لست في موضع جدل مع من يرى ان ما حدث عام 2003 انه احتلال او من يراه تحريرا.ما يهمني هو ما رافق هذا الحدث من فوضى كانت وما تزال تلقي بظلالها على المشهد العراقي بما اصاب جميع مفاصل الحياة بشلل شبه تام برغم ان ما حصل لا ينفصل عن احداث وحروب وازمات وحصار طال البلد تمتد جذورها الى ثمانينيات القرن الماضي.وما كنا نرجوه ونحلم به من اعمار وخطوات من التقدم والبناء والاستقرار, خاصة في مجال الرياضة ما يزال في حكم السراب.فقد شهدت الرياضة وماتزال منذ فجر تلك السنة الثالثة بعد الالفين صراعات واختلافات وتبادل اتهامات والقاء اللوم من هذا الطرف على ذلك وبالعكس دون ان نرى عملا مثمرا ولو الى جانب هذه التخندقات والولاءات والدفاعات المستميته عن المناصب والمنافع(من اجل الرياضة), كما يدعي المتخاصمون! المشهد الذي اعتدنا ان نراه لا يخرج عن جدل لا نهاية له وتصريحات مستعرة متباينة مغلفة بتهديدات سافرة, احيانا,بين من يفترض انهم ذوات روح رياضية, كما يقال .لا احد يعترف انه على خطأ ولا احد يتجرأ ويتنازل عن منصب او مغنم لاجل عيون الرياضة.البعض ممن يحتل منصبا او مسؤولية كبيرة كانت ام صغيرة في هذا المفصل الرياضي او ذاك يرى ان الامور تسير بشفافية وعدالة ما بعدها عدالة ويحتكم ويتشبث بمادة او فقرة تتيح له البقاء ولو طول العمر! واخر يرى ان هناك استئثارا واستحواذا على هذا المنصب او ذاك وقد تحصن اصحابه بفتوى او قرار, وان اكل عليه الدهر وشرب, حتى اننا ما نزال نضع الفقرة المعرقلة تلو الاخرى لهذا القانون او تلك اللائحة منعا للمزاحة وليس المنافسة .وصرنا نتمسك بقرار المحتل فيما نرفض الاحتلال,في مواقف متناقضة غريبة قد لا نجد لها مثيل في دول افريقية سبقتنا بالتخلف والتعنت والبحث عن الخلاف لا عن التوافق!.. صراع الارادات بل ارادة الصراع هي السائدة في المشهد الرياضي المأسوي والضحية دائما هي الرياضة التي لا حول لها ولا قوة.لقد سأمنا من القول ان دولا اقليمية كانت تزحف خلفنا ولم تقترب منا الا انها اصبحت اليوم هي في الامام و نحن في المؤخرة !