19 ديسمبر، 2024 1:10 ص

حسن العلوي … وجدلية ( النخلة والمرأة )

حسن العلوي … وجدلية ( النخلة والمرأة )

المفكر والكاتب والباحث الكبير حسن العلوي يعيش جدلية ( النخلة والمرأة ) .. يعيش بين رمزين كبيرين شامخين من رموز العراق ، ويتمنى من الله تعالى ان يمد في عمره ( ليناضل ) من أجلهما ويُعيد اليهما شموخهما وهيبتهما …. لافُض فوك استاذنا الكبير ( أبا أكثم ) وأنا أتابع بشغف حديثه الممتع والساحر في احدى القنوات الفضائية قبل ايام … لقد كان يتحدث وكأنه يعوم عوم الماهرين في بحر العربية المتلاطم الأمواج ، العارفين اسرارها وطلاسمها في الوقت الذي عبث بها العابثون من الجهلة وأنصاف المثقفين .
حسن العلوي عندما يتحدث يرسم لنا لوحاتٍ مطرزة بهالة من نور الأبداع والرُقي بأسلوبه الفصيح البليغ الذي تميّز به وهو يغور في جدلية ( النخلة والمرأة ) وبين عصاه التي يتوكأ عليها وله فيها مآرب اخرى والتي اصبحت ( العصا ) سمة من سمات العلوي شبيهة بغطاء الرأس للجواهري . وأجمل ما في طريقته واسلوبه في الكلام والذي تعودنا عليه هو هدوء الحكماء يقابله ثورة المدافعين عن الحق وعن ( قضية ) ، انها جدلية اخرى قلَّ نظيرها واصبحت بصمة ل ( حسن العلوي ) . ورغم انه بلغ من الكِبر عِتيا الّا ان ذاكرته مازالت في ريعان الصبا والشباب وهو يستشهد ويعزز حديثه بأعذب وأجمل ماقاله عمالقة الشعر العربي : المتنبي والجواهري ، وهذا مايضيف حلاوة وطلاوة لحديثه الذي نتمنى ان لاينتهي ، فهو يأخذنا الى عالَم تكتحل به عيوننا ويأخذنا الى فضاءات رحبة جميلة وكأنه ساحر للكلمات وكأنه شاعر والشاعر ليس انسانا عاديا ، وكأنه ( كاهن ) يحيط بكل شاردة وواردة ، وكأنه ( راهب ) في صومعته ….. حسن العلوي يصمت صمت الحكماء ويتحدث حديث العارفين ويستقرئ التاريخ والمستقبل ويربط بينهما من خلال حدسه العميق وتجاربه وخبرته في الحياة وتجاربه ومعاناته ، وعندما يتحدث حسن العلاوي فهو يرسم لنا بريشته والوانه لوحة للوطن الذي مزّقه المارقون والانتهازيون والفاسدون ويشهر سيف الكلمة التي هي أشدُّ وقعا من السيف ، بكلمات وعبارات ولغة ندل على ان الرجل مفتون بحب العربية ….. استاذنا العلوي أطال الله في عمرك لكي تحقق ماتصبو اليه من اجل شموخ حبيبتيك : النخلة والمرأة ، النخلة التي احرقها الجاحدون ، النخلة التي هي ( عمّتنا ) والتي كان رطبها غذاء ودواء للسيدة مريم عليها السلام ، فيالها من شجرة مباركة معطاء فكل شيئ فيها له فائدة عظيمة ، ثمارها ، جذعها ، سعفها ، ليفها ، جريدها وخوصها .. النخلة اشتركت مع الانسان في الخير والعطاء وحتى في الموت فالنخلة تموت عند قطع رأسها ، وحياتها هدوء وسكينة وسحر وجمال ، تنمو بصمت وهدوء ولاتموت الّا بعد عمر مديد ، هكذا يتحدث حسن العلوي عن النخلة ، النظر اليها اطمئنان وخضرتها تمنح الصفاء والنقاء ، وكذلك المرأة فهي تُشبه النخلة المعطاء بجمالها وصبرها وان سعف النخلة المنتشر هو كشعر المرأة الجميل والظفائر الحرير .. المرأة هي ظل الرجل تضلله في الازمات كسعف النخلة … ويبقى حب المرأة شامخا كشموخ النخيل فهي تضللنا بحبها وحنانها وعطائها وهي رمز العطاء والصبر والحياة وسهر الليالي : أما واختا وزوجة وحبيبة وبنتا … هكذا يتحدث حسن العلوي : فلا حياةَ بلا نخيل ونساء ، فالحياة بدونهما تُصبح جرداء قاحلة تشكو المحول والظمأ … هكذا هي جدلية العلوي ( النخلة والمرأة ) ..
حسن العلوي أطال الله في عمرك ، لكن سيأتي يومك الذي رسمه قلم الله ولامفر منه ولو بعد حين فكلنا راحلون ، لكنك ستموت واقفا كما هي النخلة والمرأة …
السلام عليكم

أحدث المقالات

أحدث المقالات