خاص : ترجمة – محمد بناية :
كشفت التقارير الإخبارية عن اندلاع شغب واضطربات في مدينة “كازرون” بمحافظة “فارس” الإيرانية، واستخدام قوات الشرطة للذخيرة الحية في التعامل مع المتظاهرين.
وكانت المظاهرات قد اندلعت في “كازرون” اعتراضاً على تقسيم المدينة. ويقال إن الفيديوهات المنشورة، على شبكات التواصل الاجتماعي، هي للاضطرابات الليلية في مدينة “كازرون”.
وثمة تقارير، غير مؤكدة، بحسب الموقع الإخبار المعارض (إيران واير)، عن هجوم المتظاهرين على قسم شرطة والتظاهر أمام عدد من الأبنية الحكومية. وتؤكد تلكم التقارير عن وقوع إصابات ووفاة ثلاثة أشخاص خلال المواجهات مع قوات الأمن.
مدينة جديدة..
تعود أحداث القصة إلى شهر آب/أغسطس الماضي، حيث أبدى المواطنون في مدينة “كازرون” اعتراضاً شديداً على مقترح تشكيل مدينة “كوه چنار”، والاسم مركب من “كوهمره نودان” و”چنارشيجان”؛ وهما مدينتان تابعتان لـ”كازرون”.
والمدينة المقرر إنشاءها سوف تضم أجزء من مدن “چنار شاه یجان، کوهمره نودان، بیشاپور، دشت برم وامامزاده سید حسین”؛ وكلها تتبع “كازرون. وهذا المقترح قديم ويعود إلى ما قبل عشرين عاماً، وحظى بدعم شعبي كبير، لا سيما من سكان مدينة “چنارشاهيجان”، تلك المدينة التى تعاني الفقر والإهمال رغم وقوعها على مسار مهم يربط محافظات “فارس” مع “خوزستان، و کهگیلویه” مع “بویرأحمد”، بسبب ما اعتبره المواطنون تمييزاً من جانب المسؤولين في مدينة “كازرون”، ولذا طالبوا بالانفصال.
والمؤيد الرئيس لذلكم المشروع هو؛ “حسین رضا زاده”، النائب البرلماني عن “كارزون”، والذي وعد أثناء المنافسات الانتخابية بتحقيق الانفصال؛ وحصل بذلك على أصوات المؤيدين للانفصال. وكان “حسین رضا زاده”، (المنبوذ من جانب سكان “كازرون”)، قد كتب بتاريخ 10 آب/أغسطس 2017 عدداً من الرسائل القصيرة إلى تطبيق (التليغرام)؛ تؤكد خبر تشكيل مدينة جديدة. حينها ردد المواطنون في “كازرون” الشعارات المنددة بـ”رضا زاده”، وكتبوا رسالة إلى “علي لاريجاني”، رئيس البرلمان، وطالبوه بقبول تمثيل “كازرون” بالوكالة ورفض تمثيل “رضا زاده” كنائب عن مدينتهم.
المطالبة بمحافظة جديدة..
كذا وجه رؤساء مجالس، عدد 11 قرية، رسالة إلى محافظ “كازرون” معربين عن معارضتهم الإنضمام إلى المحافظة الجديدة المعروفة باسم “كوهچنار”. وتصاعدت أزمة تشكيل هذه المدينة الجديدة بعدما طرح سكان “كازرون”، مؤخراً، فكرة تحويل المدينة إلى محافظة خاصة، ودعوا تشكيل محافظة “فارس” الغربية وعاصمتها “كازرون”.
في ضوء هذه التطورات؛ ومع انتشار الأخبار عن الإنتهاء من تشكيل مدينة جديدة، خرجت أولى المظاهرات الاعتراضية في “كازرون”، في الأول من آب/أغسطس 2017، وأوقف التجار العمل بسوق “كازرون” وتجمعوا أمام مكتب، “محمد خرسند”، إمام الجمعة في “كازرون”.
ومن المعروف أن “محمد خرسند”؛ هو عضو “حزب المؤتلفة”، ويتمتع بنفوذ جيد داخل الأوساط السياسية الإيرانية.
آنذاك أعرب “خرسند” عن معارضته الشديدة للمشروع، لكنه لم يملك القوة للوقوف ضد تنفيذ المشروع. وخلال شهر آب/أغسطس؛ كُتبت الكثير من الرسائل الاعتراضية وعٌقدت الاجتماعات في مقر بلدية “كازرون”، ثم اندلعت التظاهرات الغاضبة، في كانون ثان/يناير الماضي، بعد فشل المناقشات.
وبالتوازي مع اندلاع المظاهرات، قال “إبراهيم أستور ميمندي”، محافظ “كازرون”، في تصريح لوكالة أنباء (إيرنا): “حال إنشاء المحافظة الجديدة، سيظل ضريح “إمامزاده سيد حسين”، ومجموعة “بيشاپور” التاريخية داخل نطاق محافظة “كازرون”، ولن يطرأ عليها أي تغيير”.
وهو ما أكده “هادي پژوهش جهرمي”، المساعد السياسي والأمني والاجتماعي لمحافظة “فارس”، في مؤتمر صحافي، وقال: “لا تحظى “كازرون” بالإمكانيات التي تؤهلها لتكون محافظة خاصة، ولكن من المنظور التاريخي والثقافي فقد رُفع هذا الإقتراح نظراً لمكانتها على مختلف العصور التاريخية”.
وبحسب القانون الإيراني؛ لا يمكن تحويل أي محافظة إلى محافظة خاصة إلا بشروط، منها: “أن تتجاوز الكثافة السكانية في المحافظة الـ 250 نسمة، وأن تكون للمحافظة سابقة تاريخية تتجاوز الـ 65 عاماً، وألا تقل المساحة عن 5 آلاف كيلومتر مربع”.
ورغم مطالب المسؤولين وإمام الجمعة في “كازرون”، وتشديد الإجراءات الأمنية، فاجيء المعترضون الجميع بالسيطرة الكاملة على مصلى الجمعة وطالبوا إمام الجمعة بالاستقالة وهتفوا بالشعارات السياسية المناوئة للحكومة والجمهورية الإيرانية والنائب البرلماني عن “كازرون”، مثل: “عدونا هنا ويقولون كذباً أميركا” و”ويل من اليوم الذي نحمل فيه السلاح”، وهي تعكس الإستعداد للمقاومة المسلحة وتكشف عن موجة جديدة من المظاهرات داخل إيران.
فيديو المصادمات