18 نوفمبر، 2024 12:27 ص
Search
Close this search box.

محافظات … الجوع والفقر والمرض والجهل والبطالة … تتظاهر …

محافظات … الجوع والفقر والمرض والجهل والبطالة … تتظاهر …

المظاهرات التي خرجت في المحافظات الغربية ،وباعتراف الحكومة والبرلمان وبثت في غالبية الفضائيات بما في ذلك الفضائيات العالمية ، هذه المظاهرات … كانت عفوية أي بمبادرات جماهيرية … وتحت ضغط هذه الجماهير لم تجد السلطات المحلية المتمثلة بالمحافظين ومجالس الإدارة بدا، غير التأييد والدعم …ولجماهيريتها أيضا حظيت بمؤازرة رجال الدين ” العلامة عبد الملك السعدي … والمرجع جواد الخالصي … والمرجع بشير النجفي ” … كذلك تم إسنادها من شيوخ العشائر … يتقدمهم في الانبار الشيخ ابو ريشة … وفي الموصل شيوخ آلياور .   
وكما نعرف ، فان العفوي غير المخطط ، وبالتالي واقعيا لابد ان تكون له مثالب ، ومنها مثلا رفع أعلام النظام السابق ، او صورة واحدة للدكتاتور المقبور …  او عبارة طائفية هنا وهناك …الخ…أو محاولة هذا السياسي او ذاك ركب الموجة” كما حدث لصالح المطلك “… لكن مع تحذير المراجع والشيوخ …  تم التخلص من هذه الدرنات … وحملت التظاهرات بعدها شعارات ومطالب ذات إبعاد وطنية بحتة .
وكل متمنطق وعاقل مل وكل من المهاترات والمزايدات الدنيئة والرخيصة التي مارسها إذناب العملية السياسية بحق الشعب ” راكبي  الدبابات الامريكية”  ،وما نتج عنها من استلاب وتبديد للمال العام  والتخلف المخزي … اقول كل وطني نظيف … لا يملك سوى التأييد … فهي منعطف للإصلاح والحساب ، الإصلاح لما زرعته أمريكا من تفتيت وتشتيت للفسيفساء العراق ، والحساب لمن نهبوا المال العام وعاثوا فسادا بإدارة البلاد وخانوا أمانة من أوصلوهم لمناصبهم .
وكما عودتنا دولة القانون  ، من تفننها  للإدارة بالأزمات ، وردود الفعل ،والترقيع ، والنظر للقذى في العين ،فقد انهالوا كعادتهم ” لنقل أخلاقهم “، بالشتم والسب للمتظاهرين ،وكيل تهم الانتماء ” للبعث والقاعدة “… والتهديد باستخدام القوى … والحول السياسي بترك مطالب الملايين  والنظر فقط لممارسة عشوائية فردية هنا وهناك … ولعمري انها نفس الاساليب التي تم استخدامه مع متظاهري 25 شباط … وهاهي ميدوزا دولة القانون تظهر في الفضائية العراقية … وتصرح علانية بان متظاهري ساحة التحرير في 25 شباط قد ابتاعوا 5000 مقصا حديديا… في اشارة منها بان هؤلاء الشباب الغيورين على وطنهم … ماهم الا لصوص ينوون إشاعة الفوضى من خلال كسر إقفال المحلات التجارية والسطو عليها … تمعنوا معي في هذا العهر والنخاسة السياسية …لكن هؤلاء الشباب … قادة المستقبل … اجبروا رئيس الوزراء نوري المالكي ، صاغرا، طرح حلول ترقيعية منها منح الوزراء مدة 100 يوم لإثبات كفاءتهم …وتقليص “ترشيد ” وزارات حكومة الأربعين حرامي .
ما أشبه ، اليوم بالبارحة ، فبعد ، التهديد والوعيد والشتم والسب لمتظاهري المحافظات الغربية ، وأكالة تهم ” البعث والقاعدة لهم وما يتبعا من الطائفية والتقسيم  “… هاهو مجلس الوزراء يخرج علينا بحلول … اولها تشكيل لجان للتفاوض مع ممثلي المتظاهرين وجمع مطالبهم …وتنفيذ ما لا
يتعارض منها مع الدستور …وكأن دولة القانون هي الحامية للدستور في
البلاد فقط ” وبلا رئيس جمهورية ولا برلمان… ولا بطيخ “…
