كمتابع للوضع السياسي العام في العراق قبل الأحتلال وما بعده في الجانبين القومي والوطني، تبين ضيق الأفق اللامحدود لسياسيي العراق بشكل عام وسياسيي شعبنا الكلداني وبقية المسيحيين بشل خاص، حباً وطمعاً بلا حدود للجانب الشخصي المصلحي بالدرجة الأولى، من دون أن ترف لهم جفن واحد على ما آلت اليه الأوضاع اللاأنسانية في العراق الجديد، من قتل وتغييب وخطف وتهجير وتشريد وأستحواذ، على ممتلكات شعبنا الكلداني والمسيحي بشكل عام.
هذا الجانب اللاأنساني يتحمله قادة العراق الفاشلون، بكل أطيافهم ومآربهم ما بعد الدكتاتورية العفنة الرعناء، ليبتلي الشعب العراقي بكل مكوناتهم القومية والأثنية، بهذا المد القاسي الفاسد حتى بدأ الشعب العراقي يترحم، على الفاشست بموجب المعطيات القاسية المدمرة الفاسدة على أرض الواقع، الذي أنتج جيل جديد لا يرحم شعبه ولا وطنه ولا مبادئه التي تشبث بها زوراً وبطلاناً، وقادة شعبنا أثبت باليقين القاطع مساهمتهم ومشاركتهم بما آل اليه الوضع العراقي العام، وتحديداً قادة زوعا والمجلس الأغاجاني اللاشعبي ذوات المصالح الحزبية والشخصية الواضحة المعالم في أدائهما للأطراف المتصارعة شيعياً كانت أو سنية أم كردية، بعيداً عن حب الوطن والمواطن والتي جعلوهما في خبر كان.
ما آل اليه الوضع العام لزوعا تحت قيادة كنّا، يستوجب دراسته والبحث في حيثيات أخفاقه، والتنقيب والتنقيح بمسيرته العاثرة، ونضاله العتيد ودمائه الزكية، التي ناضل الشرفاء من أبنائنا بكل مسمياتهم التاريخية في صفوفه، لتصل بالشعب الأصيل المآسي المتواصلة والمستمرة عبر الزمن الغابر، تلك القيادة الفاشلة لم تشتت زوعا لوحدها فحسب، بل زرعت صراع وحراك وتمزق وبغض مستمر، بين أبناء الشعب الواحد المعروف بأصالته العراقية العرقية.
كل هذا وذاك معروف ومشخص، هدفه ونواياه هو محاولة يائسة وبائسة للأستحواذ على زوعا، كمؤسسة قائمة لها حضورها السياسي وتاريخها المعروف للداني والقاصي، طمعاً بالمنافع التي تدر عليها، من خلال مواقعها التي كان شعبنا يعول عليها بالخير واليسر، ليكون الناتج النهائي هو العكس تماماً، مع أنشقاقات متعددة وطرد متواصل للعديد من كوادر زوعا المعروفة بنضالها وتضحياتها عبر تاريخ زوعا السياسي والنضالي.
وهنا الأوراق سقت من زوعا في خريفها الدائم من دون نهضة تذكر، ليس على المدى القصير ولكن على المدى البعيد، وهنا المثل يقول (لو دامت لك ما وصلت لغيرك) او (لو دامت لغيرك ما وصلت اليك). تلك الأفعال البائسة واليائسة ترافق زوعا بسبب أداء قيادته التي عملت جاهدة لأفشالها كحركة عتيدة مناضلة من أجل حقوق شعبها الأصيل، لأسباب واضحة بالتفرد والأنفرادية القيادية العاجزة عن أبتكار الأساليب السياسية الحديثة، من خلال التجدد الدائم والتغيير المستمر في قياداته الحالية، وهذا ما أدى عزوف شعبنا بجميع مسمياته في أختيار زوعا، بما فيهم أقرب المقربين له تاريخياً ونضالياً.
