23 نوفمبر، 2024 5:03 ص
Search
Close this search box.

صولة (الحواسم)!

في سلسلة مقالات ندية من وحي المجتمع:
انا اكتب ، اذن انا كلكامش( مقولة الكاتب) ()
الكتابة مكرمة الله تعالى، هو الواهب، وانا الشاكر!( مقولة الكاتب)

(للحواسم) صولة أخرى ، لم تندرج على سلم مسلماتنا ، وإنما تأتي عرضا على هامش الفقراء والجياع المتوجهين لابتلاع الحديد والصفيح ، تعويضا عن خبزهم المفقود، فهذه الصولة مثل عظم الهدهد الذي يقولون عنه ، انه يسير في الماء عكس التيار ، والعهدة على من يقولون!
ففي خضم اليوم الانتخابي ، تشهد يوما (حوسميا) ناصعا ومميزا ، وفريدا من نوعه ، اقتلع من الشوارع كل الصور واللافتات كما تقتلع العاصفة الشجر من جذوره!، وادخل الصمت الانتخابي في صمت انتخابي آخر ، فتقول في نفسك طوبى لهذا الحرص والنشاط ، ولكن اين هذا النشاط والحرص من هذه القمامة المنتشرة في كل مكان ، والتي تهدد أحياء بكاملها بالاكتساح لما تسببه من أمراض ، ولم لاتحدث صولة تنظيف مشابهة لهذه الصولة ، أم ان صولة اقتلاع صور الدعاية الانتخابية بعد انتهاء الانتخابات ، فيها أمر نفعي شخصي ، وهنا الطامة الكبرى : ان المصلحة العامة صارت أسيرة المصلحة الخاصة، فلا يمكنك أن ترى صولة حوسمة ، الغرض منها تنظيف الأحياء ، وترميم عطلات المنشآت العامة التي تتطلب تفاعل اكثر من يد0
لو تجرد نظام (الحوسمة) من عجالته هذه ، وانتزعت منه المصلحة الشخصية ، وحلت محلها المصلحة الوطنية ، لتحول الى برنامج تكافل اجتماعي ، وخدمة وطنية ، لكننا دوما وبسبب الفقر والجهل ، وعدم الثقة بالغد ، ترانا نشهد صولات (حوسمة) متكررة ، ومختلفة في حجمها تبعا للمواقف التي تحدثها ،ففي طياتنا (حواسم) مختلفة في أبعادها وتوجهاتها ، تميل دوما الى إشباع الذات المنهكة جوعا وشقاء ، فتتجاهل هذه (الحوسمة) موضوعية الوطن ، ومنفعة الآخرين0
ولرب سائل يسأل عن تعريف معنى الحوسمة ، فأقول : هي تعني في معناها الفلكلوري العراقي رديفا آخر هو ( الفرهود) ، يظهران في فترات تخلخل الضغط الاجتماعي وتداعياته، وفي ظل الفوضى التي تدفع العامة الى اقتناء مايرونه أنهم حرموا منه في موقف سابق ،وليست هي بفعل حضاري صائب!

أحدث المقالات

أحدث المقالات