لكن بفركة ساذجة … خرجت مظاهرات رد الفعل او الصدى “في الجنوب عدا العمارة ” ، قادتها  المحافظين من دولة القانون ، وحتما عندما يأمر المحافظ ، يكون طوع بنانه كل جيش مستشاريه ومن لف لفهم ،وموظفي المحاصصة في المحافظة والذين لايجد البعض منهم ” لكثرتهم ” كرسيا ليجلس عليه لانه بكل صراحة بلا عمل “فائض” ،  وسيكون بمعيتهم وحتما أيضا ” شيوخ للإيجار ” او مايطلق عليهم مجالس الإسناد ، لكن الممارسة التي إعادتنا الى أيام البعث المقبور … تعطيل الدراسة في الجامعات والفرض على الطلاب الالتحاق بالمظاهرات ،  والعميد أو رئيس القسم الذي لاينفذ ذلك ، سيكون تحت رحمة علي الأديب ، لكن في اغلب الأحوال ، ينفذ الأمر بسلاسة لان هؤلاء ” رؤساء الجامعات وعمداء الكليات ورؤساء الأقسام “، هم مع الحزب والثورة … وبالروح بالدم .
طرافة تظاهرات الصدى … كما شاهدتها على الفضائيات … وفي السماوة تحديدا ، قادها المحافظ إبراهيم الميالي … وعفية عليه يتظاهر لدعم حكومة وزارة تخطيطها وفي احصاءها العنقودي “وليس الشامل “، اعلنت بان نسبة الفقر في السماوة 40% وهي اعلى نسبة بين المحافظات ، بل واعلى نسبة من معدل الفقر العالمي في افقر دول العالم والبالغ 27% ،هؤلاء 40%  لايتجاوز دخلهم اليومي دولارين ، اي ان فقرهم فقر “جوع” او فقر مدقع ،يصل الى الحد الذي لاتحصل به العائلة منهم على ثلاث وجبات في اليوم ، اعرف ان محافظ السماوة سيعترض علي ويقول “لا يوجد بين هؤلاء من يجوع لأنهم يتعشون ” فلافل ” وبإمكانك مشاهدة طوابير اهالي السماوة في المساء محتشدين امام بائعي الفلافل…وقد يصل به الأمر الى حد اتهامي … باني اتكلم باجندة خارجية … وضد الحزب والثورة … لكنه ليعلم باني املك مناعة من ذلك … لاني كنت اتهم بهذه التهم طوال 35 عاما تحت حكم القائد الضرر.
ازيد بان اليونسيف وبالتعاون مع وزارة التخطيط العراقية ” الوزارة الافشل في الكابينة الوزارية ” أعلنتا قبل شهر بعد مسح إحصائي ، بان 5.5 مليون طفل في العراق لايحصلون على حقوقهم …وان أعلى نسبة منهم في محافظة السماوة ، وقبل ان اطلع على الإحصائية هذه ،كنت على اطلاع تام بان  أسواق محافظة السماوة … تكتظ بالأطفال دون عمر العاشرة وهم يبيعون ” علاليك نايلون “… وهذه لوحدها يندى لها جبين كل إنسان لكونها خرق فاضح لحقوق الإنسان … لكنها وحتما من بركات دولة القانون … والتي يتظاهر محافظ السماوة دعما لها.
سادتي ، المحافظات الاخرى ، ليست بأحسن حالا ، فالبصرة أم الخيرات ، وحسب إحصائية البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة ، فيها نسبة 26% من الأطفال دون الوزن الطبيعي ، وهذا لأسبب له غير الجوع ، وعلى لسان محافظها ” رائد تنمية أرصفة المقرنص ” ، عدد الحواسم فيها 40 الف عائلة ، وتشكل بمجموعها خمس سكان المحافظة… وهؤلاء لو لم يكونوا فقراء لما اتجهوا للحوسمة .
اليكم ملخص عن مؤشرات انجازات حكومتنا الحالية وبالأرقام:
نحن الدولة الفاشلة رقم 9 في العالم
نحن دولة الفساد الثانية على مستوى العالم علما إن الأولى  هي الصومال
نحن الدولة رقم 12 في الكسل ونسبته 58%” بسبب العطل”
متوسط عمر الفرد 62 سنة، والإقليمي 70 سنة ،اي ان وزارة الصحة تسرق من عمر كل عراقي 8 سنوات
نسبة الأمية لدينا في الشباب بين 15 و25 سنة 25 %
إنتاجية موظفي الدولة عندنا لأتزيد على نصف ساعة في اليوم
التضخم يتجاوز 10% والبطالة تزيد على 25%
هذه المؤشرات وهذا الانجاز تم بميزانية تساوت مع ميزانية اكبر بلد في العالم ” الصين” ، وقد بلغت 700 مليار دولار خلال العشر سنوات الفائتة ، بينما تقديرات الأمم المتحدة لإعادة أعمار العراق لم تزد عن 60 مليار دولار” يمكنكم الاطلاع على  موضوع تحت عنوان ( تقديرات أعمار العراق ) لسرجيودي ميلو ، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في بغداد في عام 2003 .

أحدث المقالات