية في ٢٧٠ صفحة من القطع المتوسط واعتبرها بعض النقّاد الألمان Masterpiece وكتبت عنها معظم الصحف الألمانية المهمة ونالت جائزة مرموقة إلخ. وحدث أن نشبت الحرب العراقية الأمريكية الأخيرة، فشاركتُ في عدد من الندوات التلفزيونية في المحطات الكبيرة إلى جانب مسئولين ألمان كبار ومنهم وزير المالية الألماني الحالي “فولفغانغ شويبله” ورئيس الاتحاد الأوروبي الحالي “جان كلود يونكر” والممثل البريطاني الشهير “بيتر أوستينوف”. ومع ذلك فإن هذا الرواية لم تبع كثيراً، ولم تطبع طبعة أخرى ولم تترجم إلى لغة أخرى. فاحتار الألمان، الأصدقاء منهم والأعداء، واحتار معهم العرب والعراقيون خاصةً. وبدأت النظريات تتقاطر. فقيل إنّ القرّاء الألمان لم يربطوا بين شخصيتك في التلفزيون والرواية!”، روايتي لم يصبني منها سوى الصيت، وليس هناك شيء آخر سواه، لكنّه لم يكن صيتاً مدويّاً على ما يبدو!”

عودة إلى العراق..                             

وفي حوار أجراه الكاتب “عزمي عبد الوهاب” معه يقول “حسين الموزاني” عن عودته إلى العراق في عام 2004 بعد أن أمضى 26 عاماً في ألمانيا: “ذهبت إلى العراق بعد ستة وعشرين عاماً من المنفى، وأنا مدرك تماماً بأنني لن أرى إلا الدمار والخراب، وبما أنني أعتبر نفسي من المتفائلين نسبيّاً فقلت دعني أنتظر قليلاً لعلّ الوضع يتحسن بعد سقوط النظام، لكنّ الوضع، ومثلما نرى حالياً، ازداد مأساوية وتعقيداً بعد الاحتلال وإذكاء نار الفتنة الطائفية ومواصلة سياسة القتل والتهميش والإقصاء نفسها من قبل الحكومات التي ورثت نظام صدّام حسين، ودوّنت ذلك كلّه في يومياتي عن زيارتي الأولى للعراق والثانية في عام 2008 “.

أزمة الهوية..

وعن سؤال هل تعاني مأزقاً يتعلق بالهوية؟ يجيب “حسين الموزاني”: “أين هويتي أصلاً لكي أفقدها؟ هناك هويات فرضت عليّ فرضاً وأحاول قدر المستطاع التخلّص منها، أو تجاوزها، لاسيما تلك الهوية الدينية أو الطائفية المقيتة، وأسعى جاهداً لإيجاد هوية خاصة بي أنا؛ هوية أبتكرها وأبتدعها عن طريق الكتابة، ولإقامة بيتي النثريّ الذي أتحصن فيه، فما قيمة الكتابة أصلاً إن لم تمنحني هويتي الفردية الخاصة؟ كان “توماس مان” الكاتب الألماني يقول في منفاه الأمريكي، إنه هو نفسه ألمانيا، وأينما يضع قدمه يرى ألمانيا ماثلة أمامه، رغم أنه رفض العيش والموت فيها حتّى بعد انهيار النظام النازي، باختصار “هويتي” الوطنية والقومية هي التي تعاني أزمة وليس أنا” .

وعن التأثير المصري في روايته “اعترافات تاجر اللحوم” ومجموعته القصصية “حارس المهدي المنتظر” اللتان تدوران في أجواء مصرية، بعد إقامة في القاهرة لعام ونصف العام يقول: “شعرت منذ الأيام الأولى من إقامتي بأنني أنتمي إلى مصر أيضا، أحببت الثقافة المصرية الحديثة والمصريين بصورة خاصة، وقد أغرتني أجواء القاهرة لدرجة أنني تخليت عن غرضي الأساسي وهو كتابة الدكتوراه عن “أشكال الرواية الحديثة” فقلت دعني أنا نفسي أكتب رواية عن مصر والمصريين وعن ذلك العراقي “الغريب” الذي جاء يبحث عن الخلاص في أرض مصر، وفكرت أيضا في أنني، إذا كنت أدعي معرفتي بأسرار العمل الروائي وتقنياته، فعليّ أن أكتب رواية بنفسي، إن كنت صادقاً، فكتبت “اعترافات تاجر اللحوم” مدفوعاً بدعم أصدقائي المصريين وإلحاحهم وتشجيعهم لعملية الكتابة ومرافقتهم لها، كانت مصر بمثابة حاضنة لي ولكلّ من فقد وطنه”.

