_لقد تبدلت السياسة الأمريكية من الاحتواء المزدوج إلى المواجهة المباشرة!
_التنصل عن الاتفاقات محسوب ضمن مسار السياسة الأمريكية..هذه..حقيقة ترتبط باستراتيجية امريكا التي تتغير مع تبدل الرئاسات..والغباء يكمن بمن لايفهم السياقات التاريخية لهذه السياسة!
_لم يعد هنالك مجال للمناورات واللعب على الحبلين والعمالات المزدوجة!
القادم هو:
1. انتهى توظيف نظام الملالي في طهران واستخدامه كمكنسة لتنظيف المنطقة وكما يدعون من الإرهاب (السني) !
2. سوف تضع الولايات المتحدة الأمريكية قادة الأحزاب العراقية أمام خيارين..أما..إيران أو أمريكا وتحالفها العربي؟
3. ستصدر قائمة من وزارة الخزانة الأمريكية فيما يخص العراق.. على غرار ماحدث ضد بعض الشخصيات في حزب الله.. تعرقل تشكيل الحكومة العراقية وتشمل كيانات مصرفية واشخاص ضمن قائمة الحشد!
لكن المهم…
أسوء الكوارث ما تنتجها أخطاء البشر.. سواء في صناعتها بجهالة مدمرة أو بالغباء في التمادي وإهمال معالجة الأسباب التي تؤدي اليها . إذا أخذنا على سبيل المثال حجم الدمار الهائل الذي أنتجته أخطاء السياسة في العراق وسوريا واليمن وليبيا فسوف تهون حيال ذلك كل أنواع الكوارث الطبيعية . هنا نتوقف.. لعلنا في كتابة مقالاتنا نسهم في أداء دور التنبيه العام والنصح لمن يستفيد في المعالجة ونساهم في درء بعض الأخطار، لعلنا فحسب . ذلك لمن يستمع القول ويتبع أحسنه..رغم إن إسداء النُصح لا ينفع الصُم البكم الذين لا يفقهون . قطعا هنالك أزمات متعددة وخطيرة تراكم سلبها وتعقيدها في منطقتنا العربية أو الإقليمية وفق ما يصطلح عليه بتسمية الشرق الأوسط.. إبتداءا من التوغل الاستعماري مع بداية القرن الماضي ومرورا بزرع الكيان الاستيطاني الصهيوني الذي يعتبر بؤرة الإفساد ومركز زعزعة الاستقرار الإقليمي . واقع الحال إن الصراع لم يتوقف منذ مئة عام.. ولا زال يتفاقم ويتعقد وقد بلغ أخطر مراحله ما بعد تدمير واحتلال العراق ومرورا بالتدهور الذي تبع ذلك حتى بلوغ المنطقة ذروة الخطر بما عليه حاليا . لعلّ بروز حروب الوكالة كان أبشع أدوات الاستثمار السياسي وأقذر أساليب الفتك بالمجتمعات البشرية.. بحيث.. أدّت الى تحييد الجيوش عن المواجهات المباشرة والتدرّع بالمليشيات المسلحة في عمليات الإبادة الجماعية..والأبشع يكمن في عسكرة المجتمعات وتفريقها طائفيا وعرقيّا وتذكية الصراعات بينها . بعد أن فعلت ما فعلته الحشود الطائفية واستنفذت طاقاتها الوحشيّة فقد انتهت منبوذة ضمن حواضنها..كما هي عليه المليشيات وتنظيم القاعدة بجميع مسمياتهم وفروعهم . أما صفة الإرهاب.. هذه هي الحلقة الجامعة لعناوين الأنظمة والمشاريع المتقاطعة في دوامة صراع الشرق الأوسط بجيوشها ومخابراتها ووكلائها على الأرض..نستطيع القول.. الصهيونيّة تخطط وأمريكا تتخذ القرارات والسعودية مع الخليج يمولون وإيران ونظام بشار الأسد يجندون وينفذون على الأرض..