انتخبنا أم قاطعنا، النتيجة واحدة، اطمأنوا فلا أحد يتقاطع مع أحد ولا ينعته بالالقاب، ابتداءً من بئس الاسم الفسوق الى البعثية او العملاء او اللوگية، فنحن شعب بلا قضية ولا ساحة ميدان او تحرير، ولا وطن أو هوية، هويتنا صنمنا الذي نصنعه من التمر، ونهتف له (بالروح بالدم) او (علي وياك علي) ونؤلهه ونحج اليه، وان لم نستطع فنكثر من صوره ونعلقها على جدران قلوبنا قبل بيوتنا، وتنهال علينا السعادة واسبابها كلما نظرنا صورته مبتسماً شبعانا، يعصرنا ألم الجوع والشعور بالخيبة لكن، تبتسم لنا حظوظنا طالما سعادته او سيادته او حفظه الله او قداسته بخير، ومنعم بزاد العافية وجيوبه ممتلئة في مصارف الغرب والشرق. وكلنا يعلم ان لاغد لنا نعيشه كما يعيش الصومالي والسوداني، ولا أقارن بغير هاتين الدولتين، فقد تعلمتُ ان رجلي لا تمتد إلا على قدر لحافي، راضياً مرضيا بنعم الباري ورضا جناب مولاي المقدس، فتناطحنا الفيسبوكي محض وقت مستقطع من عمر ولى، كما اسلافنا الذين تحت سوط السركال ورب العمل، بأمانيهم الصغار واحلامهم التي لا تتعدى رؤية الشيخ صباح العيد.
بلاؤنا في بلاد لم تكن يوماً على مقاسنا كلما تقدم بنا العمر تتسع هي لغيرنا، فصلها الباري لاجنبي طامع او تابع له، نستأسده علينا ونبارك لايامنا ونحن نعيش تحت كنفه، فغداً ستعلن نتائج الانتخابات التي نتقاطع عليها من غامس اصبع بالحبر البنفسجي او محافظ على هذا الاصبغ من لوثة الذهاب، للبحث عن رقمه الانتخابي ومكان موقعه الجغرافي المتلون، وسنرضى بتلك النتيجة صاغرين اذلاء حانقين على اصابعنا التي عبث بها الحبر الصنمي، وهو لا يشبه لون التمر الذي نصنع منه الهتنا بعد فوزهم بالانتخابات، الكل لديه حجته، المقاطع يقول ان العملية الانتخابية مزيفه وانا منهم، وآخر يقول يجب الذهاب لكي لا يسرق صوتي، وثالث يقول لنرشح زيدا فهو غير مجرب كما افتت المرجعية، وغيره ينتخب لانه من بطانة الاله، وهؤلاء سيكونون الصدمة الحقيقة لشعب أبدى الثورة على الذل بصناديق الاقتراع.. ودمت ودمنا كل يوم بعيد.. شعبي المجيد.