المنفى..

وعن المنفى يقول “حسين الموزاني”: “المنفى ورغم قسوته البالغة يقدم فرصاً هائلة للاطلاع على ثقافة الآخر وربّما الكتابة بلغة أجنبية عن هموم وتجارب كان سيكتب عنها المنفي بلغته الأصلية، فأنا لم أخرج في كتاباتي، حتّى باللغة الألمانية، عن العراق وقضاياه قيد أنملة”.

الرحيل..

يقول “حسين الموزاني” عن رحيله عن العراق: “يعود سبب رحيلي وأنا في الرابعة والعشرين من السنّ إلى الوضع السياسيّ المتأزم آنذاك في العراق، وتحديداً في عام 1978. فكانت هناك حكومة ائتلاف تضمّ “حزب البعث العربي الاشتراكي” بقيادة أحمد حسن البكر ونائبه صدّام حسين والحزب الشيوعي بقيادة “عزيز محمد”. وفي الواقع لم تكن حكومة ما سميّ آنذاك “بالجبهة الوطنية” سوى جهاز قمع واضطهاد. وتم استغلال وجود الشيوعيين في الحكومة لشنّ حملة تصفية منظمة تستهدف المستقلين والشيوعيين أنفسهم، وكنت آنذاك عضواً في الحزب الشيوعي. فكان يطلب منّا الانتماء قسراً إلى صفوف البعث، وقد عرض عليّ الانتماء وتعرضت للتهديد، بل الطرد من العمل. وقد سجلت حادثة طردي من العمل في جريدة الحزب الشيوعي العراقي “طريق الشعب” اليومية الصادرة في بغداد. لكنني استطعت العمل في مؤسسة أخرى تابعة الدولة أيضاً، لكنهم لم يعرفوا هويتي السياسية. وكنت من المشككين في “الجبهة الوطنية” ونظام البعث، بسبب التجربة المريرة التي خاضها الشيوعيون واليساريون في عام 1963 إثر سقوط حكومة عبد الكريم قاسم. فقتل واعتقل المئات منهم بما عرف بمجازر شباط. وتأكد لي بأن تلك “الجبهة الوطنية” المزعومة فرضت من قبل الحكومة السوفيتية فرضاً على الشيوعيين بعد أن وقعت الحكومة العراقية اتفاقية إستراتيجية للتعاون المشترك بين العراق والاتحاد السوفيتي. وكانت عمليات القمع والتهميش والتبعيث القسري قائمة على قدم وساق. وكان كلّ من يعترض على ذلك يخضع للمراقبة البوليسية أو الاعتقال أو التصفية الجسدية. ووجدت أن الحزب الشيوعي نفسه كان متواطئاً، أو لم يكن حازماً على الأقل، بسبب خضوعه المطلق للاتحاد السوفيتي. فلم أر في نهاية المطاف سوى تقديم استقالتي للحزب والخروج إلى بيروت والالتحاق بالمقاومة الفلسطينية. وبالمناسبة، إنني لم أنتم ومنذ خروجي من الحزب الشيوعي إلى أيّ تنظيم حزبي أو سياسي أو غير سياسي حتى هذه الساعة ولن أنتمي ما دمت حيّاً”.

الموت في العراق..