أما الدول الأخرى مثل روسيا وتركيا وبعض دول الغرب فهم مقمحون بحكم مصالحهم أو تأثرهم المباشر وخوفهم من امتداد النيران اليهم . منطقة الشرق الأوسط كلها ساحة حرب.. أمريكا ودول حليفة لها تنشر قواتها في قواعد عسكرية وبوارج حربية.. الدولة الصهيونية في فلسطين تتأهب بكل ترسانتها العسكرية.. روسيا المتحالفة مع نظام بشار لديها قواعد في سوريا وتنشر منظومات متطورة للدفاع الجوي.. إيران متوغلة في لبنان بحشود حزب الله وتنشر أذرعها المرتبطة بفيلق القدس في سوريا والعراق إضافة لقدرتها الصاروخية وترسانة الحرس الثوري المتأهب لخوض حرب شاملة.. جيوش عربية لا يستهان بها جاهزة على الأرض ولن تتردد عن التجحفل مع قوات الكيان الصهيوني في خوض الحرب ضد إيران . مع كل هذا التشابك الخطير دخل لبنان والعراق في مرحلة جديدة لتشكيل حكومات بعد الانتهاء من اجراء انتخابات عامة ؟ رافق هذه الانتخابات انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي مع إيران وإعادة العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة على الطرف الإيراني قبل الاتفاق..ومع سلسلة إجراءات أخرى بوضع كيانات وأشخاص من حزب الله التابع لولاية الفقيه على لائحة الارهاب وهذا يساوي ضرب إسفين يعقد تشكيل حكومة لبنانية جديدة..فيما يخص العراق ستصدر قائمة تصنيف إرهابي أمريكية لعدد من الكيانات والأشخاص الذين لهم ثقل كبير في نتائج الانتخابات العراقية.. إذا وضعنا هذا الإجراء مع نسبة التصويت الحقيقيّة الهزيلة والتزوير الذي طغى عليها سيدخل العراق في نفق مظلم بحدوث حرب أهلية خصوصا داخل الطائفة الشيعية بين من يوالي إيران وممن يرفض الهيمنة الإيرانية داخل العراق . تبقى مسألة اشتعال الحرب الإقليمية قائمة ما لم يتم فض الاشتباك في سوريا والذهاب الى تسوية شاملة وفق مقررات جنيف يتم بموجبها انسحاب جميع القوات الأجنبية منها . لقد أشرت في مقالة سابقة الى استحقاقات لابد من تنفيذها على الأرض لنزع فتيل اشتعال الحرب.. انسحاب إيران كليا من سوريا والعراق واليمن مع نزع القدرات الصاروخية لحزب الله في لبنان ووضع كل سلاح تحت مسؤولية الدول الشرعية وضمن مؤسساتها العسكرية.. بمعنى أوضح لا وجود لفصائل مسلحة أو مليشيات تحت أي ذرائع ومصنفات . في ظل التعقيدات الدولية القائمة حاليا واختلاف مشاريع وأجندات الدول المتشابكة في منطقة الشرق الأوسط، إضافة الى التحشيد العسكري والغارات المتكررة التي تنفذها دولة الكيان الصهيوني في سوريا مع سياسة الحصار على إيران والمزيد من العقوبات فلن يبقى أمام إيران سوى خيار الحرب الشاملة.. خلاف ذلك ستبقى إيران تتعرض لحرب استنزاف عسكرية واقتصادية ومواجهة أزمات داخلية لا تخلو من انشقاقات في داخل النظام الحاكم قد تؤدي الى الفوضى والانهيار .. قبل فترة أدلى ليبرمان وزير دفاع الكيان الصهيوني بتصريح خطير جدا قال فيه مخاطبا ما يسمى بمحور المقاومة.. إذا أمطرت عندنا ستحدث عندكم فيظانات ؟؟ جاء ذلك على اعقاب تصريحات نارية من قبل بعض قادة الحرس الثوري الايراني ؟ يجب على كل مسؤول في العراق وسوريا ولبنان وقطاع غزة خاصة أن يحسبون حسابهم بأن السياسة الإيرانية تضعهم دروع لها وسوف ينالهم التدمير الشامل قبل أن تصل المواجهة مع الحرس الثوري والجيش الايراني مباشرة.. هذه الحرب لن تكون متكافئة على الاطلاق.. ولن.. تسلم أبراج الخليج ومدن السعودية من سجال الصواريخ الإيرانية لسبب بسيط يكمن بأن الدفاعات المتطورة ستكون مهمتها الرئيسية حماية المستوطنات الصهيونية.
أخيرا… لن تنتهي الحرب بانتصار أي طرف وستنتهي منطقة الشرق الأوسط الى فوضى عارمة وأحداث تغيير جذرية متعاقبة ….
بقلم: الكاتب والباحث السياسي