أما المجلس الأغاجاني الذي تم تشكيله في عام 2007 على أساس وحدة شعبنا بكل مسمياته، بات هو الآخر رقم ثقيل ومدمر لشعبنا الأصيل، حيث قادته أستحوذوا على منافع مادية واسعة الفساد لا تعد ولا تحصى، ففقد وجوده بسبب بذور الزيوان التي زرعها بين أبناء الشعب الواحد، مفرقاً وجوده عاملاً ومساوماً مع الأقوياء والمتنفذين، واضعاً جميع بيوضه في سلة الحزب الديمقراطي الكوردستاني، دون مراعاة مصالح الشعب الأصيل، مما أدى ولا زال لمحاولة أقلاعه من أرضه التاريخية من حدود شمال العراق وحتى أقصى تواجده في جنوب العراق، بغية سيطرة حلفائه على الأرض التي عاش بها وترعرع عليها منذ أكثر من 7000 عام.أنها خيانة تاريخية للأنسان الأصيل وللوطن الغالي في بلاد الرافدين الحضاري، مستخدماً جميع الأسليب الرخيصة للأستحواذ على أصوات فقراء الشعب المحتاجين العاملين حراساً لديارهم، ليحدث الترغيب والتهديد بأطاعة مرؤوسيهم عنوة بقطع رواتبهم وتصريفهم من عملهم كحراس لمدنهم، وتللسقف مثالاً وليس حصراً مبتلياً هذ الشعب المسكين بهكذا منظمة فاشية مبتزة لشعبنا بقطع أرزاقها وخنقها في عقر دارها.
ها هي اللوحة التاريخية لابد أن تأخذ مكانتها بين الأمم، فنهض عرين الكلدان، ليس حباً بوجودهم القومي فحسب، بل يتعداه وطنياً وأنسانياً، حيث بات الشعب الكلداني يعي مهامه الوطنية الحضارية التاريخية بخصوصيته القومية الذاتية، بعد أن كان مخدوعاً بزوعا وموعا ومجلس أغاجاني والكرد وعلاوي وملاوي وغيرهم، ممن زرعوا بشعبه التفرقة والكبت والحرمان والضغائن وفقدان المحبة والبغض والغبن والعوز والفرقة والهجر والتهجير بين أبناء الشعب الواحد، للسيطرة عليه وأبتزازه ومساومته وأستغلاله بأبشع الطرق والوسائل القذرة، بما فيه الترغيب والتهديد والوعيد بحلفائه الفاسدين المحاولين للسيطرة عليه بكل الطرق والوسائل والأساليب الفاسدة النكرة، البعيدة عن أبسط قيم الحياة الأنسانية، مقلدين ومنفذين سياسة البعث الفاشي، في كل تحركاتهم المدانة قانونياً وأنسانياً بلا وازع ديني ولا ضميري، تلك الحالة السارية ولحد اللحظة في دمار شعبنا الأصيل للنيل منه وأفراغه من بلده الحضاري التاريخي العتيد.
وهنا للكلدان دور هام ومهم ومميز، في أدارة بيتهم بشكل قوي متين غير قابل للنخر والتفكيك، والعمل بنكران الذات بتطييب الجراح النازفة ممن معتبرين أنفسهم حلفاء الأمس، وهم غادرين بأخوتهم وتراثهم وتاريخهم وحضارتهم تطويقاً لها ومحاولة الغاء وجودهم في عقر دارهم، فما يجمعنا هو الكثير الكثير، وما يفرقنا هو القليل القليل، رجائي الأخوي نلتزم بالكثير لنترك القليل المفرق، فألتزموا بالكثير بعيداً عن التشضي والتفرق.
هنيئاً للكلدان بنصرهم المتواضع في الأنتخابات البرلمانية لعام 2018، وهي ليست آخر المطاف لكنها البداية، وعليه يتوجب الحفاظ على هذا النصر المتواضع من دون غرور ولا تكبر، فأمامكم طريق طويل ومعقد وعسير للغاية، فأستحلال الهدف ممكن أن يكون سهلاً، ولكن الحفاظ عليه هو الأصعب، وأستلام الموقع المعين ليس صعباً قياساً بالحفاظ عليه وهو الأصعب.
حكمتنا:( ما يجمعنا هو الكثير وما يفرقنا هو القليل ، رجائي الأخوي نلتزم بالكثير وننسى القليل) .