وعن العودة يستطرد “حسين الموزاني”: “لم تعد حتى فكرة الموت في العراق مغرية بالنسبة لي، وانتفت تلك الرغبة، فضلاً عن العيش، بفعل الموت المجاني اليومي، ولم تعد للإنسان كرامة في العراق حتّى للموتى. وأتذكر أنني سألت سعدي يوسف في حانة ببيروت قبل خمسة وثلاثين عاماً عن سبب قوله “في سيدي بلعباس مقبرة بيضاء/ كثيراً ما فكّر أنه سيدفن فيها” فضحك سعدي يوسف آنذاك ثمّ أطرق صامتاً. وقد توفي محمد مهدي الجواهري في المنفى وعبد الوهاب البياتي وبلند الحيدري ونازك الملائكة والمخرج المسرحي عوني كرومي وسركون بولص والفنّان محمد غني حكمت والفنّان رافع الناصري والمفكّر هادي العلوي والروائي غائب طعمة فرمان والمترجم نجيب المانع والموسيقار جميل بشير وعازف العود الشهير، أو فيلسوف العود العربي سلمان شكر، وهناك العشرات من الكتّاب والشعراء والفنانين الذين رحلوا منفيين ولم يلتفت إليهم أحد. وكلّما أدفن صديقاً هنا في ألمانيا، وآخرهم كان الكاتب المسرحي الدكتور صالح كاظم الذي رحل نهاية العام الماضي، أرى الزهور والأشجار والتماثيل تزين المقابر الألمانية وأتذكّر مدافننا وقرّافاتنا المقرفة ومنها مقبرة النجف التي هي أكبر قرّافة في العالم، وحيث يفقد الميّت كرامته، حتى لو كان يبحث عن القرب مما يسمى “بالعترة النبوية”. وأسّر لي صديق منفي في الدنمارك بأنه حالما ودّع والديه في جنوب العراق شعر بأنها قد توفيا منذ تلك اللحظة. لكن المتوفي آنذاك كان هو نفسه. وعندما عدت إلى العراق التقيت بجدتي وكانت في الخامسة أو السادسة والتسعين من السنّ فذكّرتني بكلام قلته لهم أثناء الوداع وهو أنكم ستفقدون شخصاً واحداً، أمّا أنا فسأفقدكم كلّكم. ومازال الشعور بالفقدان يجتاحني أينما حللت. ولم أفلح في معالجته بالكتابة أو حتى بالنبيذ. فهو شعور طاغ يزداد ضراوة كلما تقدمت في السنّ عاماً آخر. وأصبحت كالفراشة التي وصفها الكاتب النمساوي المنفي روبرت موزيل والتي تزداد وهناً كلّما اقتربت من الربيع..وفي هذه اللحظة بالذات طرأ على ذهني صراخ بدر شاكر السيّاب: (أنا المسيح يجرّ في المنفى صليبه)”.

النزوح الجماعي..

وعن النزوح شبه الجماعي خارج العراق يؤكد “حسين الموزاني”: “لم يكن الأمر بهذه البساطة، ولم يكن المنفى اختيارياً، بل قسرياً. وليس هناك جريمة أخطر من جريمة إبعاد الإنسان عن أهله ووطنه. فنحن أجبرنا على الخروج من العراق، ففقدنا كلّ شيء دفعة واحدة، بما في ذلك اللغة. وقد يكون نزوحنا الجماعي خطّة وضعت لنا دون أن نعلم بها مثلما وضعت الحركة الصهيونية، وبدعم مباشر من قبل بريطانيا، خطّةً تقضي بإخراج اليهود العراقيين من بلدهم، وإرسالهم إلى “دولة إسرائيل” ليتحولوا إلى أعداء لنا وللعرب وثقافتهم في المستقبل. وبالطبع أنّ الثمن الذي يدفعه الكاتب المنفي باهظاً، لأنّه مهيض الجناح ومعزول وسهل العطب والانكسار. فالمنفي العراقي لم يُحارب فقط من قبل النظام العراقي وحده، بل من قبل جميع الأنظمة العربية. وصار منبوذاً في نظرها فلا تلتفت إليه أحد أبداً. ولمست هذا الإنكار والتجني والتهميش شخصياً. وأضطر البعض لبيع ضميره لكي يبقى على قيد الحياة. فامتلأت الصحافة العربية بالمداحين والمجاملين باسم الأدب والثقافة واشترت الأنظمة العربية كل ما تحتاج إليه من سوق الأدب الكاسد. وشكا الكثير من الأدباء المنفيين من ظاهرة الإعراض هذه التي كانت تعمّق من منفاهم”.

تحييد الذكرى..

وفي حوار آخر معه أجراه “محمد حجيري” يقول ” حسين الموزاني” عن أعماله: ” أعمالي كلّها تدور حول العراق في الواقع، ولم أتناول موضوعاً آخر سوى العراق. والآن فقط بتّ أشعر بأنني استنفدت هذا الموضوع، بعدما كتبت عنه ستّ روايات ومجموعتين قصصيتين وكتابين باللغتين العربية والألمانية. وكنت مشغولاً في قضايا العراق وأزماته وحروبه وحصاره ومحاربته واستباحته وتدمير ثقافته. وصرت أنظر إلى هذا البلد باعتباره ماضياً وذكريات وصوراً قديمة. وبهذا المعنى فإن الكتابة كانت محاولة لتحييد الذكرى وتسكين الألم قدر المستطاع، لأنّ فقدان الوطن كان أمراً مؤلماً وقاسياً على نحو لا يطاق. ثمّ إنّ العراق منجم لا ينضب للأحزان والمآسي والدمار والإبادة الجماعية وما زال إلى يومنا هذا. فالصدمة النفسية واقعة في كلا الحالتين سواء زرت العراق أو لم أزره. وأنا لا سبيل لي ولا وسيلة في معالجة نفسي المصدومة سوى الكتابة والتذكّر. فتخيّل مثل أنّك تنتمي إلى بلد نُفذت فيه 67 ألف عملية انتحارية خلال 11 عاماً، أي منذ سقوط نظام البعث إلى الآن. وغالباً ما ينتابني هاجس بأنّ عمليات القتل اليومي هذه تحدث في أعماق نفسي، وكأنني عراق مصغّر أو “مشخصن”، فأسير كما لو أنّ الدماء تقطر من جسدي أينما حللت. ومع ذلك فأنا منفيّ حقيقيّ،  على الرغم من الشروط المخففة التي نعيش في ظلّها. والمنفى نفسه تحوّل إلى خامة، أو آلة حادة شطرتني نصفين. فأنا لم أكن مرتاحاً ومطمئناً في وطني ولا في غربتي ومنفاي”.

يقول الكاتب “صفاء ذياب” في مقالة بعنوان ” حسين الموزاني… الكتابة محاولة لتحييد الذكرى وتسكين الألم”: ” كان الموت يخيّم على فكر القاص والروائي والمترجم العراقي حسين الموزاني في أكثر من حوار أجري معه على مدى سنوات، الموت بعيداً عن بلده وعن أهله، الموت وحيداً في ألمانيا التي وصل إليها قبل ست وثلاثين عاماً، لهذا شكَّل له موضوع الموت ثيمة أساسية في الكثير من أعماله، خائفاً مرّةً، ومتهكماً مرَّةً أخرى، حتى رحل بالفعل قبل أيام وحيداً في شقته وسط برلين”.

خدوش المنفى..

ويقول “عبد الكريم كاظم” في مقالة ” حسين الموزاني في كتابه الجديد.. خدوش المنفى وخزائن الذاكرة”: “أعوام الجمر والرماد: عنوان كتاب جديد للروائي والمترجم العراقي حسين الموزاني، كتاب يحكي حياة ويوميات وتجارب المنفى كما يتناول الكثير من القضايا الثقافية والسياسية والاجتماعية التي شهدها ويشهدها العراق، كتاب يسطر من خلاله الكاتب مواقف وإشارات متضادة مع ذاته ومع هويته الثقافية التي جعلته لا يفقد البوصلة بين الواقعي والمتخيل، بين الحلم والكابوس، كتاب يغوص في الحياة الذاتية لمنفي مأخوذ بالمعاناة والكوابيس والأحلام، ويستعرضها بكثير من الغرائبية المتصلة بكوابيس الحياة والمنفى وحلم العودة إلى موطنه الأول منذ خروجه من العراق كما يشير حسين في بداية الكتاب.. ثمة سؤال نقدي: هل المنفى هو الجحيم واللاذاكرة واللايقين؟ سؤال حاد قد يخرج به القارئ وفي ذهنه أسئلة أخرى لم يقبض على جمرتها بعد، وربما يحتاج القارئ إلى قراءة ثانية متصلة بالتجربة، نفسها، كي تتضح الرؤية الموازية لطبيعة المنفى التي اتسمت بها تجربة حسين الذاتية والثقافية والفكرية سواء في الكتابة، بلغتين، لا يقترح حسين الموزاني على القارئ في كتابه الجديد لغة مثقلة بالدلالات بل بالمعاني، فبعض فقرات الكتاب (الهوية والثقافة، العودة إلى أرض السواد، جدران العزل الطائفي، المنفى واللغة، رحلة إلى الجذور، أفول الشعر، وقفة أمام شاهدة الوطن، ما الذي بقي من بغداد اليوم وووو …. ) وكأنها مكتوبة بناتج تجربة الكاتب وصدقه وتنوع قراءاته واحتكاكه المباشر بالأدب الألماني وبأساليب كتابية تجريبية متنوعة، وكأنه أيضاً يطأ لغة مليئة ببذور كلمات أو ألفاظ مختلفة، منحازاً بنحو خاص، إلى فضاء المعنى أو التجريب المتصل بالكتابة والذي يعد من أصعب النماذج الكتابية الحديثة كما هو معروف”.

وفاته ..

توفي “حسين الموزاني” في عام 2016 عن عمر 62 عاما.

https://www.youtube.com/watch?v=AjcGUkq6MeY

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة